يتميّز قطاع الهيدروجين الأخضر في أفريقيا بالقدرة على وضع القارة السمراء في طليعة المسيرة العالمية لإنتاج الوقود النظيف وتصديره؛ تحقيقًا لأهداف خفض الانبعاثات.
وفي هذا الصدد، سلّط مسؤول عالمي الضوء على نقاط قوة رئيسة تمتلكها الدول الأفريقية بما يمكنها من إنتاج الهيدروجين الأخضر مع النجاح في تحقيق التنافسية العالمية.
ولإطلاق العنان لتلك القدرات بما يعزز نمو الاقتصاد ورفاهية المواطنين، ثمة حاجة متزايدة إلى زيادة التنافسية السعرية وتعزيز الجدوى الاقتصادية للمشروعات، فضلًا عن معالجة تحديات تنظيمية وسوقية مختلفة.
كل تلك النقاط من المقرر بحثها خلال القمة الأفريقية العالمية للهيدروجين الأخضر التي ستُعقَد في ناميبيا بين يومي 9 و11 سبتمبر/أيلول المقبل (2025)؛ بهدف دفع الشراكات والاستثمارات والتمويلات لمشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.
فرص الهيدروجين الأخضر في أفريقيا
عن قطاع الهيدروجين الأخضر في أفريقيا تحدَّث نائب رئيس التحالف الصيني لتطوير الهيدروجين والابتكار فيه بقطاع الغاز الحضري (CHAG)، الدكتور تسي يوان وانغ، حول رؤيته للمميزات والتحديات المحيطة بالقطاع الأفريقي.
وفي البداية، ثمّن امتلاك أفريقيا 3 ميزات رئيسة على صعيد إنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره وتأسيس سلسلة قيمة كاملة، وهي كالتالي:
1- وفرة المصادر المتجددة لإنتاج الكهرباء، وتحديدًا الطاقة الشمسية والرياح في شمال أفريقيا وجنوبها.
وأشار إلى أن سهولة الوصول إلى إمدادات الكهرباء المُولدة من مصادر الطاقة المتجددة تمنح قطاع الهيدروجين الأخضر في أفريقيا أفضلية عالمية كبرى على صعيد انخفاض التكاليف.
2- القارة غنية بالمعادن اللازمة لتوطين سلسلة صناعة الهيدروجين مع تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وبحسب الدكتور وانغ، فإن تلك المعادن بمثابة "أساس صلب" لثورة طاقة في أفريقيا تدعم مساعي إزالة الكربون من القطاعات صعبة الكهربة، مثل الصلب والأسمنت والأسمدة من بين أخرى.
3- موقع إستراتيجي قريب من مراكز الطلب على الهيدروجين في أوروبا وآسيا بما يفتح الباب أمام إقامة تعاون وشراكات تجارية، وكذلك ميزة الإطلالة على الطرق البحرية الرئيسة، وهي ميزة لوجستية مهمة للصناعة.

القمة الأفريقية العالمية للهيدروجين
من المقرر أن يجتمع رجال الأعمال والمسؤولون والشركات ومبتكرون من أصحاب المصالح بصناعة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا بداية من 9 إلى 11 سبتمبر/أيلول المقبل لحضور القمة الأفريقية العالمية للهيدروجين.
وتستهدف القمة -المقرر عقدها في عاصمة ناميبيا ويندهوك- بحث تسريع مساعي إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة ودفع الثورة الصناعية الخضراء قدمًا.
وعلى مدار مدة انعقادها، من المقرر عقد شراكات بقطاع الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة والتصنيع منخفض الانبعاثات لصناعات النقل النظيف والصلب الأخضر، من بين أخرى.
كما ستستفيد 6 من الدول المشاركة في القمة -وعلى رأسها مصر- من قروض يقدّمها صندوق استثمارات المناخ برأس مال 12.5 مليار دولار، بهدف إزالة انبعاثات غازات الدفيئة من الصناعات صعبة الكهربة.
دعم عام-خاص لقطاع الهيدروجين الأخضر الأفريقي
في تحليله لسُبل دعم مشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، سلّط الدكتور تسي يوان وانغ الضوء على دور القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق التوسعة الفاعلة لنطاق المشروعات.
وأوصى صنّاع السياسات في الحكومات المحلية بالآتي:
- تخصيص وقت أكبر للبحث وفهم العوامل المحرّكة لصناعة الهيدروجين العالمية.
- وضع أُطُر سياسات تتّسم بالدقة.
- التدعيم المستمر للبيئة التنظيمية والاستثمارية المواتية.
- أن تتحلى الحكومات بثقة طويلة الأمد في الهيدروجين بوصفه ركيزة حاسمة لتحوّل الطاقة، ولو لم تتضح فورًا مكاسبه على المدى القصير.
كما أوصى شركات القطاع الخاص بما يلي:
- توجيه إستراتيجياتها الخاصة بالهيدروجين الأخضر وفقًا لمستوى النضج الحالي للصناعة، من حلال الاستفادة من الحوافز الحكومية وحشد رأس المال المجتمعي واستكشاف أنماط تمويل مبتكرة.
- التعاون مع القطاع العام في تطوير المشروعات التجريبية والمبادرات الإرشادية، مما يساعد في التحقق من التقنيات وأنماط العمل.

تحديات صناعة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا وآسيا
يقول الدكتور تسي يوان وانغ، إن اتّساق قطاع الهيدروجين الأخضر في أفريقيا مع سلسلة العرض والطلب العالمية يفتح الباب أمام فرص جديدة لتحقيق التحول الاقتصادي والتصنيع المستدام محليًا.
وعالميًا، أشار إلى أهمية إزالة العقبات أمام تبنّي الهيدروجين الأخضر بين القارات، وخاصة أفريقيا وآسيا، وهو تحدٍّ يحتاج إلى معالجة أسبابه بالسبل التالية:
أولى الخطوات في هذا الصدد هي تعزيز الجدوى الاقتصادية لسلسلة القيمة الكاملة التي تشمل إنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه ونقله وإعادة التزود بالوقود واستعمالاته المختلفة.
كما أن ثمة حاجة إلى تحسين التنافسية السعرية للهيدروجين الأخضر الأفريقي بالمقارنة ببدائله الأحفورية، وحل مشكلة تباين مستوى الاستعداد التنظيمي والقبول بالسوق من خلال إصلاح المعايير الفنية وشهادات الاعتماد والرسوم الجمركية على الواردات، وفق نسبة الكربون والقيود التجارية.
ولتعزيز التعاون بين قارّتي أفريقيا وآسيا بقطاع الهيدروجين الأخضر، أوصى الخبير بالحوار والتعاون والتوصل لتفاهم مشترك، والاستفادة من المنصات الإقليمية والاتفاقيات الثنائية لتنسيق السياسات وتسريع وتيرة تطوير المشروعات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: