سلّط تحليل حديث الضوء على ما وصفه بـ"عثرات" و"تقدم متفاوت" داخل سوق الهيدروجين في أوروبا خلال شهر أغسطس/آب الماضي (2025).
وسجّلت عدة مشروعات تطورات إيجابية في ألمانيا وإسكتلندا وويلز والسويد، ونجحت تجربة مزج الهيدروجين في أفران صهر الألومنيوم في المملكة المتحدة.
لكن انسحب مطوّرو مشروعات بسعة 1.3 غيغاواط من ثاني عطاءات بنك الهيدروجين الأوروبي، وسُحبت أرض مشروع هيدروجين أزرق في المملكة المتحدة، بحسب آخر تفاصيل القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ورغم إحراز تقدّم في مشروع ممر الهيدروجين بين أوروبا وشمال أفريقيا، كان مشروعان آخران للنقل بوساطة الأنابيب وراء تأخير تطوير مشروعَيْن كبيرَيْن.
مشروعات الهيدروجين في أوروبا
شهد قطاع الهيدروجين في أوروبا خلال شهر أغسطس/آب الماضي تطورات إيجابية من شأنها أن تُسهم في خفض الانبعاثات بقطاعات الأسمدة والصلب والشحن البحري والنقل، وهي كالآتي:
1- استحوذت شركة كوبنهاغن إنفراستركشر بارتنرز الدنماركية (CIP) على 70% من أسهم مشروع الهيدروجين الأخضر "إتش تو أبكس" (H2Apex) بسعة 100 ميغاواط في لوبمين بألمانيا.
ومن المقرر بدء أعمال البناء في العام المقبل (2026) في المشروع الذي من المقرر بدء الإنتاج من مرحلته الأولى في عام 2028.
وبقدرة إنتاج 10 آلاف طن سنويًا، حصل المشروع على منحة حكومية بقيمة 167 مليون يورو (197.7 مليون دولار)، ومن المقرر أن تستثمر "كوبنهاغن إنفراستركشر بارتنرز" مبلغ 15 مليون يورو قبل اتخاذ قرار الاستثمار النهائي.
(اليورو = 1.18 دولارًا أميركيًا)

2- تطور شركة ستاتكرافت النرويجية (Statkraft) -وهي أكبر منتج للطاقة المتجددة في أوروبا- مشروع أمونيا خضراء بسعة 400 ميغاواط في جزر شيتلاند الإسكتلندية.
وستُستعمل كهرباء طاقة الرياح لإنتاج الهيدروجين الأخضر ثم تحويلها إلى أمونيا خضراء، إذ من المقرر أن تغذّي قطاعات الشحن البحري والأسمدة.
3- أبرمت شركتا "آي تي إم باور" البريطانية (ITM Power ) و"مورغين إنرجي" السويسرية (MorGen Energy) عقدًا لتوريد أجهزة التحليل الكهربائي وخدماته إلى مشروع الهيدروجين الأخضر "ويست ويلز" بسعة 20 ميغاواط.
ومن المقرر بدء بناء المشروع قبل نهاية عام 2025 الجاري، وسيزوّد قطاعي الصناعة والنقل بالوقود النظيف.
4- نجحت شركة "ستيغرا" (Stegra) في تركيب أول أجهزة تحليل كهربائي داخل مشروع هيدروجين أخضر بسعة 740 ميغاواط داخل مصنع صلب في السويد.
ومن المتوقع الانتهاء من أعمال التركيب في مطلع عام 2026 المقبل، على أن تبدأ عمليات الإنتاج التجارية في أواخر العام نفسه.
5- نجحت تجربة شركة "نولفليس" (Novelis) في حرق الهيدروجين بأفران الصهر داخل مصنع لإعادة تدوير الألومنيوم في شمال إنجلترا بنسبة تتراوح بين 30% و100%.
وأثبتت التجربة التي حصلت على منحة من الحكومة بقيمة 4.6 مليون جنيه إسترليني (6.2 مليون دولار)، قدرة الأفران مزدوجة الوقود على العمل بأمان ومرونة مع الحفاظ على الجودة.
(الجنيه الإسترليني = 1.37 دولارًا أميركيًا)
6- إنجاز دراسة جدوى لممر الهيدروجين "صنزهاين" (SunsHyne) بطول 3 آلاف و400 متر لربط شمال أفريقيا بوسط وغرب أوروبا.
7- بدأت الحكومة البريطانية مشاورات تستهدف إصلاح قواعد منح تراخيص الهيدروجين الأخضر، وشملت المقترحات تبسيط الإجراءات وطرح نوع جديد من التراخيص للمصانع من بين أخرى.
أنابيب نقل الهيدروجين في أوروبا
تقول شركة استشارات الطاقة ويستوود غلوبال إنرجي، إن خطوط أنابيب النقل عامل تمكين حاسم الأهمية لسوق الهيدروجين في أوروبا، كونها تربط مواقع الإنتاج بالطلب على الهيدروجين.
وقالت في التقرير الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة: "دون أنابيب النقل، لن تتمكن العديد من المشروعات من الوصول إلى السوق أو تحقيق اليقين بشأن الإيرادات التي تحتاج إليها لإحراز تقدم".
وأشارت في هذا الصدد إلى الآثار الناتجة عن تأجيل مشروع خط أنابيب ممر دلتا الراين، الذي تسبّب في خفض سعة إنتاج مشروع "زيفونك" (Zeevonk) لإنتاج الهيدروجين الأخضر في هولندا من 1 غيغاواط إلى 500 ميغاواط فقط.
وبعد أن كان مقررًا بدء تشغيل المشروع في عام 2029 تأجل الأمر إلى عام 2033؛ ما تسبّب في انسحاب المطورين من ثاني عطاءات بنك الهيدروجين الأوروبي.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توقعات نمو إنتاج الهيدروجين منخفض انبعاثات الكربون حتى عام 2030:
يُشار هنا إلى أن 3 مشروعات هيدروجين بسعة إجمالية 1.3 غيغاواط قد انسحبت من ثاني عطاءات البنك الأوروبي، لأسباب من بينها: عدم مرونة الجداول الزمنية المقررة لتحقيق الجدوى التشغيلية لمشروعات الهيدروجين في أوروبا، وحالة عدم اليقين التنظيمي، وعدم كفاية مرافق البنية الأساسية والدعم من بين أخرى.
وكان من بين المطورين المنسحبين أيضًا مشروع "كاتالينا" (Catalina) بسعة 500 ميغاواط، الذي تطوره شركة كوبنهاغن إنفراستركشر بارتنرز.
جاء ذلك بسبب عدم الحصول على تراخيص مشروع الأنابيب "هيدروجين باكبون" أو العمود الفقري للهيدروجين (Hydrogen Backbone)، كما لم يصدر بشأنه بعد قرار الاستثمار النهائي.
على الناحية الأخرى، يحتاج مطورو مشروعات نقل الهيدروجين إلى الآتي:
- أن يتحلى كلٌّ من المنتجين والمستهلكين باليقين المبكر، وهو ما تجلّى في توصيات دراسة جدوى لمد شبكة أنابيب الهيدروجين في ألمانيا إلى مدينتي نويس ودوسلدورف.
- حل مشكلة المواءمة بين المواعيد الزمنية لمشروعات الهيدروجين ومرافق البنية الأساسية.
- الحاجة إلى الوقت الكافي ورأس المال لتطوير مشروعات الأنابيب الضخمة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: