عمرو البحيري: تأثير التغيرات المناخية على عمليات الإنتاج الزراعي يستدعي التوسع بالزراعات المحمية الذكية
أعتبر إستشارى التنمية الزراعية المستدامة المهندس عمرو البحيري رجل الأعمال والمستثمر ورئيس مجلس إدارة ويسترن فالى للزراعات الحديثة أن مصر بل والعالم بأسره أصبح حاليا في أمس الحاجة إلى الزراعات المحمية وتقنيات الزراعة الذكية في ظل تزايد التغيرات المناخية وتأثيراتها الحادة على عمليات الإنتاج الزراعي إضافة إلى ما خلفته هذه التغيرات من ندرة في المساحات القابلة للزراعة مع تأكل الأراضي الزراعية وذلك في مقابل زيادة سكانية على مستوى العالم ما انعكس في شكل زيادة في الطلب مع الندرة المتصاعدة في المياه .
وأكد عمرو البحيري أن مصر خطت خطوات كبيرة في مجال الزراعات المحمية حيث أقامت الدولة العديد من المشروعات الكبيرة والواقعة من الزراعات المحمية سواء كانت صوبا أو بيوتا زجاجية على مساحات كبيرة في حين استفادت الشركات والقطاع الخاص كثيرا من مشروعات الدولة في تدعيم مشروعاتهم .
وأوضح عمرو البحيري انه تقدر مساحات الزراعة المحمية في مصر بنحو 3 ملايين متر مربع لتحتل مصر حاليا المركز الثانى بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الصوب وذلك بعد أسبانيا التى تتصدر المركز الأول بحوالى 90 ألف صوبة , في حين تأتي المغرب في المركز الثالث المغرب بـ 20 ألف صوبة
واشار إستشارى التنمية الزراعية المستدامة المهندس عمرو البحيري رجل الأعمال والمستثمر ورئيس مجلس إدارة ويسترن فالى للزراعات الحديثة ان الدولة المصرية تعمل حاليا على مشروع 100 الف صوبة في مناطق مختلفة بأنحاء الجمهورية لتنضم الى 34 الف صوبة الموجودة فعليا.
وأوضح عمرو البحيري أن الزراعات المحمية هي استخدام بعض التقنيات مثل الصوب والبيوت الزجاجية والزراعات العمودية بهدف أن القيام بزرع محاصيل ونباتات في بيئة يمكن السيطرة عليها بمعنى بيئة يتم التحكم فيها في المناخ وفي الموارد بهدف زراعة أصناف جديدة في غير موسمها مع القدرة على زيادة كميات المحصول .
وأكد عمرو البحيري أن تقنية الزراعات المحمية في مصر يمكن استغلالها في كثير من الأغراض في مقدمتها تحسين إنتاجية المحصول من خلال القدرة على السيطرة على المناخ والاصابات الحشرية والفطرية وبالتالي تعزيز القدرة على رفع كميات الإنتاج وتحسين جودة المنتج فمثلا انتاج فدان الطماطم في الزراعات المحمية أكبر اربع أو خمس أضعاف انتاج نظيره في الأراضي المفتوحة .
كما تسهم الزراعات المحمية كما يرى عمرو البحيري في تحسين كفاءة استخدام الموارد مثل الأسمدة والمبيدات التي يتم استخدامها بشكل مقنن ومسيطر عليه في ظل استخدام تقنيات الزراعات المحمية ، الى جانب قدرة التقنيات المتوافرة في الزراعات المحمية على تقديم نمط اداري جيد لاستخدامات المياه حيث يمكن لهذه البيوت أن تقلل استخدام المياه بنسبة ٩٠% عن حجم المياه المستخدمة في الأراضي المفتوحة .
وامتدت حوار عمرو البحيري إلى التحديات التي تواجه الزراعات المحمية في مصر وفي مقدمتها التكلفة المرتفعة لتقنيات وتجهيزات الزراعات المحمية مشيرا إلى أن إنشاء بيوت محمية يتطلب استثمارات كبيرة في البداية فعلى سبيل المثال الصوبة "المالتى سبان شاملة الحديد والبلاستيك وشبك التظليل ووحدات التبريد والتسخين والزراعة" تتجاوز تكلفتها للفدان الواحد مليون جنيه ونصف مليون جنيه هذا ناهيك عن التكلفة المضاعفة لتقنيات مثل البيوت الزجاجية والزراعات الأكوابونيك ، مشيرا إلى أنه يمكن أن يتم تجاوز مشاكل التكلفة العالية بالتدرج في المشروعات من خلال البدء بنماذج أقل تكلفة مثل الصوب المنتشرة فى الوادى والدلتا وهي وحدات صغيرة 60×20م يتم استخدمها غالبا فى الخضروات مثل الفلفل والخيار والباذنجان والكوسة وغيرهم وهي ذات عائدها مجزى مقارنة بتكلفتها الأقل وذلك على أن تستخدم هذه العوائد في تطوير هذه التقنيات نحو التكاليف الاعلى والجودة والإنتاج الأكبر .
وأشار إستشارى التنمية الزراعية المستدامة المهندس عمرو البحيري رجل الأعمال والمستثمر ورئيس مجلس إدارة ويسترن فالى للزراعات الحديثة إلى أن تحديات التكنولوجيا والصيانة تمثل ثاني أكبر التحديات التي تواجه انتشار الزراعات المحمية والتي تتطلب استخدام تكنولوجيا متقدمة تتطلب بدورها صيانة دورية عالية التكلفة الأمر الذي يرفع بدوره من تكاليف التشغيل.
كما أشار عمرو البحيري إلى قضية الخبرات الفنية المتخصصة عالية التدريب كأحد أهم التحديات التي تواجه الزراعات المحمية في مصر منبها إلى أن تشغيل الأنظمة المتقدمة تستدعي معرفة وخبرة في مجالات دقيقة مثل التحكم في المناخ الداخلي وإدارة المغذيات , بالإضافة المعرفة والمهارة العالية لتوظيف الروبوتات والذكاء الاصطناعي في إدارة الصوبة .
وطالب خبير الزراعات المحمية عمرو البحيري بضرورة فتح معاهد لتدريب المزارعين والفنيين على تشغيل التقنيات المتاحة في الزراعات المحمية مع تقديم تدريب عالي التقنية للمهندسين على عمليات إدارة الروبوت والذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في الزراعات المحمية من خلال الندوات و التوعية والورش والدورات المتخصصة.
وامتد حوار إستشارى التنمية الزراعية المستدامة المهندس عمرو البحيري رجل الأعمال والمستثمر ورئيس مجلس إدارة ويسترن فالى للزراعات الحديثة إلى قضية الزراعات الذكية كأحد أهم تطورات الزراعة الحديثة معتبرا أن الزراعة الذكية هي مستقبل الاستثمار الزراعى بشكل عام الذي أصبح يقوم على مجموعة واسعة من التقنيات التي تهدف إلى توفير ثلاثة عناصر أساسية هي الكفاءة والاستدامة والجودة فبينما تؤكد الكفاءة على معاني إنتاج أكبر بنفس الموارد أو أقل فإن الاستدامة تؤكد على ضرورة الحفاظ على الموارد للأجيال الجاية أما الجودة فهي الرهان الحقيقي الفترة القادمة .
كما كشف إستشارى التنمية الزراعية المستدامة المهندس عمرو البحيري رجل الأعمال والمستثمر ورئيس مجلس إدارة ويسترن فالى للزراعات الحديثة عن أن التكنولوجيات غير المأهولة غزت مجال الزراعة على جسر الزراعات الذكية لتظهر الطائرات دون طيار التي تستخدم فى رش المبيدات والأسمدة بدقة وكفاءة عالية وذلك بالإضافة إلى الروبوتات الزراعية التي تستخدم في الزراعة والري والحصاد بدقة عالية.
كما أشار عمرو البحيري إلى دور الأقمار الصناعية فى التقاط الصور الجوية لمراقبة التربة والمحاصيل مضيفا أن أنظمة الزراعات الذكية ليست أنظمة قاصرة على كبار المستثمرين مشيرا إلى توافر أنظمة للزراعة الذكية مخصصة لصغار المزارعين وهي أنظمة بسيطة ولا تحتاج إلى إمكانيات مادية عالية ولا موارد بشرية خارقة فمثلا كشفت تجربة الشركة عن وجود أنظمة بسيطة للزراعات الذكية مثل التكويد يمكنها تمكين أصحاب مزارع النخيل من متابعة النخيل منذ لحظة غرس الفسيلة حتى مراحل الإنتاج بل وما بعد الإنتاج والتسويق والطرح في السوق من خلال تعقب المنتج وهو فى أسواق أوروبا والعالم كما توجد كذلك أنظمة ذكية تستخدم فيها برامج إدارة المزراع يمكن من خلالها إدارة الموارد البشرية والمعدات وبرامج الرى والتسميد والتلقيح والحصاد والتخزين وغيرها من العمليات الفنية والإدارية ، هذا بالإضافة إلى أنظمة مستشعرات فى المزارع لمراقبة المناخ والتربة والمياة مما يساعد بشكل كبير فى برامج الرى والتسميد والمكافحة .