في هذا اليوم نتأمل المعجزة التي أجراها القديس باسيليوس الكبير، أسقف قيصرية القبادوقية، إذ أنقذ شابًا انزلق قلبه وراء شهوة دنيوية ووقع في مصيدة الشيطان.

المعجزة التي أجراها القديس باسيليوس الكبير
الشاب أحب ابنة سيده لدرجة دفعته إلى كتابة تعهد بالخضوع التام للشيطان مقابل تحقيق هذه الأمنية. وقد أغواه الشرير باللجوء إلى أحد السحرة لتحقيق رغباته، الأمر الذي أدى به إلى الابتعاد عن الطريق القويم للإيمان.
ولكن الفتاة التي أحبها، وكانت تُكن له المشاعر الصادقة، أدركت حجم الخطر الذي يواجهه. وبحنوها على حياته وحرصها على نقاء إيمانه، أخذته إلى القديس باسيليوس.
استمع القديس باسيليوس الكبير إلى اعتراف الشاب، بصبر ورحمة، ونصحه بالابتعاد عن الأمور الدنيوية عبر الانفراد للصلاة والصوم، مؤكدًا له أن العودة إلى الله ممكنة دائمًا وأن رحمة الله تتجاوز أي قوى شريرة. بهذه المرافقة الروحية، سار الشاب في طريق التوبة والجهاد الداخلي، مستعيدًا إيمانه ونجاته من قيد الخطيئة.

الجهاد الروحي والتغلب على القوى الشريرة
خلال أربعين يوماً من العزلة التامة، كرّس الشاب نفسه للصلاة و الصوم، مجابهًا محاولات مستمرة من الشيطان لإبعاده عن طريق الإيمان. وفي هذه الرحلة الروحية، كان القديس باسيليوس الكبير يدعمه بصلواته ودعائه، ويقف إلى جانبه بالرعاية والعزاء، حتى جاء اليوم الذي أُعلن فيه انتصاره الروحي على القوى الظلامية.

القديس باسيليوس الكبير يدعمه بصلواته
وفي اليوم المنتظر، بينما كان الجمع مجتمعًا في الكنيسة للصلاة، اهتزت الأرض وسقط الكتاب الذي كتب فيه الشاب عهده مع الشيطان، مشيرًا إلى انتهاء الصراع وغلبة الخير على الشر. حينها باركه القديس باسيليوس وناوله من الأسرار المقدسة، ليبدأ الشاب حياة جديدة مليئة بالفرح و السلام مع زوجته. ظل الزوجان ممتنين الى القديس باسيليوس الكبير، راجين له الجزاء على صلواته التي كانت سبب خلاصهما الروحي و الجسدي.