تواضروس , في إحدى عظاته الأسبوعية تحدث قداسته عن رحلة الجوع والشبع”، ضمن سلسلة عظاته الروحية “حكايات الشجرة المغروسة.
بدأ البابا عظته بقراءة من إنجيل يوحناموضحًا أن الجوع دخل إلى العالم منذ لحظة سقوط آدم وحواء في الخطية، ومنذ ذلك الحين، أصبحت البشرية تعاني من الجوع والعري والخوف.
وأكد البابا أن الخطية لا تترك الإنسان فقط جائعًا جسديًا، بل تخلق جوعًا قلبيًا، إيمانيًا، ونفسيًا، لا يُروى إلا بالله وحده، مشيرًا إلى أن العالم يقدّم وعودًا فارغة، بينما الشبع الحقيقي يأتينا من العلاقة العميقة مع المسيح.

البابا تواضروس يشرح أمثلة كتابية على الجوع والشبع الروحي
خلال عظته، قدّم البابا مجموعة من الأمثلة الكتابية التي توضح العلاقة بين الخطية والجوع الروحي.
وأشار إلى قصة المن والسلوى، حيث أطعم الله شعبه في برية سيناء، مؤكدًا أن الله وحده هو الذي يشبع الإنسان في زمن الجوع.
كما تطرّق إلى تجربة سليمان الحكيم، الذي نال كل ملذات الحياة، لكنه ختم رحلته بعبارة: “الكل باطل وقبض الريح”.
وأشار أيضًا إلى لقاء المسيح مع المرأة السامرية، حين وعدها بماء الحياة الذي يروي العطش الروحي إلى الأبد، قائلاً إن هذا اللقاء يُجسّد عطية الله التي تروي القلب، لا الجسد فقط.
واستشهد بآيات من الكتاب المقدس منها: “خذوا كلوا هذا هو جسدي و*”أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” لتأكيد أن المسيح وحده هو مصدر الشبع والنمو الروحي.

البابا تواضروس هناك 5 وسائل للشبع الروحي في حياة المؤمن
سلّط البابا الضوء على خمس وسائل تقدمها" target="_blank"> الكنيسة ليختبر المؤمن الشبع الحقيقي في حياته اليومية:
الكتاب المقدس: الشبع بكلمة الله من خلال القراءة اليومية والتأمل في الإنجيل.
سر الإفخارستيا (التناول): حيث يتناول المؤمن جسد الرب ودمه، وهي أعظم وليمة روحية.
الألوجية (لقمة البركة): كوسيلة لمشاركة البركة مع الآخرين خارج القداس.
وجبات الأغابي: التي تجمع المؤمنين بالمحبة في شركة بعد القداسات.
الصوم: كعلامة أن الله هو مصدر الحياة وليس الطعام، وتعميق الاعتماد الروحي على الله.

الشبع الحقيقي يبدأ من الله
اختتم البابا تواضروس عظته بتأكيده أن الشبع الروحي الحقيقي لا يمكن أن يُنال من العالم، بل من خلال العلاقة الحية بالمسيح، قائلًا:
“أما أنا فبالبر أنظر وجهك. أشبع إذا استيقظت بشبهك” داعيًا الحاضرين إلى حفظ الآية:
“طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون” .
وبهذا، يواصل البابا سلسلة عظاته “حكايات الشجرة المغروسة”، مؤكدًا أن المسيح هو الجذور التي تنبع منها الحياة والشبع وسط عالم متخم بالمظاهر وجائع للمعنى الحقيقي.