عاد الحديث بشأن ملف "المصالحة" بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين إلى الواجهة من جديد، تزامنا مع موجود تنسيق سري بين أيمن نور والإخواني محمد عماد الدين صابر لطرح مبادرة المصالحة على الدولة لإنقاذ الجماعة من تصنيفها كيانا إرهابيا بأمريكا ودول أوروبا.

وتأتي هذه التحركات في إطار محاولات جماعة الإخوان المستمرة لإحياء حضورها السياسي والتنظيمي بعد الضربات المتتالية التي تلقوها، مستندين إلى خطاب المظلومية وترويج روايات عن مفاوضات غير قائمة في الواقع.
حقيقة "ملف المصالحة"
وتعليقا على ذلك، قال ماهر فرغلي الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن جماعة الإخوان دأبت خلال السنوات العشر الماضية على إثارة ما وصفه بـ"الزوبعة المصنوعة" حول ما يسمى بملف المصالحة، موضحًا أن هذه التحركات ليست عفوية بل مخططة بعناية من جانب التنظيم بهدف الإيحاء بأن كيانه ما زال حيًا، رغم أنه انتهى فعليًا داخل مصر وخارجها.

وأضاف الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، في تصريحات خاصة لـ"مصرتايمز" أن الجماعة تعتمد في هذا السياق على جملة من الأدوات، أولها المنظمات الحقوقية المموَّلة من الخارج التي تتبنى خطابها وتدافع عن عناصرها، وثانيها خطاب المظلومية الذي تروّج له عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وثالثها استغلال الانقسامات الداخلية بين جبهات الإخوان المختلفة للترويج بوجود حراك داخل التنظيم.
وأشار أن هذه الاستراتيجية تهدف أساسًا إلى إظهار الجماعة في صورة كيان فاعل قادر على العودة للمشهد السياسي، رغم أنها في الحقيقة تعيش مرحلة الاحتضار.
وأوضح فرغلي، أن حالة الإحباط التي تسيطر على عناصر الإخوان في الداخل والخارج نتيجة تفكك التنظيم وفقدانه لمكاتبه وأُطُره التنظيمية دفعت قياداته إلى إحياء ورقة المصالحة، باعتبارها "طوق نجاة" يوهم قواعدهم بأن ثمة إمكانية للتفاوض مع الدولة المصرية، مشيرا أن هذا الوهم يُستخدم كوسيلة لزرع الأمل والحفاظ على ولاء العناصر المرتبطة بالتنظيم، بعدما باتت الجماعة أداة بيد جهات خارجية تموّلها وتوجهها ضمن مشروع يستهدف تفكيك الدولة المصرية.
عودة جماعة الإخوان
وأكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، أن الدولة لا يمكن أن تقبل بأي مصالحة على أساس تنظيمي، لأنها تدرك أن ذلك يفتح الباب أمام عودة الجماعة بوجه جديد، وهو ما يتعارض مع ثوابت الأمن القومي.
وشدد على أن هذه الرواية عارية تمامًا من الصحة، مؤكدًا أن الدولة المصرية لم تغيّر استراتيجيتها تجاه الإخوان منذ أحد عشر عامًا، وأن موقفها ثابت يقوم على عدم الاعتراف بالجماعة كطرف سياسي أو تنظيمي يمكن التفاوض معه.
وتابع فرغلي أن البيانات المتلاحقة التي تصدر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كانت متضادة أو متكاملة، تدخل في إطار هذه الخطة الدعائية، حيث يسعى التنظيم من خلالها إلى إثارة البلبلة والترويج لوجود قنوات اتصال مع الدولة.
واختتم الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، على أن الإخوان باتوا يبيعون الوهم لعناصرهم عبر ورقة المصالحة، لإقناعهم بأن المستقبل يحمل عودة واندماجًا جديدًا في المشهد، بينما الحقيقة أن التنظيم لم يعد سوى أداة مهترئة بيد أطراف خارجية فقدت تأثيرها في الداخل المصري.
تحركات أمريكية لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية
وفى وقت سابق شهدت الولايات المتحدة الأمريكية تحركات لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، إذ قدم السيناتور الجمهوري تيد كروز، مشروع قانون أمريكيا يصنف الإخوان رسميا منظمة إرهابية.
ويحمل التشريع عنوان "قانون تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية لعام 2025"، ويتبنى ما وصفه فريق كروز بـ"استراتيجية حديثة" ترتكز على استهداف الفروع التابعة للجماعة بدلا من التركيز على بنيتها العالمية غير المحددة.
ويحظى مشروع القانون بدعم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، من بينهم جون بوزمان، وتوم كوتون، وديف ماكورميك، وآشلي مودي، وريك سكوت.
كما نال تأييد منظمات نافذة، مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (AIPAC)، ومسيحيون متحدون من أجل إسرائيل (CUFI)، ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD Action).

وزير الخارجية الأمريكي: نحن على وشك تصنيف جماعة الاخوان منظمة إرهابية
وفى أغسطس الماضي أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن وزارته على وشك تصنيف جماعة الاخوان منظمة إرهابية رسميا في الولايات المتحدة.
وفقا للموقع الرسمي لوزارة الخارجية الامريكية، سأل أحد الصحفيين روبيو قائلا: " لماذا لا تصنفون جماعة الاخوان ومؤسسة كير منظمة إرهابية"، وأضاف الصحفي مهاجما زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك، قائلا: "انا اتابع هذه المنظمات .. مثلا السباق الانتخابي لرئاسة بلدية مدينة نيويورك مع هذا المختل عقليًا، هذا المجنون ممداني."
وأشار إلى أن الجماعتين تدعمان ممداني خاصة الاخوان، وتابع الصحفي: "هل تعتقد أننا نستطيع الاعتماد على ذلك، ربما في المستقبل القريب؟ ربما ليس كير الآن، ولكن بالتأكيد جماعة الإخوان ؟
وأجاب روبيو قائلا: "كل هذا قيد الإعداد. من الواضح أن هناك فروعًا مختلفة لجماعة الإخوان ، لذا يجب تصنيف كل فرع منها." ووصف التحديات القانونية التي حالت دون فرض عقوبات إرهابية على الجماعة وقال: "ستطعن في هذه الأمور أمام المحكمة. يمكن لأي جماعة أن تقول: حسنًا، أنا لست إرهابيًا حقًا هذه المنظمة ليست إرهابية".
وقال: "عليك أن تثبت جدارتك أمام المحكمة كمسألة حسابية كل ما تحتاجه هو قاض فيدرالي واحد - وهناك الكثيرون - على استعداد لتنفيذ هذه الأوامر القضائية على مستوى البلاد، ومحاولة إدارة البلاد من على منصته. لذا، علينا أن نكون حذرين للغاية".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.