أخبار عاجلة

ياسر حمدي يكتب: هنا القاهرة.. ورسائل «مصر» الحاسمة

ياسر حمدي يكتب: هنا القاهرة.. ورسائل «مصر» الحاسمة
ياسر حمدي يكتب: هنا القاهرة.. ورسائل «مصر» الحاسمة

مع إيماني المطلق أننا في حالة حرب، وأعتقد أنها فرضت على هذه الأرض الخالدة بالتحديد منذ عام 2009، وقناعتي الشخصية أن جيوش القلم والوعي هم جنود هذه المرحلة، وكلما اقتربنا من لحظة الحسم تعاظم دور أقلامنا فهي سلاح هذا العصر الذي به أُسقطت دول قبل أن نسمع دوي طلقات الرصاص على أراضيها.

وفي الأيام التي تعيش فيها جيوش الأقلام حالة من الترهل والوهن بل والأنهيار في مصر، كانت هناك مجرد محاولات لجنود منا على جبهة القتال تحقق انتصارات ضخمة، كانت كفيلة وحدها أن ترد الصاع صاعين لمنصات صنعت وتم توجيهها للعقل المصري من كل حدب وصوب. 

إستطعنا بجهود فردية الحفاظ على العقل الجمعي للأمة المصرية من مدفعية العدو التي استهدفت العقل الجمعي لهذا الوطن، فما بالنا لو عادت أقلامنا مرة أخرى لسابق عهدها! وهي يقينًا عائدة وقريبًا جدًا سيسمع العالم أجمع عبارة «هنا القاهرة» تزلزل الأرض أسفل أقدام عدونا.

أعتقد أنها ستكون الصيحة التي ستسبق ركوعنا وسجودنا ونحن نصلي صلاة «الفتح» في ساحات مسجدنا الأسير، من أجل هذا سنكتب وسنقاتل وسندافع ليعلم كل جندي من جنودنا حين تحين لحظة الحسم أنه ينتمي لأمة خلقها الله لأن تكون كلها جيشًا، والكل يقاتل في موقعه.

مصر يا سادة دولة ليس لها شفرة، لا يغرنك شكوى شعبها، ولاتصدق فقر أهلها، فهذا هو وقتها، فحينما تستسلم الأمة كلها، وترضخ الشعوب جلها، وتتسابق الحكام لعدوها، تبرز مصر وحدها، وفي كل مرة لا تعلم كيف تم نصرها؟!.
فتسترد بيت المقدس في حطين، وتطرد الصليبيين من فلسطين، وتلقن التتار درسًا في عين جالوت، وتنقذ الأمة من المغول، وتذهل العالم في أكتوبر رمضان ٧٣، فتجنبوها أيها الشياطين والمجرمين، فهذا هو وقتها، جيشها متعطش، وقواتها المسلحة نفد صبرها، وشعبها عن بكرة أبيه يدفعها نحوكم.

هذه المرة مختلفة تمامًا حتى عن أكتوبر، بداية ردها في عمقكم، مهما خسرنا فلن تكون كخسائركم، سنخسر وتنتهون، سنخسر وتعودون، وقتها لا تعرفون كام دولة مسلمة لنا داعمون، بالسلاح والمال فاعلون، من الجزائر وباكستان إلى تركيا وأفغانستان، وربما كوريا وروسيا والصين إلى السعودية وإيران، وغيرهم الكثير والكثير بامتنان.

مصر أول أمس أبرزت الكارت الأحمر في وجه دولة الإحتلال، وقررت القاهرة خفض مستوى التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني، هذا القرار لم يكن مجرد خطوة عادية، بل كان رسالة حاسمة وواضحة لرئيس وزراء إسرائيل مفادها أن: «مصر لم ولن تترك هذا النتنياهو يعبث في المنطقة بمزاجه! أو كما يشاء!».
التنسيق الأمني هذا لم يكن شيء عادي، بل هو أخر محطة قبل أن تصل العلاقات بين البلدين للقطيعة الشاملة، وهذا معناه أن تبادل المعلومات والمتابعات الأمنية على الحدود والملفات المشتركة تجمدت، وهذا في لغة السياسة يعتبر أقوى صفعة قبل إعلان قطع العلاقات بالكامل.
السؤال هنا: لماذا هذا القرار الآن وفي هذه اللحظة الحاسمة الفارقة؟.. بعد ما قام العدوان الإسرائيلي بالتعدي على قطر التي من المفترض أنها وسيط مباشر في المفاوضات، إستفز ذلك مصر، فقالت «مصر» بصوت عالي: «ما تقوموا به من همجية وغطرسة في المنطقة غير مقبول ومرفوض رفضًا باتًا».
مصر لم ولن تسمح لأحد مهما كان أن يهدد إستقرار المنطقة أو يستهين بدور الوساطة العربية في حل القضية الفلسطينية وإنهاء الحرب على قطاع غزة؛ فالرسالة حاسمة وأوضح من الشمس: «القاهرة لم تصمت على العبث الصهيوني - الأمور قابلة للتصعيد إذا إستمر الكيان بنفس النهج - مصر واقفة بثبات على أرضها، وتعيد ترتيب أوراقها ومستعدة وجاهزة لكل الاحتمالات».
هذا الموقف لم يكن دبلوماسيًا فقط، بل قرار في منتهى القوة، يعكس أن القاهرة قادرة وبكل قوة على وقف كل المخططات الصهيونية عند حدودها، وأن مصر مهما حاولوا الانتقاص من دورها من خلال ذبابهم الإلكتروني وابواقهم الإعلامية المضللة ستظل هي اللاعب الوحيد التي لا يستطيع أحدٍ تجاوزها.
مصر جيشًا وشعبًا لا تخشى إطلاقًا أي صورة من صور المواجهة مع العدو الصهيوني، فنحن وضعناها في حجمها الصحيح دون مبالغة ترفعها إلى مصاف القوة الجبارة القادرة على أن تقول للشيء كن فيكون، أو استهانة ساذجة تجعلنا نظن أنها كيان هزيل لا حول له ولا قوة.
إسرائيل انكمشت بعد حرب أكتوبر المجيد إلى حجمها الطبيعي، فأصبحنا «المصريين» نراها كيانًا يمكن وقفه عند حده وردع عدوانه، ومهما أوتيت «إسرائيل» من قوة وسطوة فيما وراء حدودها، ومهما كانت الشبكات التي تعمل لحسابها وتأتمر بأمرها على المسرح الدولي، فلدينا نحن من عناصر القوة ما يفوق كل ما تستطيع دولة الإحتلال أن تعبئه في أي مواجهة.
كما أن لدينا من الرصيد الحضاري والنضالي ما يمكننا من الصمود عسكريًا وسياسيًا ونفسيًا، ولدينا من الدراية بالخصم وأساليبه ما يضمن لنا التغلب عليه في أي مكان، ثم إن لدينا قبل هذا وذاك إرادتنا الحرة القادرة على حماية مصالحنا والتمييز بين ما يمكن أن نقبله وما يجب أن نرفضه.
نحن نقبل ما نقبل ونرفض ما نرفض من واقع رؤيتنا للهدف وإصرارنا على بلوغه، لا تحت ضغط الخوف أو فقدان الثقة أو عدم اليقين، فكل هذا ولى في معركة أكتوبر المجيدة عام 1973، ثم إننا في هذا الموقف أو ذاك لا نستلهم سوى قيمنا الخالدة وتراثنا العريق وعزة وطننا الكريم.

نحن كصحفيين مصريين وجميع الإعلاميين سلاحنا «القلم»، ومن هذه اللحظة الفارقة في تاريخ أمتنا ستظل مدافعنا وجميع أسلحتنا موجهة صوب العدو الصهيوني، حتى نصلي صلاتنا المفروضة في «القدس الشريف»، ومن هنا من القاهرة عاصمة الخبر سيسمع العالم كله دوي أقلامنا، وستظل كلمتنا التاريخية «هنا القاهرة» تزلزل الأرض من تحت أقدام عدونا.. حفظ الله مصر أرضًا وشعبًا وجيشًا وقيادة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "محدش يعرف عنك حاجة".. نهال طايل تفتح النار على سلوم حداد بعد إهانة الفن المصري
التالى صاحب فيديو تحريم المولد ووصفه ب"يوم منيل": مكنتش أقصد أخض حد ولكن أنا ضد الطبل والرقص