عقد المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان محمد رياض، لقاء مفتوح مع الفنانتين وفاء الحكيم وريم أحمد، مساء أمس السبت، بقاعة المجلس الأعلى للثقافة.
أتى ذلك في إطار فعاليات محور "وصلة" الذي يهدف إلى تعزيز التواصل بين الأجيال المسرحية المختلفة، وأدارت اللقاء الناقدة الدكتورة لمياء أنور، وسط حضور جماهيري كبير.
تجربة مؤثرة في مسرح الشمس
استعرضت الدكتورة لمياء أنور الملامح العامة لمسيرة وفاء الحكيم، مؤكدة أنها لم تكتفِ بموهبتها في التمثيل، بل امتدت تجربتها لتشمل الإخراج والتدريب والعمل المجتمعي، لا سيما في مجال دمج ذوي الهمم من خلال تجربتها الرائدة في مسرح الشمس، إضافة إلى مشاركتها في تدريب الشباب ضمن برامج وزارة الشباب والرياضة.
كما قدمت أنور، لمحة عن تجربة الفنانة ريم أحمد، التي بدأت مشوارها الفني من دار الأوبرا المصرية قبل أن يعرفها الجمهور طفلةً في "يوميات ونيس"، ثم تواصلت مشاركاتها في المسرح من خلال عروض تنوعت بين الكوميديا، والاستعراض، والباليه الكلاسيكي، والرقص الحديث، ونالت عنها عدة جوائز.
وفاء الحكيم: أمي كانت بوابة دخولي إلى عالم الفن
استهلت الفنانة وفاء الحكيم حديثها بتوجيه الشكر لإدارة المهرجان، معربة عن سعادتها بالمشاركة في محور "وصلة". وكشفت أن والدتها هي من دفعتها إلى عالم الفن، إذ أرادت أن تحقق من خلالها حلمها القديم بأن تصبح مذيعة، وكانت تشجعها على القراءة وتلخيص الكتب منذ صغرها، وهو ما مهد لاجتيازها أول اختباراتها في الإذاعة.
وسلطت الحكيم الضوء على تجربتها مع الفنان نور الشريف، الذي اختارها من فوق خشبة المسرح وهي طالبة بالسنة الأولى في المعهد العالي للفنون المسرحية، مشيرة إلى أن تلك التجربة شكلت لها مدرسة متكاملة، تعلمت فيها أهمية ثقافة الممثل ومعرفته الشاملة، وهو ما كان يشدد عليه نور الشريف دومًا.
كما تحدثت عن أثر الفنان أحمد زكي على مسيرتها، ووصفت كلًا منهما بأنه صاحب مدرسة متفردة، وأن كليهما لعب دورًا محوريًا في تشكيل ملامحها كممثلة.
وتطرقت إلى التحديات الشخصية التي واجهتها، خصوصًا مسؤولياتها كأم وزوجة، والتي جعلتها تغيب لفترات عن الساحة الفنية. وأضافت: رغم النجاح الذي حققته خارج مصر، إلا أنني منعت من دخول التلفزيون المصري لفترة، قبل أن أعود وأواصل مسيرتي.
وفي حديثها عن تجربتها المسرحية، خصّت بالذكر المخرجين ناصر عبد المنعم وسامح مجاهد، مشيدة بأساليبهما الإخراجية المختلفة، وقالت: كنت محظوظة بالعمل معهما، وتعلمت من كل واحد شيئًا خاصًا.
ريم أحمد: من دار الأوبرا إلى "ونيس".. وبداية مبكرة على خشبة المسرح
أعربت الفنانة ريم أحمد، عن امتنانها لاختيارها ضمن محور "وصلة"، وأكدت أن والدتها كانت صاحبة الفضل الأول في بداية مسيرتها، عندما اصطحبتها لتجربة أداء في مسلسل "يوميات ونيس"، وكان عمرها حينها أربع سنوات، لتقع عليها الاختيار من قِبل الفنان محمد صبحي.
وقالت أحمد: "وقفت على المسرح للمرة الأولى في سن الخامسة، وتعلمت منذ البداية معنى الالتزام والاحتراف، وكنا نعيش كعائلة حقيقية حتى خارج التصوير، ومن أهم ما تعلمته ألا أنظر إلى الكاميرا أو الجمهور، وهو درس أطبقه حتى اليوم".
وحول توازنها بين حياتها الفنية والشخصية، خاصة بعد الزواج، أوضحت أن وجودها في أسرة فنية وفّر لها دعمًا وتفهمًا كبيرين، لا سيما مع طبيعة العمل المسرحي التي تتطلب وقتًا ومجهودًا خاصًا.
وتحدثت ريم عن شخصية هدى التي اشتهرت بها، مؤكدة أنها تعتز بها، لكنها تسعى جديًا للخروج من أسرها، وقدّمت لذلك شخصية "كارمن" مع المخرج ناصر عبد المنعم، مشيرة إلى أنها درست الباليه والمسرح وتمتلك أدوات التمثيل التي تتيح لها أداء أدوار متنوعة.
محمد رياض: عروض البيت الفني تستحق أن تصل إلى جمهور المحافظات
وفي ختام اللقاء، ألقى الفنان محمد رياض رئيس المهرجان القومي للمسرح كلمة أعرب فيها عن سعادته بمحور "وصلة"، الذي يسلط الضوء على التجارب المسرحية المُلهمة، مؤكدًا على أهمية أن تتعاقب الأجيال الفنية وتؤمن بقضية المسرح.
وقال رياض: "قدمنا كل ما في وسعنا خلال المهرجان، وجاء دور الجهات المسؤولة لفتح الطريق أمام شباب المسرحيين، مسرح الدولة يزخر بعروض محترفة يجب أن تخرج إلى المحافظات بدلًا من بقائها في العاصمة".
وأعرب رياض، عن أمله في تذليل العقبات الإدارية التي تحول دون خروج تلك العروض إلى الجمهور في ربوع مصر، قائلًا: أتمنى أن تجوب عروض البيت الفني للمسرح كافة المحافظات لتعيد للمسرح رسالته الحقيقية وامتداده الشعبي".






