تشهد العاصمة القطرية الدوحة استعدادات مكثفة لاستقبال القمة العربية الإسلامية الطارئة خلال الساعات المقبلة، وسط أجواء دبلوماسية مشحونة تعكس أهمية الحدث في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وتكرار استفزازاتها لدول عربية، كان آخرها الاعتداء على قطر. ويعوّل مراقبون على هذه القمة لبلورة موقف عربي وإسلامي موحد يضع حدًا للعربدة الإسرائيلية ويعيد الاعتبار للعمل العربي المشترك.
مطالبات بالمقاطعة والإجراءات الرادعة
طالب الدكتور محمد سليم، وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، القمة العربية الإسلامية في الدوحة بإصدار حزمة من القرارات والإجراءات الحاسمة ضد الاعتداءات الإسرائيلية على دولة قطر، مؤكدًا أنها فرصة تاريخية لمحاكمة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية. وشدد سليم في بيان له اليوم على ضرورة أن يكون في مقدمة هذه القرارات مقاطعة جميع الدول الداعمة لحكومة الاحتلال عسكريًا، وتوحيد المواقف العربية والإسلامية لإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، مع تحرك عاجل من المجتمع الدولي لإجبار الاحتلال على وقف اعتداءاته ضد الفلسطينيين والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967. وأشاد النائب بالموقف المصري الحاسم والرافض للاعتداءات الإسرائيلية على قطر كما ورد في البيان الرئاسي الأخير.
دعوة لتعزيز التكامل العربي والإسلامي
من جانبه، دعا النائب طارق عبد العريز، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ، الأطراف العربية والإسلامية المشاركة في القمة إلى تبني موقف موحد وحاسم في مواجهة العربدة الإسرائيلية، مؤكدًا أن وحدة الصف العربي والإسلامي باتت ضرورة ملحة لإيقاف هذا النهج العدواني. وأوضح عبد العريز في تصريحات للمحررين البرلمانيين أهمية تعزيز التكامل العربي والإسلامي عبر سياسات عملية لتنسيق المواقف في المحافل الدولية ودعم التعاون الاقتصادي والأمني والسياسي بما يرسخ قوة الموقف الجماعي ويعزز مناعة الأمة أمام التحديات. وشدد على ضرورة العمل برؤية واقعية لفهم طبيعة التوازنات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بما يتيح للأمة صياغة سياسات متوازنة قادرة على حماية حقوقها وصون سيادتها وإرساء أسس سلام عادل وشامل.
دعوة لتشكيل تحالف عربي دولي
في السياق ذاته، أكد النائب أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن التطورات الراهنة تتطلب بناء تحالف عربي دولي يستند إلى أدوات الضغط السياسية والاقتصادية والدبلوماسية ويحظى بدعم أممي، على غرار الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن الوقت حان للانتقال من مربع التنديد إلى مربع التأثير والمواجهة السياسية الواعية. وأوضح محسب أن قمة الدوحة يجب أن تكون بمستوى الحدث حفاظًا على الأمن القومي العربي وحقوق الشعوب، لافتًا إلى أن أولى خطوات إعادة بناء النظام الإقليمي العربي تبدأ بإنشاء استراتيجية عربية موحدة وقوة عسكرية عربية مشتركة لمواجهة التحديات وصياغة تصور إقليمي متكامل يجمع الدول العربية. كما دعا إلى صياغة ميثاق جديد للتعاون بين الدول العربية والإسلامية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وتبني خطاب إعلامي عربي إسلامي موحد يفضح الجرائم الإسرائيلية وإطلاق قناة فضائية ناطقة بعدة لغات لعرض حقيقة ما يحدث في فلسطين.
