أكد الدكتور أشرف سينجر المحلل السياسي أن إسرائيل تعيش حالة من التخبط؛ فالسياسات الإسرائيلية على الأرض، سواء من خلال الاحتلال أو قتل الفلسطينيين في غزة أو الاعتداء على سيادة دول متعددة – وآخرها قطر مشيرا إلى أن كل ذلك يكشف عن مأزق حقيقي.
وقال سينجر في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "قطر لها وضعية خاصة، فهي دولة ضمن النظام الخليجي والعربي وفي الوقت نفسه جزء من النظام الإقليمي العربي، ولها استثمارات وعلاقات قوية مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية".
وأضاف: "هناك تجارب عديدة في العالم تتشابه مع ما يحدث الآن، إذ حاول المستعمر في دول مثل بوليفيا القضاء على السكان الأصليين وفشل في كل دول العالم لم ينجح أي محتل في القضاء على أصحاب الأرض الأصليين، وهو ما ينطبق على فلسطين".
وتابع: "نتنياهو في تصرفاته يشبه تجار السلطة والمال، فالتصعيد يحميه من الملاحقة القضائية ومن قضايا الفساد أما تجار الدين مثل سموتريتش وبن غفير فيستخدمون توصيفات غير دقيقة للمتاجرة بالأوضاع السياسية، ويستمدون قوتهم من المستوطنين الذين يشكل أغلبهم مجموعات متطرفة".
وأكمل: "الاعتداء على سيادة قطر يعد نقطة محورية وفاصلة، لأنها وسيط يستضيف حركة حماس ومن المعروف أن حماس – وفق رواية الاحتلال نفسه – كانت مسؤولة عن عمليات سابقة ضد إسرائيل، فما الذي تغيّر اليوم؟".
وأوضح: "هذا مرتبط بأوهام التفوق الإسرائيلي ومحاولة فرض فكرة إسرائيل الكبرى والسيطرة على الشرق الأوسط، وهي أوهام لا أساس لها على أرض الواقع لكي تكون الدولة قوة إقليمية حقيقية يجب أن تتوافر لها مقومات مثل عدد السكان والقوة البرية، وليس مجرد التفوق التكنولوجي أو الجوي".
واختتم: "الاحتلال لا يتم إلا بالقوة البرية، وإسرائيل تفتقر إلى هذا العنصر بسبب محدودية عدد سكانها وقواتها البرية، مما يجعل فكرة السيطرة الكاملة على الأرض غير قابلة للتحقق هذا الواقع يخلق تناقضًا بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويضع السياسة الخارجية الأمريكية في موقف صعب، ويجعلها مضطرة لإعادة بناء الثقة مع الأطراف المتدخلة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية".
