في قمته العالمية الخامسة والعشرين في روما اليوم، والتي افتتحتها جورجيا ميلوني رئيس الوزراء الإيطالية، أطلق المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أحدث تقاريره عن الحركة الدولية، والتي كشفت عن أن أوروبا لا تزال القلب النابض للسياحة الدولية، حيث تضم 5 من أقوى 10 أسواق للسفر والسياحة في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي.
ألمانيا في المقدمة
ووفقًا لأحدث البيانات، بلغ قطاع السفر والسياحة في إيطاليا 248.3 مليار دولار أمريكي العام الماضي، مدعومًا بإنفاق قوي من الزوار الدوليين وازدهار قطاع الاجتماعات والفعاليات، فيما حصدت ألمانيا، التي تعد ثالث أقوى أسواق السفر والسياحة في العالم، ما إجماليه 525 مليار دولار أمريكي في ناتجها المحلي الإجمالي عام 2024، وعلى الرغم من خسارة المملكة المتحدة 2.2 مليار جنيه إسترليني من إنفاق الزوار الدوليين العام الماضي، فقد أضافت 367 مليار دولار أمريكي إلى اقتصادها، محافظةً على مكانتها كواحدة من أقوى الأسواق وأكثرها ديناميكيةً في العالم.
وحققت فرنسا، الوجهة الأكثر زيارةً في العالم، أكثر من 289 مليار دولار أمريكي من السفر والسياحة عام 2024، بينما أضافت إسبانيا، ثاني أكثر الدول زيارةً في العالم، 270 مليار دولار أمريكي، ويُظهر هذا النمو الواسع قدرة أوروبا على دمج التراث مع الابتكار، والحفاظ على قدرتها التنافسية العالمية، وريادة التنمية السياحية المستدامة.
من جانبها صرحت جلوريا جيفارا، الرئيسة التنفيذية المؤقتة للمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC): "تعكس هذه النتائج قوةً وفرصًا واعدة، ولا تزال الولايات المتحدة أكبر سوق للسفر والسياحة في العالم، والصين تشهد انتعاشًا قويًا، وأوروبا تتقدم بقوة، وتحقق وجهات في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا نموًا قياسيًا، ونتوقع هذا العام أن يساهم قطاعنا بمبلغ تاريخي قدره 2.1 تريليون دولار أمريكي في عام 2025، متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 1.9 تريليون دولار أمريكي في عام 2019، بمقدار 164 مليار دولار أمريكي".
وتابعت: "وبما أن إيطاليا تستضيف القمة العالمية لهذا العام، فإن دورها كقائد لمجموعة السبع يُبرز أهمية السياحة في دفع عجلة الاقتصادات، وخلق فرص العمل، ورسم مستقبلنا المشترك".
أمريكا تحقق 2 تريليون دولار
وكشف تقرير المجلس العالمي، أيضًا أن الولايات المتحدة لا تزال أقوى سوق للسفر والسياحة في العالم، حيث ساهمت بمبلغ 2.6 تريليون دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، مع بقاء سوقها المحلي الأقوى عالميًا، مما يدعم ملايين الوظائف ويعزز مرونة القطاع، ومع ذلك، يتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) انخفاض إنفاق الزوار الدوليين في الولايات المتحدة بمقدار 12.5 مليار دولار أمريكي في عام 2025، تاركًا النمو عند 0.7% فقط. وحذر المجلس من أنه بدون الترويج للوجهات السياحية، وسياسات صديقة للمسافرين، وتخفيض تكاليف التأشيرات، قد تفقد الولايات المتحدة ميزتها التنافسية.
أما الصين، ثاني أكبر سوق للسفر والسياحة في العالم، فقد ساهمت بمبلغ 1.64 تريليون دولار أمريكي في اقتصادها في عام 2024، ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 22.7% في عام 2025، مضيفةً 260 مليار دولار أمريكي إلى اقتصادها، مما يسلط الضوء على العودة السريعة للصين إلى الصدارة الدولية ودورها المحوري في تشكيل تدفقات السفر العالمية.
اليابان، أكبر سوق للسفر والسياحة في العالم خامسًا، من المتوقع أن يُضيف قطاع السفر والسياحة، الذي يُعدّ أكبر اقتصاد في العالم، مساهمةً قدرها 310.5 مليار دولار أمريكي في عام 2024، 13.8 مليار دولار أمريكي إلى ناتجه المحلي الإجمالي هذا العام ليصل إلى ما يقارب 325 مليار دولار أمريكي.
زخم الشرق الأوسط
لا تزال منطقة الشرق الأوسط من أسرع المناطق نموًا في قطاع السفر والسياحة عالميًا، حيث تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها كقوة عالمية رائدة، مع تزايد إنفاق الزوار الوافدين ووصول استثمارات البنية التحتية إلى مستويات قياسية.
وفي جميع أنحاء المنطقة، تتدفق رؤوس الأموال إلى المطارات ومحطات السفن السياحية ومشاريع الضيافة المتطورة، مما يشير إلى ثقة طويلة الأمد في طموحها بأن تصبح مركزًا سياحيًا عالميًا.
ازدهار الوظائف
وفقًا للتقرير، دعم قطاع السفر والسياحة 357 مليون وظيفة في عام 2024، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 371 مليون وظيفة في عام 2025، بالتزامن مع زيادة حصة القطاع من التوظيف العالمي.
بحلول عام 2035، سيدعم قطاع السفر والسياحة وظيفة من كل ثماني وظائف حول العالم، مع دعم 91 مليون وظيفة جديدة إضافية، معظمها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما يعني أن وظيفة من كل ثلاث وظائف جديدة يدعمها القطاع عالميًا.
الاستثمار السياحي
لا تزال الثقة في قطاع السفر والسياحة راسخة، فقد تجاوز الاستثمار العالمي في هذا القطاع تريليون دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة قدرها 9.9% على أساس سنوي، ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع في عام 2025.
وبلغت حصة الولايات المتحدة والصين والمملكة العربية السعودية وفرنسا مجتمعة أكثر من نصف تريليون دولار أمريكي من هذا الاستثمار.
واستقطبت إيطاليا 11.4 مليار يورو في عام 2024، مما عزز مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات الأوروبية جاذبيةً للتنمية السياحية المستدامة والمبتكرة.
وتُقام القمة العالمية بالشراكة مع وزارة السياحة الإيطالية، والهيئة الوطنية الإيطالية للسياحة (ENIT)، وبلدية روما، ومنطقة لاتسيو.
