قدرة التحليل الكهربائي عالميًا تتجاوز 2 غيغاواط.. 65% في دولة واحدة

ارتفعت قدرة التحليل الكهربائي المركبة عالميًا خلال العام الماضي (2024)، لكن التركيبات ما زالت أقل بكثير من المأمول لإنتاج الهيدروجين الأخضر في سيناريوهات تحول الطاقة.

وبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- بلغت سعة أجهزة المحللات الكهربائية المركبة حول العالم خلال عام 2024 قرابة 2 غيغاواط.

وشكّلت الصين وحدها 65% من إجمالي قدرة التحليل الكهربائي خلال العام الماضي، كما شكّلت ثلثي القدرة التي وصلت إلى قرار الاستثمار النهائي.

إضافة إلى ذلك، ما تزال الصين تمثّل 60% من قدرة تصنيع المحللات الكهربائية عالميًا، مع مشروعات متزايدة من المصنّعين التقليديين، ودخول وافدين جدد إلى السوق.

تطورات قدرة التحليل الكهربائي منذ 2021

تسارع نمو إضافات قدرة التحليل الكهربائي خلال السنوات الـ4 الماضية، من 0.6 غيغاواط فقط عام 2021، إلى 1.4 غيغاواط في عام 2023، قبل أن تصل إلى 2 غيغاواط عام 2024.

ويتوقع أحدث تقرير قطاعي صادر عن وكالة الطاقة الدولية ارتفاع القدرة المركبة مرة ونصف إلى 4.9 غيغاواط خلال عام 2025، مقارنة بمستواها في عام 2024، و 9 مرات مقارنة مع 2021.

على الجانب الآخر، بلغت قدرة التحليل الكهربائي المخطط تركيبها بحلول 2030 قرابة 538 غيغاواط، لكن أغلبها ما زال في مراحل مبكرة من التخطيط والدراسة، بينما وصل القليل منها إلى مرحلة الاستثمار النهائي.

والتحليل الكهربائي للمياه هو الطريقة المتّبعة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث تفصل أجهزة التحليل ذرّتَي الهيدروجين من المياه باستعمال كهرباء مولدة من مصادر متجددة.

ورغم أن هذه الطريقة في استخلاص الهيدروجين متّفَق عليها بيئيًا، فما زالت مكلفة للغاية، لارتفاع أسعار المحللات الكهربائية، فضلًا عن زيادة تكلفة أعمال الهندسة والمشتريات والبناء المتصلة.

كما ما يزال إنتاج الهيدروجين الأخضر بهذه الطريقة يشكّل أقلّ من 0.3% من إجمالي الإنتاج العالمي للهيدروجين، البالغ 100 مليون طن في عام 2024، الذي جاءت غالبيته العظمى من حرق الوقود الأحفوري دون استعمال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.

ورغم ذلك، فقد تضاعفَ الاستثمار العالمي في التحليل الكهربائي خلال السنوات الـ4 الماضية ليقفز من 0.5 مليار دولار فقط عام 2021، إلى 2.4 مليار دولار عام 2023، قبل أن يصل إلى 4.5 مليار دولار العام الماضي.

وبحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع وصول هذه الاستثمارات إلى 7.9 مليار دولار خلال عام 2025، بزيادة 15 مرة على عام 2021، و84% عن عام 2024.

قدرة تصنيع المحللات الكهربائية

ارتفعت قدرة تصنيع المحللات الكهربائية في العالم بنسبة 41% خلال العام الماضي، لتصل إلى 38 غيغاواط، مقارنة بنحو 27 غيغاواط في عام 2023.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية وصول قدرة التصنيع إلى 57 غيغاواط في عام 2025، ما يزيد 6 مرات على مستوى 2021.

في الجانب الآخر، بلغت قدرة التصنيع المعلنة حول العالم بحلول عام 2030 قرابة 166 غيغاواط، لكن أغلبها ما زال في مراحل مبكرة من التخطيط والدراسة.

وتشكّل الصين 60% من القدرة التصنيعية للمحللات الكهربائية في العالم، مع تفوّقها في القدرة التنافسية من حيث التكلفة المنخفضة مقارنة بغيرها، خصوصًا في أوروبا والولايات المتحدة.

وتراوحت تكلفة تصنيع وتركيب جهاز تحليل كهربائي خارج الصين من 2000 دولار إلى 2600 دولار لكل كيلوواط خلال عام 2024، بينما تراوحت التكلفة في بكين من 600 إلى 1200 دولارًا.

ومع ذلك، فإن تكلفة المعدّات لا تشكّل سوى جزء من إجمالي الاستثمار اللازم لتركيب جهاز تحليل كهربائي، إذ تشكّل تكاليف الهندسة والمشتريات والبناء وأنظمة الأمان أكثر من نصف التكلفة الإجمالية المتغيرة -أيضًا- حسب موقع المشروع.

وإذا أُخِذت تكاليف النقل والتعرفات الجمركية في الحسبان، فمن المقدَّر أن تبلغ تكلفة تركيب جهاز تحليل كهربائي صيني خارج بكين من 1500 إلى 2400 دولارًا لكل كيلوواط، ما يعني أن فجوة المنافسة مع غير الصينيين ستتقلّص في هذه الحالة.

ورغم أن استعمال أجهزة التحليل الكهربائي الصينية في مشروعات خارج البلاد يمكن أن يقلل من الاستثمار الأولي، فإنها تواجه مشكلات في الكفاءة وضعف الأداء، وتحتاج إلى التكيف مع المعايير المحلية في كل بلد، كما تواجه شكوكًا متعلقة بالصيانة والإصلاحات على مدار العمر الافتراضي.

ويسعى المصنّعون الصينيون لمعالجة هذه التحديات من خلال الابتكار، واستكشاف توسيع عمليات التصنيع بالشراكة مع آخرين في الخارج.

ورغم ذلك، فإن السوق الصينية ما زالت تشهد زخمًا متصاعدًا في مشروعات تصنيع المحللات الكهربائية، مقارنة بمناطق أخرى في العالم عانى فيها المنتجون من خسائر حادة أدت إلى إعلان الإفلاس في بعض الحالات، وزيادة عمليات الاستحواذ في حالات أخرى.

وليست السوق الصينية بمنأى عن هذه المتغيرات، خاصةً أن القدرة التصنيعية الحالية في البلاد تتجاوز 20 غيغاواط سنويًا، وهو أعلى بكثير من الطلب العالمي البالغ 2 غيغاواط في عام 2024، ما يرجّح أن تشهد الصين موجة من الاندماجات -هي الأخرى- خلال السنوات المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

بيانات قدرة التحليل الكهربائي في العالم، من وكالة الطاقة الدولية