السياحة , آثار شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، موجة من الجدل والتساؤلات، عقب تصريحاته الجريئة خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “الحكاية”، المُذاع عبر شاشة MBC مصر.
ففي تصريح غير متوقع، كشف الوزير أن مركز الترميم في المتحف المصري بالتحرير يعمل منذ أكثر من عقدين بدون أي كاميرات مراقبة، واصفًا ذلك بأنه أمر “غير مقبول على الإطلاق”.
وأكد الوزير أنه شخصيًا تفاجأ حين اكتشف هذا القصور الأمني في منشأة أثرية تُعد من أهم مراكز الحفاظ على التراث في مصر والعالم، مشددًا على أن هذا الخلل لا يمكن أن يستمر، ويتم حالياً العمل على إصلاحه بشكل عاجل.
وزير السياحة لا سرقات جديدة ولكن اعتراف بوجود ثغرات أمنية
رغم التأكيد القاطع على عدم وقوع أي سرقات أثرية جديدة، نفى الوزير ما تردد من شائعات عن فقدان قطع جديدة خلال الأشهر الأخيرة، لكنه في الوقت نفسه لم يُنكر وجود ثغرات في نظام المراقبة ببعض المواقع، وفي مقدمتها مركز الترميم الذي اعتبره “الأكثر خطورة بسبب طبيعة عمله”.
وقال فتحي:
“نعترف بوجود قصور، لكن لا سرقات جديدة. والأولوية الآن لتحديث الأنظمة الأمنية والرقابية في المراكز الأثرية.”
الوزير: غياب الكاميرات ليس أزمة مصرية فقط… لكن لن نسمح باستمراره
وفي محاولة لوضع الأمر في سياقه العالمي، أشار الوزير إلى أن غياب أنظمة المراقبة في مراكز الترميم ليس حكرًا على مصر، إذ توجد دول أخرى ما زالت تتبع نفس النهج، لكنه شدد على أن الظروف الأمنية والتحديات الحالية تحتم اتخاذ إجراءات سريعة.
“حتى لو كان هذا يحدث في بعض الدول الأخرى، فلا مبرر لاستمراره هنا في مصر، ونحن نمتلك تراثًا فريدًا لا يقدّر بثمن.”
وزير السياحة يكشف عن خطة عاجلة لتأمين مركز الترميم وتحديث المنظومة الأمنية
كشف الوزير أن الوزارة وضعت خطة تنفيذ فورية لتزويد مركز الترميم بكاميرات مراقبة عالية الدقة، تغطي جميع أجزائه، مع ربطها بغرفة عمليات مركزية للمراقبة اللحظية، لضمان كشف أي تحركات مشبوهة أو تجاوزات.
كما تشمل الخطة توسيع عملية التأمين لتشمل جميع المخازن والمتاحف، باستخدام تكنولوجيا متطورة مثل المسح ثلاثي الأبعاد، وأجهزة فحص رقمية حديثة، وتدريب الكوادر الفنية على إدارة تلك الأنظمة.
أهمية مراكز الترميم… وخطورة الإهمال
شدّد الوزير على أن مراكز الترميم هي الخط الأمامي في معركة الحفاظ على الهوية الثقافية والحضارية لمصر، حيث يتم فيها فحص وترميم آلاف القطع الأثرية سنويًا، وبالتالي فإن تأمينها ضرورة قصوى.
وأضاف:
“الغياب الرقابي عن هذه المنشآت لا يهدد فقط الأمن، بل أيضًا الشفافية والمصداقية في العمل، وهذا ما لن نسمح باستمراره.”
