استأنفت بغداد -رسميًا- تصدير نفط كردستان العراق عبر خط جيهان التركي، بعد توقف دام أكثر من عامين، في خطوة اعتبرتها بغداد وأربيل إنجازًا مهمًا يعزز وحدة إدارة الثروة الوطنية، ويفتح الباب أمام استدامة الصادرات النفطية.
وبحسب بيانات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فإن عمليات التصدير انطلقت صباح اليوم السبت 27 سبتمبر/أيلول 2025 عند السادسة صباحًا، بوتيرة عالية ومن دون أي مشاكل فنية تُذكر.
وجاء القرار بتوجيهات من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وبمتابعة مباشرة من نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني، وبالتنسيق مع وزارة الثروات الطبيعية في كردستان، ما يعكس رغبة سياسية مشتركة لإنهاء الخلافات النفطية.
ويُنظر إلى عودة تدفق نفط كردستان العراق عبر تركيا على أنه خطوة إستراتيجية لدعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق التوازن في الأسواق، وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بقدرة العراق على إدارة صادراته بكفاءة عالية وبروح الشراكة.
صادرات العراق تتعزز بعد عودة جيهان
أكدت شركة تسويق النفط الوطنية (سومو) أن استئناف ضخ نفط كردستان العراق عبر خط جيهان يمثل فرصة لتعزيز حجم الصادرات، مشيرة إلى أن العراق يمتلك كميات فائضة يمكن أن تعوض التوقف السابق، وأن الإنتاج الإجمالي يتجاوز 4 ملايين برميل يوميًا.
وأوضح ممثل العراق في أوبك، محمد عدنان النجار، أن العودة ستدعم موقف بغداد في المفاوضات بشأن الحصص الإنتاجية، مشددًا على أن زيادة صادرات النفط مرتبطة بقدرة السوق العالمية على استيعاب الكميات، تفاديًا لتراكم فائض يؤدي إلى انخفاض الأسعار.
وأشار إلى أن أوبك تضع سقوفًا للإنتاج فقط، فيما تبقى الصادرات بيد الدول الأعضاء، فالعراق يصدر حاليًا 3.4 مليون برميل يوميًا، وعودة خط جيهان تتيح إضافة كميات جديدة إلى الأسواق العالمية.
وأضاف أن القرارات الأخيرة لأوبك بزيادة الكميات المخفضة ساعدت في رفع صادرات العراق تدريجيًا، فيما تمثل عودة نفط كردستان العراق عاملًا إضافيًا لزيادة الإيرادات المالية، خصوصًا مع وجود مشروعات توسعية في مواني البصرة لزيادة القدرة التصديرية.

وبيّن محمد عدنان النجار أن العراق يمتلك فرصًا لتعزيز دوره في سوق الطاقة العالمية إذا استثمر جيداً في البنية التحتية، وأن خطط إضافة مليون برميل يوميًا عبر المواني الجنوبية قد تتكامل مع صادرات الشمال عبر جيهان التركي.
وأكد أن المرونة في الصادرات تمنح العراق قدرة أكبر على التفاوض داخل أوبك وخارجها، وهو ما يعزز مكانته بوصفه أحد أهم منتجي النفط في الشرق الأوسط، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
أربيل ترى الاتفاق "تاريخيًا"
من جانبه، وصف رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني اتفاق استئناف تصدير نفط كردستان العراق بأنه إنجاز كبير للشعب العراقي ككل، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعزز مكانة الإقليم وتفتح الباب أمام تحسين أوضاعه الاقتصادية.
وقال -خلال مؤتمر أكاديمي في أربيل- إن حكومة الإقليم تمكنت من استعادة تدفق النفط إلى الأسواق العالمية بعد توقف دام أكثر من عامين، مشيدًا بدور الأطراف الدولية التي ساهمت في إنجاح هذا الاتفاق التاريخي.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة أدت دورًا محوريًا عبر سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل، إذ ساعدت جهودها الدبلوماسية في تذليل العقبات والوصول إلى تفاهم يضمن استمرار تصدير نفط كردستان العراق بشكل منتظم.

وأكد مسعود بارزاني أن الاتفاقية تمثل حجر أساس لتحسين البنية التحتية الاقتصادية، بما يخدم جميع المواطنين في العراق، مبديًا أمله في أن تكون بداية لمرحلة جديدة من التعاون المشترك بين أربيل وبغداد.
وأضاف أن هذا التفاهم لا يقتصر على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يحمل -أيضًا- أبعادًا سياسية واجتماعية، إذ يعزز فرص التعايش المشترك ويقلل من حدة الخلافات التاريخية بين الطرفين، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح أن الإقليم يتطلع إلى استثمار هذه المرحلة في جذب استثمارات أجنبية جديدة بمجال الطاقة، مؤكدًا أن استقرار تصدير نفط كردستان العراق يشكل عاملًا رئيسًا في تحسين البيئة الاستثمارية.
وختم بارزاني بالقول إن الحكومة ستواصل العمل بروح التعاون مع بغداد، بما يضمن استمرارية الاتفاقية وتحقيق منافع مشتركة لكل الأطراف، مع الحفاظ على استدامة الصادرات النفطية التي تمثل شريان الاقتصاد العراقي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..