يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا مع اتساع رقعة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة واليمن، في وقت دخلت فيه الأزمة أبعادًا سياسية ودبلوماسية جديدة بعد قرار تركيا قطع العلاقات الاقتصادية مع تل أبيب، وسط تحذيرات أممية من عواقب "وخيمة ومدمرة" على المدنيين.
حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة من خطورة توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة، مؤكدًا أن المدنيين يواجهون "تصعيدًا مميتًا"، وأن إعلان إسرائيل نيتها الاستيلاء عسكريًا على القطاع يمثل مرحلة جديدة وخطيرة ذات عواقب "وخيمة ومدمرة".
وفي سياق متصل، واصلت إسرائيل غاراتها الجوية على العاصمة اليمنية صنعاء، حيث أفادت وسائل إعلام عبرية أن الهدف الأساسي من الضربات هو اغتيال زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، إلى جانب محاولات لاستهداف قيادات عسكرية بارزة في الجماعة، بينهم رئيس الأركان ووزير الدفاع. ووصفت هيئة البث الإسرائيلية الهجوم بأنه "استثنائي وذو أهمية"، فيما أشارت القناة 12 العبرية إلى تنفيذ الجيش الإسرائيلي عشر ضربات على مواقع مختلفة في اليمن.
وفي غزة، أعلنت وزارة الصحة وفاة خمسة فلسطينيين بينهم طفلان خلال 24 ساعة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة منذ بدء الحرب إلى 322 شهيدًا بينهم 121 طفلًا.
كما أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين عن مخاطر متزايدة تواجه الصحفيين في القطاع، متهمة الإعلام الإسرائيلي بالتحريض العلني على قتل الصحفيين الفلسطينيين، واعتبرت ذلك "جريمة حرب" وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وقرار مجلس الأمن (2222) الخاص بحماية الصحفيين. وطالبت النقابة الأمم المتحدة باتخاذ موقف عاجل لوقف هذه الانتهاكات وتوفير الحماية الدولية للإعلاميين.
ميدانيًا، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن انتشال جثث جنود إسرائيليين قتلوا في غزة، بينهم الجندي إيلان فايس والمختطف عيدان شتفي، وسط تأكيدات من مصادر عسكرية عبرية بأن العملية جرت في "ظروف معقدة".
وعلى صعيد المواقف الدولية، أعلنت تركيا قطع جميع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل وإغلاق مجالها الجوي أمام طائراتها، في خطوة وصفت بأنها الأشد منذ اندلاع الحرب على غزة. وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن "العقلية الإسرائيلية لا تعترف بالقوانين الدولية"، مشددًا على أن الهدف الحقيقي من السياسات الإسرائيلية هو جعل غزة غير قابلة للحياة لإجبار الفلسطينيين على الرحيل. كما أشار إلى أن أنقرة تعمل بالتنسيق مع قطر ومصر لإيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية.
وبذلك يدخل التصعيد في غزة واليمن مرحلة جديدة تتداخل فيها الأبعاد العسكرية مع المواقف السياسية والدبلوماسية، ما ينذر بمزيد من التعقيدات على مسار الصراع في المنطقة.
