شيّع المئات من أهالي مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية، مساء اليوم الجمعة، جثامين الأب وأطفاله الثلاثة الذين لقوا مصرعهم في الحادث المأساوي الذي هزّ الرأي العام، بعدما أقدم الأب على إنهاء حياة أبنائه وفرّ هاربًا قبل أن يلقى حتفه أسفل قطار بمدينة طلخا.

وصلت الجثامين الأربعة إلى مسجد أبو الغيط وسط حضور كثيف من الأهالي، حيث أُديت صلاة الجنازة عقب صلاة العشاء، ثم جرى تشييعهم إلى مقابر العزباني.
خلافات في الجنازة
شهدت مراسم التشييع مشادات بين جدة الأطفال لوالدتهم وأسرة الأب، إذ رفضت الجدة أن تُقام صلاة الجنازة على القاتل بجانب أبنائه أو أن يُدفن معهم غير أن الأمر انتهى بالصلاة عليهم جميعًا ودفنهم بمقابر أسرة الأب، وسط أجواء من الحزن والصدمة.

تشريح الجثامين وأسباب الوفاة
أنهى فريق من الطب الشرعي إجراءات تشريح جثامين الأب "عصام.ع.ا" وأطفاله الثلاثة: مريم، محمد، ومعاذ، وذلك بقرار من النيابة العامة، للوقوف على أسباب الوفاة والتأكد من وجود آثار خنق أو طعنات على أجساد الأطفال، تمهيدًا لإصدار التقرير الطبي النهائي.

تفاصيل الجريمة
بدأت الواقعة بتلقي مديرية أمن الدقهلية إخطارًا يفيد بقيام شخص بقتل أطفاله الثلاثة وطعن زوجته داخل شقة بمنطقة خلف مدرسة الصنائع بنبروه.
وبانتقال قوات الشرطة إلى موقع الحادث، عُثر على جثامين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، وبهم آثار خنق وطعن، فيما كانت الزوجة مصابة بـ16 طعنة داخل محلها الخاص.

تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى المنصورة الدولي، بينما أُدخلت الزوجة "نجوى" — زوجة المتهم الثانية التي تزوجها بعد وفاة زوجته الأولى — إلى مستشفى الطوارئ الجامعي حيث خضعت لعدة عمليات جراحية لإنقاذ حياتها.

خلفية عن الأب والجريمة
بحسب شهادات الأهالي، فإن المتهم "عصام العزباني"، 35 عامًا، كان يعيش مع أطفاله بعد وفاة زوجته الأولى أثناء ولادتها، ثم تزوج من السيدة المصابة التي تولّت رعاية أبنائه.
وأكدوا أن خلافات أسرية متكررة كانت وراء تصاعد التوتر داخل الأسرة، لينتهي الأمر بمأساة هزّت وجدان أهالي نبروه والدقهلية بأكملها.

وقد أمرت النيابة العامة بدفن الجثامين عقب الانتهاء من أعمال التشريح، فيما تواصل التحقيقات لكشف ملابسات ودوافع الجريمة.