الطماطم , شهدت الأسواق المحلية خلال الأيام الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الطماطم، حيث وصلت الأسعار في سوق الجملة إلى نحو 12 جنيهًا للكيلو، فيما ارتفعت في بعض أسواق التجزئة لتتراوح بين 18 إلى 20 جنيهًا. هذا التغير المفاجئ في السعر أثار تساؤلات المستهلكين حول أسباب هذه الزيادة، ومتى يمكن أن تعود الأسعار إلى معدلاتها الطبيعية؟ في هذا التقرير نرصد الأسباب الحقيقية لارتفاع الأسعار وموعد التراجع المتوقع، وفقًا لتصريحات خبراء السوق.

أسباب ارتفاع أسعار الطماطم : بين العروات وقلة المعروض
أوضح حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار يرجع إلى قلة الكميات المطروحة في الأسواق خلال الفترة الحالية. فنحن الآن في مرحلة تعرف بـ”تغيير العروات”، وهي الفترة الانتقالية بين انتهاء موسم الصيفية وبداية العروة الشتوية الجديدة.
ويُضيف النجيب أن هذا التغير في المواسم الزراعية يؤدي إلى نقص في المعروض، وبالتالي ارتفاع الأسعار نتيجة قانون العرض والطلب. كما أشار إلى أن الفترة الحالية لا يمكن التنبؤ فيها بثبات الأسعار، لأنها تشهد حالة من عدم الاستقرار حتى تبدأ الأسواق في استقبال محاصيل العروة الجديدة.

التغيرات المناخية وتأثيرها على الإنتاج
من العوامل المؤثرة كذلك، والتي ساهمت في زيادة الأسعار التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة خلال الأسابيع الماضية. حيث أوضح النجيب أن درجات الحرارة المرتفعة أثرت سلبًا على نمو وجودة محصول الطماطم، ما أدى إلى تراجع في الإنتاجية، وبالتالي انخفاض الكميات التي تصل إلى الأسواق.
التغيرات المناخية لم تؤثر فقط على الطما طم، بل طالت العديد من المحاصيل الزراعية، مما قد يُنذر بارتفاعات سعرية أخرى في الخضروات إذا استمر الوضع المناخي غير المستقر.

متى تنخفض أسعار الطماطم؟
بحسب نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة، من المتوقع أن تبدأ الأسعار في التراجع مع نهاية شهر أكتوبر المقبل، وذلك تزامنًا مع طرح محاصيل العروة الشتوية الجديدة. حتى ذلك الحين، يُتوقع استمرار حالة التذبذب السعري، وفقًا لآليات السوق والعرض والطلب.
وفيما يتعلق بالمخاوف من نقص حاد في المحصول، طمأن النجيب المواطنين بأن الكميات المتاحة حاليًا في الأسواق كافية لتلبية احتياجات المستهلكين، رغم ارتفاع الأسعار المؤقت.

خلاصة الوضع الحالي
تلخص الحالة الراهنة للأسعار في كونها ظاهرة موسمية تتكرر كل عام خلال فترة الانتقال بين العروات الزراعية. وعلى الرغم من تأثير العوامل المناخية في تفاقم الوضع، فإن المؤشرات تشير إلى تحسن قادم في المعروض، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار مع بداية نوفمبر.
وحتى ذلك الحين، تبقى أسعار الطماطم خاضعة لحركة السوق، وسط مطالبات بمراقبة الأسعار وفتح منافذ بيع بأسعار مناسبة لتخفيف العبء عن المواطنين.