كثيرًا ما ترتبط الرموش الطويلة بالأنوثة والجاذبية، سواء في الثقافة الشعبية أو عبر الشخصيات الكرتونية مثل جيسيكا رابيت وديزي داك، لكن دراسة علمية حديثة قد تقلب المفاهيم الجمالية السائدة رأسًا على عقب، إذ توصلت إلى أن الرموش الأطول ليست بالضرورة الأكثر جاذبية، بل قد تُفسر اجتماعيًا بشكل مغاير لما هو متوقع.
الدراسة التي أجراها الباحث فريد بازوهي من جامعة بليموث البريطانية شملت 120 مشاركًا قاموا بتقييم صور لوجوه نسائية تم إنشاؤها حاسوبيًا تمثل خلفيات عرقية متنوعة، مع اختلاف في طول الرموش عبر 11 نمطًا مختلفًا لكل وجه.
الطول المثالي: ثلث عرض العين
وجد الباحثون أن تقييمات الصحة والجاذبية بلغت ذروتها عندما كان طول الرموش يقارب ثلث عرض العين، هذا الطول - بحسب الدراسة - يمنح العين مظهرًا أكثر اتساعًا وطبيعية دون أن يبدو مصطنعًا أو مبالغًا فيه.
وتوحي الرموش القصيرة بضعف الصحة أو التقدم في السن، بينما الرموش الطويلة للغاية - خصوصًا الاصطناعية - فُسرت بأنها أقل جاذبية وتبعث على الشك في أصالة المظهر.
أحد أبرز ما كشفته الدراسة هو أن النساء ذوات الرموش الطويلة صُنّفن على أنهن أكثر تقبّلًا للعلاقات العابرة، مقارنةً بمن لديهن رموش معتدلة الطول.
وبينما اعتُبر هذا الانطباع مؤشرًا على الانفتاح الاجتماعي أو الجنسي، إلا أنه جاء مصحوبًا بانخفاض في تقييمات الجاذبية العامة والصحة المدركة.
يشير بازوهي إلى أن هذه المفارقة تعكس استراتيجية جذب مختلفة قد ترتبط بالرغبة في إثارة الانتباه مؤقتًا، لكنها لا تدعم بالضرورة انطباعًا عن علاقة طويلة الأمد. وهو ما يفتح الباب أمام التفكير في التأثيرات الاجتماعية للرموش الاصطناعية ومدى توافقها مع الصور الذهنية التي يحملها الناس عنها.
الرموش كآلية تطورية
من الناحية البيولوجية، تطورت الرموش أساسًا كوسيلة لحماية العين من الغبار والتلوث وتبخر الرطوبة، حسبما أوضح بازوهي في دراسته المنشورة في أرشيف السلوك الجنسي.
وفي عام 2015، أظهرت دراسة من معهد جورجيا للتكنولوجيا أن غالبية الثدييات، بما فيها البشر والفهود والغزلان والباندا، تحتفظ بطول رموش يقارب ثلث عرض العين — الطول الأمثل لتوزيع الهواء والرطوبة.
وداعًا للرموش الصناعية؟
نتائج الدراسة تعيد تسليط الضوء على الجمال الطبيعي والمقاييس البيولوجية للجاذبية. فالرغبة في المبالغة قد تخلق نتائج عكسية، خاصة إذا ابتعدت عن التناسب الطبيعي للوجه والعين.
وقد تكون هذه دعوة لمراجعة التوجهات الجمالية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تميل إلى التكلف، سواء في الرموش أو في سمات الوجه الأخرى مثل الحواجب والشفاه.
في النهاية، الرموش المثالية ليست الأطول... بل الأكثر اتزانًا. والجاذبية الحقيقية لا تأتي من المبالغة، بل من الانسجام الطبيعي بين السمات، كما أكد العلم هذه المرة بوضوح.