أخبار عاجلة
جامعة عين شمس تكرم وزير التموين ضمن أبرز خريجيها -
نائب محافظ الفيوم يكشف حقيقة رفع تعريفة الركوب -
غدا.. عائشة بن أحمد تفجر مفاجآت في "أسرار النجوم" -

لماذا بدّلت وكالة الطاقة الدولية توجهاتها؟ أنس الحجي يكشف عن "هدية" لأوبك

لماذا بدّلت وكالة الطاقة الدولية توجهاتها؟ أنس الحجي يكشف عن "هدية" لأوبك
لماذا بدّلت وكالة الطاقة الدولية توجهاتها؟ أنس الحجي يكشف عن "هدية" لأوبك

أثارت التحولات الأخيرة في مواقف وكالة الطاقة الدولية موجة واسعة من التساؤلات، بعد سنوات طويلة من التوقعات التي اتُّهمت بأنها منحازة ضد النفط، قبل أن تفاجئ الأسواق أخيرًا بتقارير تدعو إلى استثمارات تريليونية في النفط والغاز.

ويرى خبراء أن هذا التحول لم يكن مجرد تعديل تقني في النماذج الاقتصادية، وإنما نتيجة مباشرة لضغوط سياسية متقلبة، وتغيّر أولويات الأسواق، وتراجع جدية الأهداف المناخية التي رُوّج لها في العقد الأخير.

وفي هذا الإطار، قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن وكالة الطاقة الدولية تأسّست عام 1974 بوصفها ردة فعل على المقاطعة النفطية العربية، وكان هدفها الأساسي حماية مصالح المستهلكين، ما جعلها تاريخيًا في مواجهة مع الدول المصدرة.

وأضاف أن مراجعة مسيرة الوكالة تكشف عن تناقضات كبيرة، إذ تبنّت في مرحلة خطاب الاستقلال الطاقي الأميركي، ثم تحولت سريعًا إلى "وكالة بيئية"، قبل أن تعود مؤخرًا لتقرّ بضرورة الاستثمارات الضخمة في النفط والغاز، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول سر تبدّل مواقفها.

جاءت تصريحات أنس الحجي خلال حلقة جديدة من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، قدّمها عبر مساحات منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، بعنوان: "تكويع وكالة الطاقة الدولية هديتها لأوبك في عيد ميلادها الـ65".

توقعات منحازة وأخطاء متكررة

أشار أنس الحجي إلى أن وكالة الطاقة الدولية اشتهرت تاريخيًا بتقليل تقديرات الطلب على النفط، قبل أن تعود لاحقًا إلى تعديلها صعودًا، ما أدى إلى إرباك الأسواق وتكبيد المنتجين والمستثمرين خسائر كبيرة، الأمر الذي عزّز الشكوك بشأن نياتها.

وشرح أن الوكالة اعترفت عام 2022 بأنها قلّلت الطلب منذ 2007 وحتى 2021، ثم اعترفت لاحقًا بخطأ إضافي شمل أعوام 2022 و2023 و2024، بفارق بلغ 350 مليون برميل. ويُعدّ هذا الرقم الهائل مؤشرًا على خلل ممنهج يتجاوز حدود الأخطاء الفنية.

ولفت إلى أن الوكالة كرّرت أخطاءها مع بعض الدول مثل المكسيك، حين قدرت الطلب بأقل من حقيقته بمقدار 100 ألف برميل يوميًا منذ 2020، وهو ما وصفه بأنه خلل لا يمكن القبول به في مؤسسة تضم مئات الخبراء والباحثين.

وكالة الطاقة الدولية

وأوضح أنس الحجي أن الخطير في الأمر هو التوافق الغريب بين تقديرات وكالة الطاقة الدولية والصين، إذ تبنّت الشركات الصينية أسلوب التوقعات المنخفضة نفسه، دون الإفصاح عن الأرقام الحقيقية، وهو ما يكشف عن أن هناك أجندة مشتركة تجمع بين الجانبَيْن.

وأكد أن الفجوة بين تقديرات الوكالة وأوبك تعكس استمرار النهج القديم؛ إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية نموًا بمقدار 700 ألف برميل يوميًا فقط، في حين تشير أوبك إلى 1.3 مليون برميل يوميًا، أي ضعف الرقم تقريبًا، ما يوضح حجم التباين.

وشدّد على أن استمرار الخطأ نفسه على مدى 18 عامًا لا يمكن تفسيره بعجز النماذج الرياضية، بل يوضح أن هناك سياسة متعمدة لتقليل شأن النفط وإظهار الطلب في صورة أضعف مما هو عليه بالفعل.

وخلص إلى أن هذه الأخطاء الممنهجة زرعت فجوة عميقة بين وكالة الطاقة الدولية وأوبك، ودفعت كثيرين في الأسواق إلى التشكيك في مصداقية المؤسسة التي يُفترض أن تكون مرجعًا دوليًا محايدًا.

تبدل الخطاب بين ترمب وبايدن

أوضح أنس الحجي أن وكالة الطاقة الدولية خضعت لتقلبات السياسة الأميركية بصورة لافتة، ففي عهد ترمب تبنّت خطاب الاستقلال الطاقي، ورفعت توقعاتها لإنتاج النفط الصخري بصورة مبالغ فيها، لتفادي انسحاب واشنطن في ظل تهديدات الرئيس.

وأضاف أن الوكالة زارت الكونغرس وقدّمت تقارير تروّج لفكرة تحقيق الاكتفاء الذاتي الأميركي، وهو ما دغدغ مشاعر ترمب، وسمح للوكالة بالاحتفاظ بدعم الولايات المتحدة، لكن هذه اللغة تبدّلت كليًا بعد وصول بايدن إلى الحكم.

وتحولت الوكالة بسرعة إلى "وكالة مناخية"، داعية إلى الحياد الكربوني عام 2050، وأوصت بالتوقف الكامل عن الاستثمار في النفط والغاز، وهذه الطروحات غير منطقية على الإطلاق، ولا تستند إلى أي قراءة واقعية.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقع أوامر تنفيذية في البيت الأبيض
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوقّع أوامر تنفيذية في البيت الأبيض - الصورة من CNN

وأشار خبير اقتصادات الطاقة إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان انتقد علنًا هذه التوجهات، وعدّ أن ما تقوله وكالة الطاقة الدولية لا يمتّ إلى الواقع بصلة، بل أقرب إلى أفكار "من بلاد الخيال"، لكونها تتجاهل أساسيات العرض والطلب.

لكن سرعان ما بدأت الحكومات والشركات في التراجع عن أهداف الحياد الكربوني بسبب تكلفتها الباهظة واستحالة تطبيقها؛ إذ لم تدرس إمكانياتها الحقيقية، ما أجبر وكالة الطاقة الدولية على تعديل خطابها مرة أخرى.

وأكد الحجي أن تبدّل خطاب الوكالة بين ترمب وبايدن، ثم عودتها اليوم لخطاب أقرب إلى أوبك، يوضح أن المؤسسة لم تكن تتحرك وفق الحقائق العلمية فقط، بل وفق ضغوط سياسية متناقضة، وهذه المرونة المفرطة أضعفت مصداقيتها وجعلت كثيرين يرونها أداة سياسية.

عودة إلى الواقعية والتلاقي مع أوبك

في تقريرها الأخير، أقرت وكالة الطاقة الدولية بأن الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية يتطلّب استثمارات سنوية تتراوح بين 500 و600 مليار دولار، وهي أرقام تتطابق تقريبًا مع تقديرات أوبك وإكسون موبيل بشأن مستقبل الطاقة حتى عام 2050.

وأشار أنس الحجي إلى أن هذه الاستثمارات ضرورية لمواجهة معدلات النضوب العالية في الحقول النفطية والغازية، إذ إن 80 إلى 85% من الإنتاج الحالي لن يكون متاحًا بحلول منتصف القرن، ما يفرض إنفاقًا تريليونيًا لضمان تلبية الطلب.

ويرى أن هذا التوافق في الأرقام بين وكالة الطاقة الدولية وأوبك يمثّل تحولًا جذريًا؛ إذ يفتح الباب أمام تعاون مثمر بين الطرفَيْن عبر منتدى الطاقة الدولي في الرياض، الذي يجمع المنتجين والمستهلكين على طاولة واحدة.

صناعة النفط

وأضاف مستشار تحرير "الطاقة" أن تقارير الوكالة الأخيرة يمكن عدّها هدية إلى أوبك في ذكرى تأسيسها؛ إذ اعترفت بواقعية الطلب على النفط والغاز بعد سنوات من التقليل من شأنهما، ما يُعيد التوازن إلى علاقة لطالما شابها التوتر.

كما أن هذا التحول، وفق الحجي، جاء في وقت يشهد فيه العالم تراجعًا عن السياسات المناخية المتشددة، مع اعتراف الحكومات والشركات باستحالة الوصول للحياد الكربوني بالمواعيد المحددة، ما يمنح النفط والغاز موقعًا أكثر رسوخًا في مستقبل الطاقة.

وأكد الحجي أن شركات النفط الكبرى، مثل إكسون موبيل، تبنّت رؤية أوبك؛ إذ ترى أن الاستثمارات الضخمة هي السبيل الوحيد لتجنّب أزمة إمدادات عالمية، وهو ما يضع وكالة الطاقة الدولية في موقف الاعتراف بالواقع.

واختتم الحجي بالقول إن توافق وكالة الطاقة الدولية مع أوبك وإكسون موبيل على ضرورة الاستثمار في النفط والغاز يشكّل بداية مرحلة جديدة قد تضمن أمن الطاقة العالمي، وتجعل التعاون بين المنظمات والمنتجين أكثر واقعية وفاعلية في المستقبل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "الخارجية": المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من الفوضى الشاملة نتيجة التهور الإسرائيلي
التالى عاجل| تفاصيل اختفاء قطعة أثرية من المتحف المصري.. والوزارة تُحقق وتُعمم صورتها بالمنافذ