في ظل استمرار الاقتحام البري الإسرائيلي على مدينة غزة وما خلّفه من نزوح جماعي، أجرت "الرئيس نيوز" حوارًا خاصًا مع الإعلامية الفلسطينية نجوى اقطيفان، التي روت تفاصيل المشهد ومعاناة العائلات النازحة، وأوضحت أهداف الاحتلال في هذا التوقيت، كما وجهت رسالة قوية للعالم.
وإلى نص الحوار…
كيف تابعتي مشاهد النزوح الجماعي الأخير؟
تابعت المشهد بوجع كبير. صور الناس وهم يتركون بيوتهم تحت القصف ويمضون بالطريق حاملين أشياء بسيطة من حياتهم. أطفال ماسكين حقائب صغيرة، نساء تعبانة وبتحاول تحمي ولادها، وشيوخ ما إلهم طاقة على المشي. المشهد موجع، بيوضح كيف الناس بينتزعوا من حياتهم غصب عنهم.
كيف هي أوضاع العائلات النازحة بعد خروجها؟ هل هناك أماكن كافية أو دعم إنساني لهم؟
الوضع مأساوي. العائلات بتوصل لجنوب غزة أو لمناطق الإيواء وهي مرهقة، لكن بتتفاجأ إنه المكان مزدحم وما في إمكانيات كافية. في ناس بتنام على الأرض وبالعراء لأنه ما في خيم، والإيجارات غالية جدًا. في عائلات ما معها حتى بطانية أو أكل، حتى المساعدات قليلة وما بتكفي كل الناس، والكل عايش حالة من الضياع.
ما أكثر المواقف التي أثّرت فيك أثناء متابعتك لرحلة النزوح؟
أكتر موقف أثر فيا كان لما شفت طفل ماسك لعبته القديمة بإيده وهو ماشي بين الركام مع عيلته. حسيت قديش الطفل عم يتمسك بشي بسيط يمثل أمانه الوحيد. كمان مشهد النساء وهن حاملين أطفال رضع وسط القصف ومش عارفين وين يروحوا، هاد من أصعب اللحظات. في كمان صحفيات ضلت في غزة ورفضت النزوح وبقيت لحالها دون أهلها، لصعوبة تجربة النزوح.
كيف تصفين حجم وشكل الهجوم البري الإسرائيلي داخل مدينة غزة؟
الهجوم كبير وواسع. الدبابات والمدرعات منتشرة، والطيران ما بيفارق السماء، القصف ما بيوقف. المدينة عم تنضرب من أكتر من جهة بنفس الوقت. التوغل العسكري للاحتلال ماشي بخطوات بطيئة لكنه مدمر، وبيتعمد إفراغ المناطق من المدنيين بالقوة، وبعدها بيدخل الجيش للسيطرة عليها بشكل كامل.
برأيك، ما أهداف الاحتلال من هذا الاقتحام في هذا التوقيت تحديدًا؟
الاحتلال هدفه كسر صمود غزة والسيطرة على قلب المدينة بأي ثمن. اختار هاد التوقيت لأنه شايف إنه تعب الناس ونزوحهم بيضعف قدرتهم على المقاومة، وكمان بيحاول يحقق إنجاز ميداني يترجم سياسيًا قدام العالم.
ما هي أبرز الصعوبات التي تواجه الإعلاميين في نقل تفاصيل الاقتحام وسط القصف وانقطاع الاتصالات؟
الإعلاميين بيواجهوا صعوبات كبيرة. أولًا: انقطاع الاتصالات اللي بيعزلهم عن العالم وما بخلي صوتهم يوصل بسهولة. ثانيًا: خطر القصف المستمر اللي بيهدد حياتهم بأي لحظة. وثالثًا: صعوبة التنقل داخل المناطق المدمّرة. كل هاد بيخلي نقل الحقيقة تحدي كبير جدًا.
هل تعتقدين أن الاقتحام سيؤدي إلى تغيير موازين القوى ؟
ممكن يغير شكل المعركة لفترة مؤقتة، لكن مش رح يغير الموازين بشكل جذري. غزة أثبتت أكتر من مرة إنها قادرة تصمد رغم الدمار. الاحتلال ممكن يسيطر على أحياء أو مناطق، لكن روح الناس وإصرارهم ما رح ينكسر بسهولة.
ما رسالتك للعالم بعد هذه الأحداث؟
رسالتي للعالم إنه يكفي صمت. المدنيين بيدفعوا الثمن الأكبر، أطفال ونساء عم يموتوا كل يوم. لازم يكون في تحرك جدي وحقيقي لوقف حرب الإبادة على غزة وفتح ممرات آمنة للمساعدات. اللي بيصير مش مجرد أخبار، هو جريمة ضد الإنسانية، ومسؤولية كل إنسان حر إنه يرفع صوته ضدها.
