عبر الإعلامي محمد الباز عن قلقه من أن يتحول الحديث عن حرية الرأي والتعبير إلى مدخل لتمرير أمور تؤدي لتفكيك ثوابت الدولة المصرية.
وقال الباز في مقابلة مع برنامج "على مسؤوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد": "أخشى أن الحديث عن حرية التعبير والرأي والرأي الآخر دون ضوابط قد يكون حصان طروادة، يدخل منه هؤلاء لتفكيك الثوابت المصرية فنحن دولة مؤسسات، لا مكان فيها لما يسمى جماعة أو تنظيم موازٍ".
وأضاف: "اليوم يتحدث البعض عن المصالحة، ويخرج مثلًا أحمد الشرع ليقول إنه ليس من جماعة الإخوان ولا يتبع تنظيماتها، ولا علاقة له بما يُسمّى الربيع العربي لكن الحقيقة أن هناك من الزعماء والقادة من لعبوا بالموضوع سياسيًا، فصار في الدولة رئيس وفي الوقت نفسه مرشد للجماعة، وهناك من يدينون له بالولاء، فضلًا عن مكتب شورى ووزراء ومحافظين، حتى بدا وكأن هناك دولة موازية داخل الدولة".
وتابع: "إذا كان المواطن قد اعتنق الفكر الإخواني ثم تاب وتبرأ منه وعاش كمواطن عادي فهذا مقبول، أما أن يخرج من يفرض شروطًا باسم المصالحة، فبأي حق يفعل ذلك؟ ولذلك تجد أن لعبة المصالحات ليست إلا محاولة للفت الانتباه والهروب من أزمة كبرى لكن الناس لم تعد تنخدع بهذه الحيل، ولهذا لم يلق الموضوع أي زخم هذه المرة".
وأكمل: "المشكلة أن الإخوان ما زالوا عالقين في لحظة 30 يونيو 2013، لم يغادروها بعد مصلحة الجماعة فوق مصلحة البلد".
وواصل: "ما زال هناك من يحاول اللعب على وعي الناس يخرج من يقول أين المثقفون في مصر؟ أو يحاولون تقزيم قيمة البلد بأيدي أبنائها، والإساءة إليها في ثقافتها وفنها وهناك من لا يزال يردد أنه كان يدعم مرسي ولا يرى أن موقف الدولة من الإخوان كان صحيحًا، وهذا في غاية الخطورة فهذه محاولات للتعمية على حقيقة أن الإخوان هم العدو".
وأكمل: "أقول هذا كمواطن مصري، محذرًا من أن هناك خطرًا كبيرًا، وأن بعض الخطابات ليست بريئة، بل تمهيد لشيء ما لن يرضى به أحد ما يحدث هو محاولة لوضع أشخاص في مفاصل الإعلام والثقافة لتغيير وعي الناس، وهذا أخطر ما يكون".
واختتم: "علينا أن ننتبه جميعًا، لأن البلد أكبر من كل هؤلاء، وأهم من كل مصالحهم نحن لا نتحدث عن أنفسنا فقط، بل عن مستقبل أولادنا وأحفادنا. فلا يجوز أن نسمح بمحاولات إسقاط قيمة البلد أو تشويهها بأيدي أبنائها".
