في عملية نوعية تحمل الكثير من الشجاعة والإقدام، واصلت وزارة الداخلية ضرباتها الأمنية الاستباقية ضد أوكار الجريمة المنظمة، لتكتب فصلاً جديداً في سجل المواجهات مع العناصر الجنائية شديدة الخطورة.
كواليس مثيرة عاشتها قوات الشرطة خلال اقتحام أخطر بؤر السلاح بجنوب البلاد، حيث دارت مواجهة شرسة بمحافظة قنا انتهت بمقتل 4 عناصر خطرة وضبط ترسانة من الأسلحة النارية والمخدرات تقدر قيمتها بنحو 18 مليون جنيه.
بداية الرصد: خطة محكمة ومتابعة دقيقة
بحسب بيان وزارة الداخلية، تمكن قطاع الأمن العام بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية من رصد عدة بؤر إجرامية بعدد من محافظات جنوب البلاد، تضم عناصر جنائية شديدة الخطورة، تخصصت في جلب الأسلحة النارية غير المرخصة بكميات ضخمة تمهيداً للاتجار بها.
وبعد جمع المعلومات والتحريات الدقيقة، جرى وضع خطة أمنية محكمة لتحديد تحركات المتهمين وضبطهم.
مصرع 4 عناصر شديدة الخطورة
عقب تقنين الإجراءات، تحركت القوات الأمنية بمشاركة قطاع الأمن المركزي نحو الأوكار التي يتحصن بها المتهمون. وبمجرد اقتراب القوات، بادر العناصر بإطلاق وابل من الأعيرة النارية، لتندلع مواجهة مسلحة شرسة.
أسفرت المواجهة عن مقتل 4 عناصر جنائية شديدة الخطورة بمحافظة قنا، جميعهم سبق الحكم عليهم في جنايات خطيرة من بينها: مخدرات، قتل عمد، إطلاق أعيرة نارية وسلاح، حريق عمد.
ترسانة ضخمة من الأسلحة والمخدرات
خلال المداهمة، تمكنت القوات من ضبط ترسانة هائلة شملت:
303 قطع سلاح ناري (71 بندقية آلية، 92 بندقية خرطوش، 130 فرد خرطوش).
كميات من المواد المخدرة تضمنت الحشيش والشابو.
ووفق تقديرات وزارة الداخلية، فإن قيمة المضبوطات بلغت قرابة 18 مليون جنيه، وهو ما يشكل ضربة قاصمة لشبكات الإجرام العنيفة في الصعيد.
كواليس المداهمة:مواجهة في التضاريس الوعرة
مصادر كشفت أن العملية لم تكن سهلة، إذ جرى تنفيذها وسط تضاريس جبلية وعرة، حيث تحصنت العناصر الخطرة بأوكار يصعب الوصول إليها.
وأوضحت أن القوات اعتمدت على عنصر المباغتة وتطويق كامل لمسرح العمليات، ما ساعد على تحييد الخطر وضبط المضبوطات قبل أن يتم تهريبها أو استخدامها في جرائم جديدة.
رسالة ردع قوية
أكد خبراء أمنيون في تصريحات صحفية أن نجاح العملية يعكس اليقظة التامة للأجهزة الأمنية في مواجهة مصادر الجريمة المنظمة مشيرين إلى أن ضبط هذه الكميات من الأسلحة كان من شأنه أن يغذي أعمال عنف محتملة أو يدعم نشاطات إرهابية لولا التدخل السريع.
وأضافوا أن الضربات الأمنية المتلاحقة في الصعيد تمثل رسالة ردع قاطعة لكل من يفكر في تهديد استقرار المجتمع أو المتاجرة بأرواح الأبرياء.
لا تقف العملية عند حدود مقتل 4 عناصر وضبط ترسانة من الأسلحة، بل تتجاوزها لتؤكد أن الدولة المصرية ماضية في استراتيجيتها لتجفيف منابع الجريمة المنظمة وملاحقة كل من يشكل خطراً على أمن الوطن.
وإذا كان نجاح الداخلية في هذه المداهمة يعكس كفاءة عالية في التخطيط والتنفيذ، فإنه يعكس أيضاً بسالة رجال الشرطة الذين يواجهون الموت دفاعاً عن الوطن.
وبينما تحظى هذه الجهود بتقدير شعبي واسع، يبقى الرهان دائماً على يقظة الأمن المصري كحائط صد أول في حماية استقرار الدولة والمجتمع.
