يمرّ قطاع النفط في غايانا بمرحلة دقيقة من عمر الصناعة، في ظل مستجدات داخلية ومناوشات جيوسياسية إقليمية، قد تؤثر في ثروة البلاد من الذهب الأسود.
وخاضت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية أمس (الإثنين 1 سبتمبر/أيلول 2025) جولة انتخابات عامة، تشمل اختيار رئيس جديد للبلاد ونواب البرلمان.
وينظر إلى نتائج هذه الانتخابات بوصفها محركًا رئيسًا لصناعة النفط، في ظل مطالبات اجتماعية برفع مستوى الإنفاق من عائدات مبيعات الخام.
وتترقّب غايانا إعلان نتائج الانتخابات في موعد أقصاه الخميس المقبل، بالتزامن مع اشتعال حدة الخلاف مع جارتها فنزويلا صاحبة أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، التي تواجه بدورها تهديدات أميركية.
الانتخابات وثروة النفط
يقع قطاع النفط في غايانا في قلب معادلة الانتخابات العامة، التي ستُسفر عن اختيار رئيس جديد للبلاد يدير حجم العائدات من ثروة الهيدروكربونات.
ويتمتع اقتصاد البلاد بمعدل نمو ضمن الأسرع عالميًا، منذ بدء شركة إكسون موبيل الأميركية إنتاج النفط عام 2019، من اكتشاف توصلت إليه قبل هذا التاريخ بنحو 4 سنوات.
وقُدّرت عائدات مبيعات النفط منذ ذلك الحين بنحو 7.5 مليار دولار، ويتطلّع سكانها البالغ عددهم 800 ألف نسمة إلى تحسين دخولهم، بما يعادل الطفرة الاقتصادية والإنتاجية، حسب ما نقلته رويترز.
وفي تقدير مختلف، قد تصل عائدات النفط والغاز في غايانا إلى 10 مليارات دولار سنويًا، حسب ما نشره موقع دويتشه فيله.
ويتنافس في هذه الانتخابات على مقعد الرئاسة، الرئيس الحالي علي عرفان مع اثنين من مرشحي الأحزاب الأخرى.
وسبق أن خاضت البلاد انتخابات مماثلة عام 2020، لكن إعلان نتائجها أثار أزمة لمدة 5 أشهر.
ويراهن المرشح المنافس لـ"عرفان"، رئيس حزب الشراكة من أجل الوحدة الوطنية، أوبري نورتون، على إعادة توزيع موارد النفط وعائداته على الشعب، في دعايته الانتخابية.
وتضغط الأحزاب المعارضة لحكم عرفان باتجاه إعادة النظر في التعاقد مع شركة إكسون موبيل، لضمان عائدات أعلى للبلاد.
ويخوض حزب منافس ثالث، بقيادة عزالدين محمد، الانتخابات أيضًا، الخاضع للعقوبات الأميركية بتهم تتعلّق بالفساد.
إنتاج النفط في غايانا
يُقدّر متوسط إنتاج النفط في غايانا بنحو 700 ألف برميل يوميًا في الآونة الحالية، وفق البيانات المتاحة لدى وحدة أبحاث الطاقة.
وتتطلّع البلاد إلى زيادة إنتاجها، ليصل إلى ما يزيد على مليون برميل يوميًا، بحلول نهاية العقد في 2030، طبقًا لموقع فرانس 24.
وقد يتفوّق إنتاج غايانا النفطي على إيران بحلول عام 2027، وقد يقفز إنتاجها إلى مليونَي برميل يوميًا بحلول 2035 (ما يعادل إنتاج 5 دول في أميركا الجنوبية عام 2022)، حسب تقديرات نقلها موقع أسوشيتد برس.
ورغم "كنز" الإمدادات والعائدات فإن معدلات الفقر آخذة بالارتفاع في غايانا، إلى أن غطت 58% من إجمالي عدد السكان، وسيطرت هذه المعضلة بصورة رئيسة على توجيه أصوات الناخبين في الجولة المنعقدة أمس.
وباتت زيادة عائدات النفط واستغلال الاحتياطيات بالقدر الأمثل "محل تنافس" بين المرشحين الـ3 في الانتخابات الأخيرة، مع تقديم وعود بزيادة نصيب الفرد من هذه الإيرادات.
ويجذب النفط والغاز البحريان في غايانا شركات النفط الدولية، إذ تقود إكسون موبيل تحالفًا يسعى للحصول على موافقات تطوير 4 حقول نفطية.
أزمة فنزويلا وأميركا
تنعكس نتائج الانتخابات الجارية بصورة مباشرة على أسواق النفط؛ إذ تؤهل الموارد المرتقبة غايانا إلى منافسة أميركا والصين، وفق موقع سي إن إن.
ومنذ اكتشاف شركة إكسون موبيل الأميركية لما يقرب من 11 مليار برميل في مياه غايانا العميقة عام 2015، جذبت تدفقات الخام الأنظار الإقليمية والدولية، ويبدو أنها توشك على إشعال تصعيد عسكري بين أميركا وفنزويلا.
وتتزامن الانتخابات مع مساعي فنزويلا لضم منطقة "إسيكويبو" الشهيرة بإنتاج النفط في غايانا، في تجديد لنزاع على الحدود منذ استقلال البلاد.
وترجمت فنزويلا رغبتها إلى إجراءات فعلية؛ إذ أقرت العام الماضي قانونًا بالضم، وتقدمت إلى محكمة العدل الدولية مؤخرًا بأدلة تساعدها على فرض سيادتها على ثلثي غايانا.
ويبدو أن هذا التصعيد أثار غضب الحكومة الأميركية التي تشعر بتهديد مواردها من خلال شركة إكسون موبيل، وقررت نشر قوات عسكرية في المياه الكاريبية قرب فنزويلا، وصعدت ضد حكومة نيكولاس مادورو.
وواجهت فنزويلا اتهامًا باستهداف قارب مخصص لنقل اللجنة المشرفة على انتخابات غايانا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
