بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة، اليوم الأربعاء، ووصل إلى قلعة وندسور والتقى بالملك تشارلز الثالث، حيث عكس مشهد الاستقبال عمق العلاقات بين البلدين.
مأدبة عشاء رسمية مع العائلة المالكة
من المقرر أن يحضر الرئيس والسيدة الأولى ميلانيا ترامب مأدبة عشاء رسمية بحضور نحو 150 ضيفاً مع العائلة المالكة في وندسور مساء الأربعاء.
ووصل ترامب إلى قلعة وندسور، بعد أن أمضى ليلته في وينفيلد هاوس بوسط لندن. حيث التقي الأمير ويليام وزوجته كيت ميدلتون.
وبعد أن رحب بهم الملك، تم اصطحاب ترامب والسيدة الأولى في عربة إلى قلعة وندسور، حيث حضرا حفل استقبال رسمي.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض خلال مكالمة هاتفية مع الصحفيين يوم الاثنين إن هذه الزيارة ستسلط الضوء على ما أسموه العلاقات العميقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
احتفال بالذكرى السنوية الـ 250 لتأسيس الولايات المتحدة
وصرح مسؤول في البيت الأبيض للصحفيين خلال مكالمة هاتفية تمهيدية للرحلة: "من المقرر أن تُبرز هذه الزيارة التاريخية الثانية للدولة العلاقة المميزة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتُجددها. وفي الوقت نفسه، ستُحتفل الزيارة بالذكرى السنوية الـ 250 لتأسيس الولايات المتحدة".
ويذكر أن الملكة إليزابيث الثانية استضافت حوالي 112 زيارة دولة إلى بريطانيا منذ توليها العرش في عام 1952 حتى وفاتها في عام 2022 وقامت بـ 89 زيارة دولة خارجية بين عامي 1955 و2015 .
وكان آخر زعيم أجنبي يحصل على هذا التكريم في بريطانيا هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يوليو.
وسبق وقام ترامب بزيارة المملكة المتحدة في يوليو، حيث افتتح ترامب في اسكتلندا، ملعبًا جديدًا للجولف في أبردينشاير . وأجرى الرئيس محادثات مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وفي عام 2019، خلال فترة رئاسته الأولى، استضافت الملكة إليزابيث الثانية ترامب في زيارة رسمية. وتُعدّ زيارة الدولة الثانية شرفًا غير اعتيادي. في البيت الأبيض، في فبراير، سلّم ستارمر الرئيس رسالة من الملك تشارلز يدعوه فيها للعودة.
ويوم الخميس، سيتوجه الرئيس إلى تشيكرز، المقر الريفي الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني، حيث سيستقبله ستارمر وزوجته فيكتوريا. ومن المرجح أن يُلقي الزعيمان مؤتمرًا صحفيًا بعد الظهر. وقبل ذلك، من المتوقع أن يزورا أرشيف ونستون تشرشل في تشيكرز ويشاركا في حفل استقبال رسمي.
وستبقى السيدة الأولى في وندسور، حيث ستشاهد بيت الدمى الخاص بالملكة ماري مع الملكة كاميلا، ثم تنضم لاحقا إلى كاثرين، أميرة ويلز، في حدائق فروغمور لحضور حدث مع جمعية الكشافة البريطانية.
يمكن أن تكون الزيارات الرسمية أداة جيوسياسية مهمة للحكومة الحالية. ونظرًا لإعجاب ترامب الراسخ بالعائلة المالكة، رأى العديد من المحللين أن الدعوة التي وجهها ستارمر إليه شخصيًا في فبراير كانت بمثابة أداة دبلوماسية فعّالة ساهمت في بناء علاقتهما.
لقد بذل ستارمر، المحامي السابق الذي يتزعم حزب العمال اليساري الوسطي، قصارى جهده لمحاولة رعاية ترامب.
أهداف الزيارة
الهدف الرئيسي للسياسة الخارجية البريطانية هو تعزيز الدعم لأوكرانيا وإقناع ترامب بزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا سيما بعد توغلات الطائرات المسيرة الروسية الأخيرة في المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي. حرص ستارمر على عدم انتقاد موقف ترامب من القضايا الدولية، لكن بريطانيا انحرفت عن السياسة الأمريكية بشأن حرب غزة، ووعدت بالاعتراف بدولة فلسطينية ما لم تغير الحكومة الإسرائيلية مسارها.
