أخبار عاجلة
بعد رحلة علاجية بألمانيا.. أنغام تعود إلى مصر -

حوض برميان قد يكتب فصلًا جديدًا في سباق الذكاء الاصطناعي بين أميركا والصين

حوض برميان قد يكتب فصلًا جديدًا في سباق الذكاء الاصطناعي بين أميركا والصين
حوض برميان قد يكتب فصلًا جديدًا في سباق الذكاء الاصطناعي بين أميركا والصين

اقرأ في هذا المقال

  • الحوسبة محرّك رئيس لتعزيز قوة أميركا وتفوّقها الاقتصادي
  • أي تقدّم صيني في صناعة الرقائق يهدّد التفوّق الأميركي
  • ريادة أميركا في الذكاء الاصطناعي تعتمد على مدى توافر كهرباء رخيصة وموثوقة
  • حوض برميان يتمتع بإمكانات فريدة لاستيعاب طفرة مراكز البيانات المقبلة
  • حوض برميان قادر على استضافة 25-50 غيغاواط من سعة مراكز البيانات

في قلب تكساس ونيو مكسيكو، يقبع حوض برميان -وهو من بين أغنى مناطق الطاقة في العالم- الذي بات يمتلك فرصة ليصبح منصة مهمة للهيمنة الأميركية في سباق الذكاء الاصطناعي.

وأصبحت المنطقة التي أنتجت لعقود النفط والغاز بقدرات غير مسبوقة، معقلًا لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، والمنشآت المخصصة لتعدين البيتكوين.

وفي ضوء ذلك، أشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى أن الفوز بسباق الذكاء الاصطناعي سيكون لمن يملك القدرة على توليد الكهرباء لمراكز البيانات.

ويرى أن التحرك نحو استغلال إمكانات حوض برميان ربما يكون الفارق في استمرار الولايات المتحدة في قيادة سباق الذكاء الاصطناعي أو تراجعها أمام تقدم الصين التقني والاقتصادي.

وتشير التقديرات إلى ارتفاع الطلب على الكهرباء من الذكاء الاصطناعي في أميركا 10 مرات بحلول عام 2030، وسيتجاوز 50 غيغاواط، مقارنة بـ5 غيغاواط حاليًا.

وإجمالًا، قد يتضاعف الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات عالميًا، ليصل إلى 945 تيراواط/ساعة بحلول 2030، وفق بيانات وكالة الطاقة الدولية.

وخلال عام 2024، شكّلت مراكز البيانات نحو 1.5% من إجمالي استهلاك الكهرباء عالميًا، ويعادل ذلك قرابة 415 تيراواط/ساعة.

إمكانات حوض برميان

حاليًا، تعتمد الولايات المتحدة على قاعدة صناعية رقمية ضخمة من مراكز البيانات، إذ تتجاوز سعة المراكز قيد التطوير 92 غيغاواط بحلول نهاية 2024، في حين تُقدّر سعة المراكز المقترحة بـ134 غيغاواط.

وتركّز الحكومة الأميركية على بناء مراكز بيانات في بنسلفانيا وبعض الأراضي الفيدرالية، في حين يبقى حوض برميان الورقة الأكثر إهمالًا.

وأوضح التقرير، الصادر عن معهد بيكر لدراسة السياسة العامة، أن الموجة الاستثمارية المقبلة قد تكون الأضخم منذ ثورة النفط الصخري، مع خطط شركة مايكروسوفت لإنفاق 40 مليار دولار في 2025 على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الأميركية، فيما تعتزم شركة إكسون موبيل ضخ 27-33 مليار دولار عالميًا بين عامي 2025 و2030.

على الضفة الأخرى، الصين قد تعاني نقصًا في القدرة الحوسبية، لكنها تمتلك وفرة في الكهرباء بفضل المحطات العاملة بالفحم غير المستغلة، وتطوير الطاقة المتجددة والنووية، بالإضافة إلى خطوط نقل الكهرباء طويلة المدى، وإذا واصلت التقدم في تصنيع الرقائق فستتمكن من تعزيز قدرات الحوسبة على حساب الموقع الإستراتيجي الأميركي، بحسب تصريحات للرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل إريك شميدت.

وحتى الآن، تكاد منطقة حوض برميان تخلو من مراكز بيانات كبرى، باستثناء مشروع لشركة نيو إيرا هيليوم (New Era Helium) بقدرة 250 ميغاواط، لكنه في مرحلة التقييم الأولي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

بينما تتربع فرجينيا الشمالية على عرش مراكز البيانات الأميركية والعالمية، إلى جانب أوهايو وشيكاغو وأتلانتا ودالاس وغيرها من المناطق.

حقل نفط في حوض برميان
حقل نفط - الصورة من إكسون موبيل

أبرز المزايا والتحديات لحوض برميان

بحسب التقرير، يمكن لحوض برميان تكرار دروس مشروع مانهاتن حين اختارت واشنطن بناء منشآتها النووية قرب مصادر الكهرباء المتاحة، إذ يمتلك اليوم القدرة على استيعاب مراكز بيانات عملاقة؛ بفضل:

  • توافر الموارد الطبيعية، بداية من الغاز الطبيعي، إلى الطاقة الشمسية والرياح وبطاريات التخزين.
  • المساحات الشاسعة والبعيدة عن التجمعات السكانية تتيح بناء مفاعلات معيارية صغيرة.
  • بنية اتصالات متقدمة، من خلال الاعتماد على خطوط الألياف الضوئية الحالية أو التوسع بتكلفة أرخص وأسرع، مقارنة ببناء خطوط جديدة لنقل الغاز لمناطق أخرى.
  • مراكز البيانات وسلاسل التوريد والخدمات المرتبطة بها تتيح فرصًا لإعادة تأهيل وتطوير مهارات آلاف العمال في النفط والغاز.

ومع ذلك، ثمة تحديات أمام تحويل حوض برميان إلى مركز رئيس للحوسبة، منها:

  • ارتفاع درجات الحرارة في الصيف.
  • متطلبات زمن الاستجابة (إجمالي الوقت المستغرق للاستجابة إلى طلب الخدمة).
  • المنافسة على الطاقة بين قطاعات عدة، مثل كهربة حقول النفط وتعدين العملات الرقمية.
  • قيود شبكة الكهرباء.
  • ندرة المياه العذبة.

وسلّط التقرير الضوء على دور الكهرباء والمياه في تحديد القدرة الاستيعابية لحوسبة الذكاء الاصطناعي داخل حوض برميان.

ويحتاج مركز بيانات مخصص للذكاء الاصطناعي إلى نحو 5-6 ملايين غالون مياه يوميًا، ما يعادل نحو 143 ألف برميل يوميًا، لكن تبنّي نظام التبريد الهوائي قد يخفف الضغط.

بالإضافة إلى ذلك، تتجاوز قدرة إنتاج الكهرباء في حوض برميان 30 غيغاواط، إلا أن نحو 5 غيغاواط منها قابلة للنقل والتوزيع ومعظمها من الغاز أو الفحم، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ونظرًا إلى عدم كفاية الطاقة المتجددة وطبيعتها المتقطعة، سيظل الغاز أساسًا لضمان استقرار إمدادات الكهرباء، وستبقى القدرة على تشغيل مراكز بيانات ضخمة في المنطقة مرتبطة بوجود فائض غاز طبيعي، الذي سيكون محدودًا حتى سنة 2028، لكنه سيرتفع بعد ذلك.

ونظريًا، يمكن لكل مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز تشغيل نحو 4 غيغاواط من قدرة مراكز البيانات، فيما قد يدعم فائض الغاز المتوقع بعد 2028 حتى 25 غيغاواط إضافية من قدرة مراكز البيانات.

مركز بيانات تابع لمايكروسوفت
مركز بيانات تابع لمايكروسوفت - الصورة من موقع الشركة

المنافسة على الغاز في حوض برميان

على الجانب الآخر، توقع التقرير دخول مراكز البيانات في منافسة مع صادرات الغاز المسال وصناعة البتروكيماويات ومستهلكي الغاز الآخرين على موارد الغاز في حوض برميان.

وفي حال حدوث ذلك، فإن مراكز البيانات ستكون الأقدر على الفوز، ويرجع ذلك إلى قدرة شركات التقنية على تحمّل ارتفاع تكاليف الكهرباء الناجمة عن أسعار الغاز، التي تتمتع بموازنات قوية وهوامش ربح تصل إلى 30%، مقارنة بباقي القطاعات.

وأضاف التقرير أن مستقبل استضافة مراكز البيانات في حوض برميان لا يعتمد فقط على الغاز المصاحب للنفط، بل يمكن أن يستمر عبر تنويع مصادر الطاقة.

وحال اعتماد المطورين على نهج شامل يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة وبطاريات التخزين والغاز والمفاعلات النووية المتقدمة، فقد يستوعب حوض برميان بين 25 و50 غيغاواط من سعة مراكز البيانات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

والأهم أن توسيع البنية التحتية لجمع الغاز وربط مولدات الغاز بمراكز البيانات قد يُسهم في الحد من حرق الغاز، الذي قد يصل خلال العام الجاري إلى 500 مليون قدم مكعبة يوميًا، أي ما يكفي لتشغيل نحو 3 غيغاواط من محطات الغاز بكامل طاقتها.

الخلاصة..

يمتلك حوض برميان مقومات هائلة، ليصبح مركزًا لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، بفضل وفرة الغاز والطاقة المتجددة والمساحات الشاسعة، مع قدرة مستقبلية لاستيعاب حتى 50 غيغاواط من سعة مراكز البيانات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. دور حوض برميان في تعزيز ريادة الذكاء الاصطناعي بأميركا من معهد بيكر لدراسة السياسة العامة
  2. الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات عالميًا من وكالة الطاقة
  3. الطلب على الكهرباء في قطاع الذكاء الاصطناعي بأميركا من منصة الطاقة
  4. سعة مراكز البيانات من وود ماكنزي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مصر وقطر تشددان: إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية السبيل الوحيد لتحقيق السلام
التالى مجلس الوزراء: خطوات جادة وسريعة لتطوير منظومة التعليم وفقا لمتطلبات سوق العمل