علق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، على الحادثة التي شهدت إسقاط قوات الدفاع البولندية طائرات مسيرة روسية انتهكت المجال الجوي لبولندا، الحليفة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في إطار هجوم على غرب أوكرانيا. وأوضح ترامب، عبر تغريدة على حسابه الرسمي في وسائل التواصل الاجتماعي، أن هذا الحادث يطرح سؤالًا هامًا حول دور الولايات المتحدة وحلف الناتو في حماية الحلفاء الأوروبيين، لكنه لم يقدّم إجابة مباشرة على السؤال في التغريدة.
وأشار ترامب إلى أن وقوع هذه الحادثة يسلط الضوء على التوترات المتصاعدة بين روسيا وحلف الناتو، ويستدعي إعادة النظر في استراتيجيات الردع والدفاع الجوي لحماية الدول الأعضاء في الحلف، مؤكدًا على أهمية تعزيز القدرات العسكرية الأوروبية وضمان استعداد الحلفاء لمواجهة أي انتهاكات مستقبلية. وأضاف أن الولايات المتحدة، بوصفها القوة الرئيسية في الناتو، تتحمل مسؤولية دعم الحلفاء والحفاظ على الأمن الجماعي في المنطقة الأوروبية الشرقية.
وتأتي تصريحات ترامب في وقت يشهد تصاعدًا متواصلًا للأحداث على الحدود الشرقية لأوروبا، بعد سلسلة من الانتهاكات الجوية من قبل روسيا، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة في الهجمات على أهداف داخل أوكرانيا ومحاولات اختراق الأجواء البولندية. وأكد مسؤولون أمريكيون أن واشنطن تتابع الحادث عن كثب وتنسق مع بولندا وبقية أعضاء الناتو لتقييم المخاطر وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات.
وأثارت حادثة إسقاط المسيرات الروسية ردود فعل واسعة في أوروبا، حيث دعا قادة دول الاتحاد الأوروبي والناتو إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي وتكثيف التدريبات المشتركة لضمان جاهزية الدفاعات الجوية لمواجهة أي تهديدات محتملة. وأوضح محللون عسكريون أن إسقاط المسيرات يعتبر رسالة تحذيرية واضحة من قبل بولندا، وأنه يعكس قدرة الحلف على الرد السريع في حالات انتهاك الحدود الجوية للدول الأعضاء.
كما أكد خبراء سياسيون أن تعليق ترامب، رغم أنه مقتضب، يعكس الانتباه الأمريكي المستمر إلى التطورات في أوروبا الشرقية وأهمية الحفاظ على التحالفات مع الحلفاء الأوروبيين في مواجهة التهديدات الروسية، خصوصًا في ظل استمرار النزاع في أوكرانيا. وأشاروا إلى أن موقف الرئيس الأمريكي قد يشكل جزءًا من النقاش الأوسع حول دور الولايات المتحدة في تعزيز الاستقرار الأوروبي ومواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.
ويأتي هذا التعليق بالتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل الناتو والاتحاد الأوروبي لتقييم الوضع، وتنسيق الخطوات المقبلة لضمان حماية الدول الأعضاء ومنع أي تصعيد عسكري غير محسوب قد يؤدي إلى أزمة أوسع في المنطقة.
