أخبار عاجلة

من فوكس نيوز إلى البنتاجون: هيجسيث يثير الجدل باجتماع عسكري مفاجئ

من فوكس نيوز إلى البنتاجون: هيجسيث يثير الجدل باجتماع عسكري مفاجئ
من فوكس نيوز إلى البنتاجون: هيجسيث يثير الجدل باجتماع عسكري مفاجئ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في خطوة غير مسبوقة، أصدر وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، أمرًا مفاجئًا يوم 25 سبتمبر 2025 باستدعاء حوالي 800 جنرال وأدميرال من القادة العسكريين العليا في الجيش الأمريكي، إلى جانب مستشاريهم، لعقد اجتماع عاجل في قاعدة كوانتيكو العسكرية التابعة لفيلق المارينز في ولاية فيرجينيا، بدءًا من الثلاثاء 30 سبتمبر 2025. الخبر، الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست وأكدته مصادر إعلامية موثوقة مثل نيويورك تايمز، سي إن إن، وفوكس نيوز، أثار موجة من التكهنات والقلق داخل الأوساط العسكرية والسياسية الأمريكية، خاصة في ظل السياق السياسي والعسكري الحالي. هذا المقال يحلل دلالات هذا الاستدعاء، مستعينًا بالتفاصيل المتاحة ومستكشفًا الدوافع المحتملة وراءه.

 

خلفية الخبر وتفاصيله

وفقًا لتقرير واشنطن بوست، فإن الاجتماع يشمل قادة من رتبة بريجادير جنرال (نجمة واحدة) فما فوق، بالإضافة إلى نظرائهم في البحرية (أدميرالات). هؤلاء القادة يمثلون النخبة العسكرية التي تقود العمليات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك مناطق النزاع مثل الشرق الأوسط، أوروبا، وآسيا. الاجتماع، الذي يُعقد في قاعدة كوانتيكو، وهي مركز تدريب وقيادة استراتيجي للمارينز، يُعد استثنائيًا بسبب حجمه وطبيعته العاجلة، حيث كان من الممكن عقده عبر مؤتمرات فيديو آمنة، كما هو معتاد في مثل هذه الحالات.البنتاجون أكد عقد الاجتماع، لكنه لم يكشف عن أجندته، مكتفيًا بالقول إن هيجسيث سيلتقي "بقادته العسكريين العليا" لمناقشة قضايا حساسة. هذا الغموض أثار تساؤلات حول الأهداف الحقيقية، خاصة في ضوء سياسات هيجسيث المثيرة للجدل منذ توليه منصب وزير الدفاع في يناير 2025، بعد تعيينه من قبل الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية.

 

السياق: هيجسيث وسياسات إعادة الهيكلة

بيت هيجسيث، الذي كان مقدم برامج في قناة فوكس نيوز وجنديًا سابقًا في الحرس الوطني، ليس شخصية تقليدية في دوائر البنتاجون. تعيينه كان جزءًا من نهج ترامب لإعادة تشكيل المؤسسة العسكرية بما يتماشى مع رؤيته السياسية. منذ توليه المنصب، أطلق هيجسيث حملة لتقليص عدد الجنرالات والأدميرالات بنسبة 20% للرتب ذات الأربع نجوم و10% لباقي الرتب، وهي خطوة أثارت انتقادات داخل الجيش بسبب تأثيرها المحتمل على الكفاءة التشغيلية. بحسب نيويورك تايمز، تم فصل أو إحالة العشرات من كبار القادة إلى التقاعد منذ بداية 2025، مما خلق حالة من عدم اليقين داخل الجيش.إلى جانب ذلك، اقترح هيجسيث تغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، وهو اقتراح رمزي يعكس رؤية أكثر هجومية للسياسة العسكرية الأمريكية. هذه الخطوات تأتي في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز "الولاء" للإدارة الحالية، وفقًا لما ذكرته مصادر في سي إن إن، مما يثير مخاوف من تسييس المؤسسة العسكرية.

 

الدلالات المحتملة للاجتماع

الاستدعاء المفاجئ لمئات القادة يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات محتملة، يمكن تلخيصها كالتالي:

مناقشة تهديد أمني عاجل: قد يكون الاجتماع مرتبطًا بتهديد أمني كبير، مثل تصعيد عسكري في منطقة حساسة (مثل مضيق تايوان، أوكرانيا، أو الشرق الأوسط). لكن غياب أي تصريحات رسمية حول تهديد محدد يقلل من احتمالية هذا السيناريو، خاصة أن الاجتماعات الأمنية العاجلة تُعقد عادةً بسرية أكبر وبمشاركة أضيق.

إعادة هيكلة عسكرية شاملة: الاجتماع قد يكون جزءًا من خطة هيجسيث لتسريع إعادة الهيكلة، ربما عبر إعلان موجة جديدة من التخفيضات أو إعادة توزيع الأدوار القيادية. تغريدات على منصة إكس تشير إلى قلق بين أوساط الجيش من أن هيجسيث قد يستغل الاجتماع لتقييم "ولاء" القادة أو فرض تغييرات جذرية.

إعلان استراتيجية دفاع وطني جديدة: قد يكون الاجتماع تمهيدًا للكشف عن استراتيجية دفاعية جديدة تتماشى مع أولويات إدارة ترامب، مثل تعزيز القدرات ضد الصين أو روسيا، أو إعادة التركيز على العمليات الداخلية. تقرير فوكس نيوز أشار إلى أن هيجسيث يسعى لتوجيه الموارد نحو تعزيز الأمن السيبراني والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة.

رسالة سياسية: الاجتماع قد يكون بمثابة عرض قوة من هيجسيث لتأكيد سيطرته على المؤسسة العسكرية، خاصة بعد الانتقادات التي واجهها بسبب خلفيته غير التقليدية. استدعاء مئات القادة شخصيًا قد يكون محاولة لفرض هيبة أو توجيه رسالة للداخل والخارج.

 

ردود الفعل والتكهنات

ردود الفعل على الخبر كانت مختلطة. داخل الجيش، أعربت مصادر مجهولة في واشنطن بوست عن "قلق عميق" من الاجتماع، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في القيادة. على منصة إكس، تنوعت التعليقات بين مؤيدين يرون أن هيجسيث يعيد الانضباط إلى الجيش، ومنتقدين يعتبرون الاستدعاء محاولة لتخويف القادة أو فرض أجندة سياسية.من ناحية أخرى، أشار محللون عسكريون في سي إن إن إلى أن هذا الاجتماع قد يكون استجابة لضغوط داخلية أو خارجية، مثل الحاجة إلى إظهار وحدة القيادة في مواجهة تحديات جيوسياسية متزايدة. لكن الافتقار إلى الشفافية حول الأجندة يغذي الشكوك حول النوايا الحقيقية.

 

التحديات والمخاطر

هذا الاجتماع يثير تساؤلات حول تأثيره على الجاهزية العسكرية. استدعاء مئات القادة من مواقعهم، خاصة في مناطق النزاع، قد يؤدي إلى فراغ مؤقت في القيادة، مما يشكل مخاطر تشغيلية. كما أن التوترات بين هيجسيث وبعض القادة العسكريين قد تعيق التعاون المستقبلي، خاصة إذا شعر القادة بأن الاجتماع يهدف إلى تقييمهم أو استبدالهم.

 

خاتمة

استدعاء وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث لمئات الجنرالات والأدميرالات لاجتماع عاجل في قاعدة كوانتيكو يمثل لحظة فارقة في سياسة الإدارة الحالية تجاه المؤسسة العسكرية. سواء كان الهدف مناقشة تهديدات أمنية، إعادة هيكلة القيادة، أو إرسال رسالة سياسية، فإن هذا الحدث يكشف عن ديناميكيات معقدة داخل البنتاجون. في ظل غياب تفاصيل رسمية، تبقى التكهنات مسيطرة، لكن النتائج قد تحدد مسار السياسة العسكرية الأمريكية في السنوات القادمة. متابعة التطورات في الأيام المقبلة ستكون حاسمة لفهم الدوافع الحقيقية وراء هذه الخطوة الجريئة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل- الرئيس السيسى يهنئ غينيا بيساو بذكرى يوم الاستقلال
التالى مراجعة شاملة لهاتف آيفون 17 الجديد