مخطئ من يختزل الفريق كامل الوزير في مجرد سيرة وظيفية أو منصب حكومي، فالرجل الذي يشغل اليوم منصب نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة هو في جوهره أحد أعمدة الدولة المصرية في معركة وجود ممتدة منذ عام 2011 وحتى اليوم، معركة تستهدف مصر في عمقها الجيوسياسي والجغرافي تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد، الذي يراهن على خلق بدائل وهمية للدور المصري عبر مشروعات مثل تهجير أهل غزة وحفر قناة بن غوريون لتمنح إسرائيل موقعًا موازياً لمصر على البحرين الأحمر والمتوسط.
في مواجهة هذا المخطط، ظهر كامل الوزير منذ كان رئيسًا للهيئة الهندسية للقوات المسلحة رفيقًا عمليًا للرئيس عبد الفتاح السيسي وقائدًا ميدانيًا لمشروعات غيّرت وجه مصر، وفي مقدمتها قناة السويس الجديدة التي دشنت بداية مرحلة إعادة التموضع المصري كقوة جيوسياسية لا يمكن تجاوزها.
منذ توليه وزارة النقل، تم إنجاز ما يزيد على سبعة آلاف كيلومتر من الطرق الجديدة وتطوير نحو عشرة آلاف كيلومتر إضافية بتكلفة تجاوزت 464 مليار جنيه، ما رفع مصر 90 مركزًا في مؤشر جودة الطرق العالمي وخفّض وفيات الحوادث بنسبة 44%.
وفي السكك الحديدية أطلق خطة تطوير شاملة امتدت لعشرة آلاف كيلومتر، شملت شراء 110 جرارات جديدة، تحديث نظم الإشارات بتكلفة 50 مليار جنيه، تطوير 176 محطة من أصل 180، وإطلاق مشروع القطار الكهربائي السريع بطول يقارب ألفي كيلومتر ليربط السخنة بمرسى مطروح ويمتد إلى أسوان وأبو سمبل والغردقة. وعلى مستوى النقل البحري والموانئ، تم إنشاء وتعميق أرصفة بطول 67 كيلومتر في موانئ استراتيجية مثل السخنة وسفاجا والإسكندرية ودمياط، لرفع القدرة الاستيعابية إلى 400 مليون طن سنويًا و40 مليون حاوية، إلى جانب ممرات لوجستية متكاملة تربط الموانئ بخطوط الإنتاج الداخلي، كما شهدت المحاور الرئيسية إدخال أنظمة النقل الذكي لتقليل الزحام ورصد المخالفات إلكترونيًا، وهو ما شكّل نقلة نوعية في الانسيابية المرورية.
ولم يكتف الوزير بإدارة المشروعات، بل انتقل إلى توطين صناعات النقل، فتم إنشاء مجمع صناعي متكامل في برج العرب لإنتاج القطارات بالتعاون مع "ألستوم" الفرنسية، بجانب شراكات مع شركات عالمية مثل تالجو الإسبانية وهيونداي روتيم الكورية وفوست ألبين النمساوية لتصنيع عربات ومكونات محليًا، فضلاً عن خطة لإنشاء مصنع لإنتاج قضبان السكك الحديدية داخل مصر بالتعاون مع شركات الحديد والصلب الوطنية، هذه الخطوات لم تكن مجرد إعادة فتح لمصانع مغلقة، بل تأسيس لقاعدة صناعية جديدة قادرة على تلبية احتياجات السوق المصري وتصدير منتجاته إلى الخارج.
إن القراءة العميقة تكشف أن ما نفذه كامل الوزير لم يكن مجرد مشروعات بنية تحتية، بل تحصينات استراتيجية ضد مخطط الشرق الأوسط الجديد.فمصر اليوم تحولت إلى عقدة جيوسياسية تربط القارات الثلاث عبر موانئ وممرات وخطوط نقل تجعل من المستحيل خلق بديل موازي لها. ولهذا لم يكن غريبًا أن يتعرض الوزير لحملات ممنهجة عقب كل حادث يقع في نطاق مسؤوليته، حيث تركز اللجان الإلكترونية على شخصه وتطالب بإقالته إدراكًا منها أن الرجل أحد الأدوات الفاعلة في إفشال مشروع تفكيك مصر.
ومع ذلك يبقى التحدي الإداري قائمًا، فالبيروقراطية بعقلها المتجمد تهدد بتقليص أثر الإنجازات، وهنا تبدو الحاجة إلى شركات تشغيل وصيانة محترفة تدير المشروعات بنسبة وتناسب مع الدولة، إضافة إلى تكوين فريق إعلامي متخصص يتولى الرد على الحملات الموجهة، بما يتيح للوزير التركيز على الملفات الفنية بعيدًا عن الضغوط الإعلامية.
كامل الوزير ليس مجرد وزير أو مسؤول حكومي، بل شريك رئيسي في مشروع الدولة المصرية الحديثة وواحد من الرفقاء المخلصين للرئيس عبد الفتاح السيسي في معركة التنمية وحرب الوجود.وهو يستحق ثقة الرئيس في شخصه لأنه وطني مخلص يتمتع بقدرات عملية قوية جعلته أداة حقيقية في بناء مصر الجديدة. سيذكره التاريخ كأحد الرجال الذين أسسوا لمصر عصية على الكسر ومرتكزًا جيوسياسيًا عالميًا لا يمكن تجاوزه أو منافسته.
اقرأ أيضاًكامل الوزير يتوجه إلى الصين للمشاركة في احتفالات يوم النصر
كامل الوزير يكرم عامل مزلقان السادات ببني سويف بعد إنقاذه حياة شاب
كامل الوزير يرد على المنتقدين لإنشاء مصنع للزبيب: هوَّ عيب ولاَّ حرام؟
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.