حصلت مطورة الطاقة المتجددة الدنماركية أورستد على الضوء الأخضر من حاملي الأسهم لإصدار حقوق ملكية طارئة بمليارات الدولارات، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وتستهدف الشركة من خطة إصدار حقوق الملكية الطارئة تمويل مشروعاتها المتعثرة في الولايات المتحدة جراء سياسات الرئيس دونالد ترمب المعادية لطاقة الرياح البحرية.
ويمثل إصدار حقوق الملكية أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لبقاء أورستد في السوق، وقدرتها على تفادي خفض تصنيفها الائتماني.
يُذكر أن شركة الطاقة النرويجية الحكومية إكوينور المالكة لحصة أسهم نسبتها 10% في أورستد، قالت إنها ستستثمر ما يصل إلى 6 مليارات كرونة دنماركية (914.2 مليون دولار أميركي) في حقوق الملكية الجديدة.
*(الكرونة الدنماركية = 0.16 دولارًا أميركيًا).
تمويلات بـ9.4 مليارات دولار
من المقرر أن تطرح أورستد، بموجب موافقة حاملي الأسهم، حقوق ملكية طارئة بقيمة 9.4 مليارات دولار للمساعدة في تمويل مشروعات تابعة لها في أميركا، ولكن يكتنفها الغموض بسبب الحملة العدائية التي يطلقها ترمب على طاقة الرياح البحرية في البلاد، وفق ما أوردته وكالة رويترز.
الشركة -التي كانت في السابق منتِجًا للنفط تحت اسم دونغ إنرجي (DONG Energy)- حوّلت نموذج أعمالها لتصبح رائدًا في قطاع الطاقة المتجددة، وترتفع قيمتها السوقية 5 أضعاف خلال المدة بين عامي 2016 و2021.
غير أن الاختناقات الحاصلة في سلسلة الإمدادات وارتفاع أسعار الفائدة والتأخيرات في مواعيد تسليم المشروعات إلى جانب سياسات ترمب المناهضة لطاقة الرياح، أثرت سلبًا في قطاع طاقة الرياح البحرية، وهوت بسعر السهم في الشركة بنسبة 85% من أعلى مستوياته في عام 2021.
ويُعد مشروعا صن رايز ويند (Sunrise Wind) وريفوليوشن ويند (Revolution Wind) في طليعة المشروعات المتضررة بشدة في محفظة أورستد بالولايات المتحدة الأميركية، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُخصص ثلثا رأس المال الجديد لصالح مشروع "صن رايز ويند" في جزيرة لونغ آيلاند بولاية نيويورك، الذي تخارج منه المستثمرون المحتملون في أعقاب الأمر التنفيذي الصادر من البيت الأبيض إلى إكوينور بوقف بناء مزرعة رياح مجاورة في شهر أبريل/نيسان الماضي.
وفي شهر أغسطس/آب المنصرم، أصدر مسؤولون أميركيون كذلك أمرًا تنفيذيًا بوقف البناء في مزرعة رياح "ريفوليوشن ويند"؛ ما دفع القائمين على إدارة المشروع المشترك إلى مقاضاة الإدارة الأميركية.

نفقات أسبوعية ضخمة
قال الرئيس التنفيذي لشركة أورستد راسموس إروبي إن شركته تتحمل نفقات أسبوعية قيمتها نحو 100 مليون كرونة دنماركية (15.7 مليون دولار أميركي) بسبب حصتها البالغة 50% في مزرعة رياح "ريفوليوشن ويند" المملوكة بصفة مشتركة مع شركة سكاي بورن رينيوابولز (Skyborn Renewables).
وأضاف: "لدينا قنوات حوار مع حاملي الأسهم في واشنطن وعلى مستوى الولايات الأميركية"، وفق تصريحات أدلى بها إلى رويترز، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وحذر من إمكان ارتفاع التكاليف بدجة كبيرة بحلول أكتوبر/تشرين الأول حال عدم وجود السفن المتخصصة المتعاقد عليها لتركيب المحطة الفرعية والكابلات المتبقية خلال مدة التعاقد؛ ما قد يجبر أورستد حينها على دخول السوق مجددًا بأسعار أعلى بكثير.
وتسبب الأمر التنفيذي الصادرة عن إدارة ترمب بشأن وقف البناء في مزرعة رياح "ريفوليوشن ويند" برفع التكاليف بالنسبة لمشروع مزرعة رياح "صن رايز ويند" من 60 مليونًا إلى 70 مليون كرونة (من 9 ملايين إلى 11 مليون دولار أميركي) أسبوعيًا؛ إذ استعملت الشركة الدنماركية السفينة نفسها لتركيب التوربينات في المشروعين.
وإضافةً إلى التحديات التي تواجهها أورستد، فقد اضطرت الشركة إلى خفض توقعاتها بشأن الأرباح التشغيلية هذا العام بسبب سرعات الرياح المنخفضة في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين والتأخير في استكمال مشروع قيد البناء قبالة سواحل تايوان.

"ستاندارد أند بورز" تحذر
حذرت وكالة "ستاندارد أند بورز" للتصنيف الائتماني من أن زيادة رأس المال لدي أورستد قد يمنحها أريحية لمدة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر قبل أن تتجدد الضغوط الواقعة عليها جراء التأخيرات في بناء المشروعات.
وقالت رئيسة أورستد ليني سكول: "ستكون رحلة إعادة بناء الشركة طويلة وصعبة"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أغسطس/آب الماضي، خفضت "ستاندارد أند بورز" تصنيف الشركة الائتماني إلى BBB-، وهي أدنى درجة في تصنيفات الاستثمار لدى الوكالة، علمًا بأن أي تراجع آخر في التصنيف سيدفعها إلى الانزلاق في منطقة التصنيف "غير المرغوب فيه"؛ وهو ما سيعقد وضعها المالي مستقبلًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1.أورستد تصدر حقوق ملكية طارئة لتمويل مشروعاتها في أميركا من رويترز.