أخبار عاجلة

"وان بنك".. خطوة للأمام أم بداية متأخرة في سباق التحول الرقمي؟

"وان بنك".. خطوة للأمام أم بداية متأخرة في سباق التحول الرقمي؟
"وان بنك".. خطوة للأمام أم بداية متأخرة في سباق التحول الرقمي؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا شك أن إعلان تأسيس «وان بنك – onebank» كأول بنك رقمي في مصر يمثل خطوة مهمة نحو تحديث القطاع المصرفي وتعزيز التحول الرقمي لكن يبقى السؤال الأهم، هل تأخرت مصر في دخول هذا السباق العالمي؟

بدأت تجربة البنوك الرقمية مبكرًا في العديد من الدول، في بريطانيا مثلًا، ظهر بنك "مونزو" و"ستارلينغ" قبل سنوات وأحدثا طفرة في الخدمات المصرفية. 

وفي الصين، قادت منصات مثل "علي باي" و"وي بنك" ثورة رقمية شملت مئات الملايين من المستخدمين، حتى في منطقتنا العربية، سبقتنا بعض الدول، مثل السعودية التي أصدرت تراخيص لبنوك رقمية منذ عام 2021.

مقارنة بهذه التجارب، يمكن القول إن مصر تأخرت نسبيًا في إطلاق أول بنك رقمي متكامل، لكن في المقابل، يأتي دخولنا الآن بميزة الاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين، وتجنب الأخطاء التي واجهتها تلك الأسواق في بداياتها.

ماذا ستستفيد مصر من البنوك الرقمية؟

إطلاق البنوك الرقمية في مصر يمثل خطوة استراتيجية تحمل العديد من المكاسب على مختلف المستويات، حيث تسهم في تعزيز الشمول المالي والوصول إلى ملايين المصريين الذين ما زالوا خارج المنظومة المصرفية عبر حلول أكثر سهولة وسرعة، كما تساهم في تقليص الاعتماد على التعاملات النقدية بما يتماشى مع توجه الدولة لبناء اقتصاد غير نقدي أكثر شفافية. 

ومن جانب آخر، تلبي هذه البنوك احتياجات الشباب الذين يفضلون التعامل مع التطبيقات الذكية بدلًا من الإجراءات الورقية التقليدية، فضلًا عن دورها في تعزيز جاذبية السوق المصرية أمام المستثمرين باعتبارها انعكاسًا لبيئة مالية حديثة ومتطورة. 

ومع ذلك، فإن نجاح التجربة لن يُقاس بمجرد إطلاق "وان بنك" كأول بنك رقمي متكامل، وإنما بمدى قدرة الدولة على توسيع نطاق التجربة عبر منح تراخيص لمزيد من البنوك الرقمية، إلى جانب تهيئة البنية التشريعية والتكنولوجية لضمان مواكبة التطورات العالمية.

المخاطر المحتملة: الأمن السيبراني في الصدارة

رغم المكاسب المتوقعة من دخول مصر عالم البنوك الرقمية، إلا أن هناك تحديات حقيقية يجب الانتباه إليها. 

الأمن السيبراني يأتي على رأس هذه التحديات، إذ أن البنوك الرقمية تعتمد كليًا على المنصات الإلكترونية، مما يجعلها أكثر عرضة لهجمات القرصنة والاختراقات.

حبث تشير تقارير دولية إلى أن قطاع الخدمات المالية عالميًا يتعرض لأكثر من 30% من الهجمات السيبرانية سنويًا، وهو ما يجعله الأكثر استهدافًا مقارنة بباقي القطاعات الاقتصادية. 

وفي مصر، حيث يتسارع التحول الرقمي، تزداد الحاجة إلى بناء أنظمة حماية متطورة، واعتماد تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي في كشف التهديدات، وتدريب العملاء على الوعي الرقمي لتجنب الاحتيال.

كما أن أي ثغرة في منظومة بنك رقمي قد تؤدي إلى فقدان ثقة العملاء بسرعة كبيرة، وهو ما قد يعرقل تبني التجربة. 

وبالتالي، فإن نجاح "وان بنك" أو غيره من البنوك الرقمية يتوقف بقدر كبير على الاستثمار في الأمن السيبراني، ووضع معايير صارمة لحماية البيانات وضمان خصوصية العملاء.

وأخيرا.. ربما تأخرنا بعض الشيء، لكن دخول مصر إلى عالم البنوك الرقمية يظل خطوة في الاتجاه الصحيح. 

وإذا ما تم استغلالها بذكاء، فقد تكون نقطة تحول حقيقية في مسار الاقتصاد الوطني، وتفتح آفاقًا جديدة أمام ملايين المصريين لدخول العصر المصرفي الرقمي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق فيريرا يجدد ثقته في شيكو بانزا قبل مواجهة المقاولون
التالى وزير الثقافة يفتتح فعاليات الدورة الثالثة لبينالي القاهرة الدولي لفنون الطفل