لا تزال إسرائيل تتلكأ في إعلان موقفها حيال الصفقة الجزئية التي أعلنت عن تلقي بنودها مؤخرًا من الجانبين المصري والقطري، والتي وافقت عليها حركة حماس والفصائل الفلسطينية، خلال زيارة وفدها للقاهرة، إذ يرفض ويناور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو حيال إعلان موقفه، خاصة بعدما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية أنه يرغب في الإفراج عن كل المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، وليس الإفراج عن بعضهم في إطار صفقة جزئية تمهيدًا لوقف كامل للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما يسعى كل من مصر وقطر إلى تجنيب المنطقة حربًا شاملة حال استمرت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية واستمرار تنفيذ سياسة التهجير القسري للفلسطينيين.
وفي هذا الإطار أعلنت مصادر مصرية مطلعة على مجريات المفاوضات أن مصر تؤكد ضرورة قبول إسرائيل بالصفقة التي وافقت عليها حماس بناء على مقترح ويتكوف، مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وأضاف المصدر، نقلًا عن قناة القاهرة الإخبارية، أن مصر تدعو إلى إرساء الأمن والاستقرار وإحياء مسار التسوية الشاملة على أساس حل الدولتين، مؤكدة استعدادها لمواصلة التعاون الإقليمي والدولي لدعم مسارات تعزيز الأمن والاستقرار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن مقترح وقف إطلاق النار الأحدث في غزة الذي وافقت عليه حركة حماس يكاد يتطابق مع خطة سابقة طرحها مبعوث الرئيس الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وبالتالي لا يوجد مبرر لرفضها.
وخلال مؤتمر صحفي في العاصمة القطرية الدوحة، أكد الأنصاري تسلم رد حركة حماس بالموافقة على المقترح، وقدمت تعديلات عليه جعلته قريبًا من خطة ويتكوف التي وافق عليها مسبقًا الطرف الإسرائيلي.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه البيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية عن ضرورة إيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أكدت كارولاين ليفيت، الناطقة باسم البيت الأبيض، أن واشنطن تواصل مناقشة مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، والذي قبلته الحركة الفلسطينية.
وخلال مؤتمر صحفي لها قالت: «دور الولايات المتحدة في الوساطة جعل حركة حماس توافق على المقترح، خاصة بعدما نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة تروث سوشيال رأيه في تلك المفاوضات ورغبته في وقف الحرب وعودة المحتجزين».
وكان المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قد أكد، خلال لقاء له على قناة فوكس نيوز، ضرورة وقف تلك الحرب، مشددًا على أنه من الضروري عودة الرهائن الـ20 إلى عائلاتهم وذويهم، وإطلاق سراح عدد مناسب من الأسرى الفلسطينيين، وإعادة بناء القطاع الفلسطيني المدمر بسبب الحرب.
وعلى الرغم من تناسق تلك المواقف في ظاهرها حيال ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يعلن عن موقفه الحاسم إزاء تلك الصفقة حتى كتابة تلك السطور، فيما نوهت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن نيتنياهو قوله إنه يرغب في الإفراج عن كل المحتجزين لدى حركة حماس دفعة واحدة.
ويعقد المشهد القرار الصادر ببدء مرحلة تمهيدية لخطة احتلال مدينة غزة والتي أطلق عليها «عربات جدعون2»، إذ أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن "بلاده ستنهي الحرب وفق شروطها، حيث أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي باستدعاء 20 ألف جندي احتياط، وتمديد مهمة 20 ألفًا آخرين، من جنود في الاحتياط والخدمة النظامية والإلزامية للمشاركة في الحرب في غزة.
كما ازداد المشهد تعقيدًا بأن أقرت إسرائيل، مشروعا استيطانيا شرق القدس من شأنه فصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها رغم تحذير المجتمع الدولي من أنه سيقوض فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة مستقبلا.
يأتي ذلك في الوقت الذي تزداد فيه حدة العمليات العسكرية لجيش الاجتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث تزايد عدد الشهداء من النساء والأطفال والمدنيين نتيجة تلك العمليات العسكرية، إذ كشفت وزارة الصحة في قطاع غزة بارتقاء 3 شهداء بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة، كما ارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 269 شهيدًا من بينهم 112 طفلًا.
وأكدت الوزارة تسجيل 58 شهيدًا و185 مصابًا جراء غارات الاحتلال خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد ضحايا العـدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 62122 شهيدًا و156758 مصابًا منذ 7 أكتوبر 2023
