يشهد العالم الأن نمو وتطور مذهل في تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواته المختلفة التي أصبحت عنصراً أساسيا ًفي كل المجالات الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية بل وأصبح سوق الذكاء الاصطناعي الاقتصادي والمعلوماتي هو الأقوى حاليا في العالم.
كشف تقرير صادر عن مركز معلومات بمجلس الوزراء أن عدد مستخدمي الانترنت عبر الهاتف المحمول وصل الى 88.8 مليون مستخدم عام 2024 مقارنة بنحو 18 مليون مستخدم عام 2014، فيما بلغ عدد مستخدمي الانترنت فائق السرعة 11.7 مليون مشترك عام 2024، مقابل 2.7 مليون مشترك عام 2014.
كما كشف تقارير صادرة عن المجلس القومي للطفولة والأمومة ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عن التقنيات الحديثة والهواتف الذكية واستخدام الأطفال للإنترنت، أن 15٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عامًا يعانون من أعراض إدمان الإنترنت، بينما ارتفعت النسبة إلى 28٪ بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا.
وذكرت التقارير أن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر بلغ 96.3 مليون في يناير 2025، مما يمثل 81.9% من إجمالي السكان. وبلغ متوسط سرعة اتصال الإنترنت عبر الهاتف المحمول 22.11 ميجابايت في الثانية.
وفي ظل ارتفاع هذا المعدل المخيف لاستخدام الانترنت في مصر بين الشباب والأطفال لتقنيات الذكاء الاصطناعي سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي او الألعاب او الابلكيشن المختلفة والخدمات عبر المنصات الرقمية، تحتاج مصر الأن بشكل عاجل وسريع لأطلاق مبادرة قومية على مستوي محافظات مصر من أجل محو أمية الذكاء الاصطناعي في مصر.
حيث أطلقت مصر عبر المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي برئاسة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الاستراتيجية الوطنية الاولي للذكاء الاصطناعي في مصر 2019 – 2024 أعقبها أطلاق الاستراتيجية الوطنية الثانية 2025 – 2030 وبالرغم من ان ضمن اختصاصات المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي وآليات عمله أنه المسئول عن نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي في مصر ورفع كفاءة الشعب المصري وتطويره في آليات الذكاء الاصطناعي الا اننا حتي الان لم نشاهد أو نسمع عن مبادرات قومية تشمل جميع المحافظات وجميع فئات المجتمع لنشر ثقافة الذكاء الاصطناعي على مستوي مصر.
الامر هام جداً ويحتاج تدخل مباشر من الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء ومن هنا نوضح ونطالب الاتي:
أولا: شدد رئيس الجمهورية في 17 أغسطس الماضي على أهمية إطلاق المبادرات وإنشاء مراكز متخصصة لإعداد كوادر مؤهلة، مع ضرورة الالتزام بالموضوعية التامة في اختيار أفضل العناصر وتوفير تدريب عالي المستوى لها، وذلك خلال اجتماع عقده الرئيس مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وطالب رئيس الجمهورية بضرورة وضع استراتيجيات واضحة قابلة للتنفيذ لتطبيق الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على البحث والتطوير والتدريب، وضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتعظيم الاستفادة منها، هو أكبر دليل على اهتمام الدولة المصرية ورئيسها بالجمهورية الجديدة على ضرورة الاهتمام بشكل أكبر وفعال بملف الذكاء الاصطناعي، وهنا السؤال الى الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء اين هذه التوجيهات والتشديدات من قبل الرئيس للحكومة على ارض الواقع؟!
ثانيا: أين التقرير الأول عن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي والذي المفترض يكون صدر في 30 يونية 2025 من قبل وزير الاتصالات ورئيس المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي وهو التقرير الدوري الذي من المفترض أن يصدر عن المجلس الوطني كل 6 اشهر طبقا لقرار انشائه لمعرفة ماذا تم بشكل عام في ملف الاستراتيجية الوطني للذكاء الاصطناعي وبشكل خاصة بملف التدريب ونشر ثقافة الذكاء الاصطناعي في مصر وهنا لا اتحدث عن مبادرات فردية ومجالات منفصلة بل اتحدث عن مبادرة قومية يستفيد منها الموظف والطفل والشاب ورجل الشارع الطبيعي لرفع وعي الشعب المصري بتقنيات الذكاء الاصطناعي مخاطرة ومميزاته وآليات استخدام ادواته ونشر ثقافة!؟
ثالثا: لماذا لا يقوم رئيس الوزراء بالتنسيق مع المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي بإطلاق ورعاية مبادرة قومية لنشر الوعي بثقافة الذكاء الاصطناعي نظريا وعلميا ونشر مميزاته وعيوبه وتعليم ادواته وتقنياته، وهنا نشير الى أهمية أننا قمنا بنشر مقال عبر موقع "البوابة نيوز" يوم 18 أغسطس 2025 تحت عنوان " مبادرة "15 مليون مصـري للذكاء الاصطناعي بالمحافظات" تضمن مقترحات هامه في هذا الصدد اتمني ان يتم الاطلاع عليها.!
رابعاً: لماذا لا يتم تدشين مراكز متخصصة بالمحافظات تحت أدارة ورعاية المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي تكون مسئولة عن حملات ومبادرات قومية بالمحافظات تهدف لرفع الكفاءة والوعي ونشر ثقافة الذكاء الاصطناعي، وهي المراكز الذي طالب رئيس الجمهورية بإنشائها لإعداد كوادر مؤهلة واختيار أفضل العناصر من اجل توفير تدريب عالي المستوى لها وهو ما سيؤدي في النهاية لخلق كوادر حقيقية بجميع انحاء مصر قادرة على نشر الوعي والثقافة وتدريب الجميع على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبعد إن توجيهات رئيس الجمهورية المهمة جدًا لرئيس الوزراء ووزير الاتصالات تؤكد مطالبنا المستمرة بان يكون اهتمام خاصة من قبل رئيس الوزراء بملف الذكاء الاصطناعي بشكل فعال وحقيقي الآن هو أمر لا تهاون فيه من أجل مستقبل بلادنا.
أخيراً أن أهمية التحرك بقوة في ملف الذكاء الاصطناعي لم يصبح أمر ثانوي او ترفيهي بل امر واقعي واختيار حتمي للدولة حتى تستطيع أن تتواكب مع العالم حولها وتستطيع بعد أن نتخذ خطوات فعالة حقيقة بتخطيط وتنفيذ علمي وصحيح أن تفتخر بنفسها بعد سنوات قريبة أنها وضعت الأجيال القادمة على الطريق الصحيح.