وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتطورات خطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تستعد العاصمة القطرية الدوحة لاستضافة قمة عربية إسلامية مرتقبة، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، وتوقعات شعبية بأن تحمل القمة مواقف حاسمة وردود فعل عملية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
استعدادات مكثفة وإغلاق للطرق مع بدء توافد الوفود
أكد جمال الوصيف، مراسل "القاهرة الإخبارية" من الدوحة، أن العاصمة القطرية تشهد حالة استنفار أمني كبير مع بدء توافد الوفود الرسمية المشاركة في القمة العربية الإسلامية.
وأوضح أن السلطات القطرية فرضت إجراءات أمنية صارمة شملت إغلاق عدد من الطرقات الرئيسية المؤدية إلى موقع انعقاد القمة، وتكثيف الوجود الأمني حول الفنادق والمقار الدبلوماسية.
وتأتي هذه الترتيبات في ظل أجواء إقليمية مشحونة، حيث يراقب الشارع العربي مجريات القمة عن كثب، آملًا أن تكون محطة مفصلية في إعادة صياغة الموقف العربي والإسلامي تجاه العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
جدول أعمال القمة: جلسة افتتاحية واستقبال رسمي
وفقًا للجدول المعلن، تبدأ مراسم استقبال الوفود الرسمية في تمام الثانية عشرة ظهرًا بتوقيت الدوحة، يليها التقاط الصورة التذكارية الرسمية، على أن تنطلق الجلسة الافتتاحية في تمام الثالثة عصرًا.
وأشار الوصيف إلى أن عددًا من القادة العرب البارزين سيغيبون عن الحضور شخصيًا، ومن أبرزهم:
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
الرئيس التونسي قيس سعيد
أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد
أمير البحرين الملك حمد بن عيسى
وقد أرسل هؤلاء القادة مبعوثين رسميين لتمثيل دولهم في القمة، فيما لم تصدر حتى اللحظة أي تفاصيل دقيقة حول البيان الختامي المنتظر، وسط تسريبات جزئية عن أبرز بنوده ومقترحاته.
السياق الإقليمي: قمة في لحظة حرجة
تعقد القمة في واحدة من أكثر اللحظات توترًا في المنطقة، خاصة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وتزايد الغضب العربي من غياب موقف موحد يرقى إلى حجم المأساة الإنسانية في القطاع.
وذكر مراسل "القاهرة الإخبارية" أن هناك انتقادات متزايدة في الأوساط الشعبية والإعلامية تجاه ما يعتبره كثيرون ضعفًا عربيًا في الرد على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، وهو ما يرفع سقف التوقعات من هذه القمة لتتحول من ساحة بيانات وشجب، إلى منصة لقرارات حقيقية ومواقف واضحة.
الخلافات والضغوط الدولية تلقي بظلالها
في الوقت الذي تلعب فيه قطر دورًا دبلوماسيًا مهمًا منذ بداية الحرب، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، تفاقمت التوترات مؤخرًا بعد تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي اتهم فيها الدوحة بـ"استضافة قيادة حماس"، في تجاهل واضح للطبيعة الدولية لتلك الاستضافة التي تمت برعاية أمريكية وتحت إشراف المجتمع الدولي.
وأشار الوصيف إلى أن تلك التصريحات أثارت توترًا دبلوماسيًا، في وقت تحتاج فيه الجهود إلى التنسيق وليس التصعيد، ما يعكس هشاشة الوضع السياسي والدبلوماسي المحيط بالقمة.
ماذا ينتظر الشارع العربي من القمة؟
يرى كثير من المراقبين أن المواطن العربي لم يعد يكتفي بالبيانات التقليدية والتنديد، بل يترقّب أن تُترجم هذه القمة إلى:
موقف عربي وإسلامي موحد ضد الجرائم الإسرائيلية.
إجراءات دبلوماسية تصعيدية على الساحة الدولية.
قرارات عملية لمحاسبة تل أبيب، سياسيًا واقتصاديًا.
دعم ملموس للشعب الفلسطيني، سياسيًا وإنسانيًا.