في خطوة تكشف عن تحول خطير في استراتيجياته، استهدف تنظيم داعش ملاعب الكريكيت في باكستان، ليضرب أحد أبرز الرموز الوطنية والثقافية في البلاد.
فالكريكيت ليست مجرد رياضة، بل هي جزء من هوية الشعب الباكستاني ومتنفس جماهيري واسع، ما يجعلها هدفًا رمزيًا لإرهاب يسعى لتدمير مظاهر الوحدة والفرح.
تفاصيل الهجمات والضحايا
الهجمات وقعت في أكثر من منطقة بإقليم خيبر بختونخوا وبلوشستان، أثناء مباريات محلية حضرها المئات من المشجعين.
الانفجارات أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من الشباب، فيما سادت حالة من الذعر والفوضى داخل الملاعب.
شهود العيان أكدوا أن المشهد تحول في ثوانٍ من احتفال جماهيري إلى كارثة دامية.
رسائل داعش وأهدافه
أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات عبر منصاته الإعلامية، واصفًا الملاعب الرياضية بأنها "أهداف مشروعة". المحللون الأمنيون يرون أن هذه الخطوة تعكس رغبة داعش في بث الرعب داخل المجتمع الباكستاني وضرب ثقة الناس في قدرتهم على ممارسة حياتهم الطبيعية، خاصة في التجمعات الكبيرة التي تمثل رمزًا للوحدة الوطنية.
رد السلطات الباكستانية
الحكومة الباكستانية سارعت إلى رفع حالة الطوارئ الأمنية حول الملاعب والمنشآت الرياضية، وبدأت حملات واسعة لتعقب الخلايا المتورطة.
وأكد مسؤولون أن الدولة مصممة على مواجهة الإرهاب ومنع التنظيمات المتطرفة من تعطيل الحياة العامة أو فرض أجندتها على المجتمع.
تأثيرات على صورة باكستان الرياضية
الهجمات تمثل ضربة قوية لجهود باكستان في استعادة مكانتها كدولة آمنة قادرة على استضافة البطولات الدولية. وبعد أن بدأت المنتخبات العالمية تعود تدريجيًا للعب في باكستان، يخشى مراقبون أن تؤدي هذه الاعتداءات إلى عودة العزلة الرياضية، وتراجع الثقة الدولية بقدراتها الأمنية.
شعب يرفض الانكسار
رغم هول الحادثة، يؤكد الشارع الباكستاني أن الكريكيت ستظل رمزًا للصمود والهوية الوطنية.
فالإرهاب برأي كثيرين قد ينجح في بث الخوف مؤقتًا، لكنه لن يستطيع القضاء على شغف الملايين بالرياضة التي تجمعهم، أو كسر إرادتهم في مواجهة التطرف.
