الاربعاء 20 اغسطس 2025 | 09:19 مساءً

باول وجاكسون هول
تأخذ الأسواق المالية العالمية نفسًا جماعيًا قبل الخطاب الرئيسي الثامن والأخير لجيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في قمة جاكسون هول، وسط ترقب واسع من المستثمرين لاحتمالات خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع البنك المركزي المقبل يومي 16 و17 سبتمبر.
ويشير مراقبون إلى أن تاريخ خطابات باول السابقة في القمة غالبًا ما كان سببًا مباشرًا في تحريك الأسواق بشكل حاد، حيث ارتفعت عوائد السندات والدولار الأمريكي، بينما سجلت الأسهم تراجعات ملحوظة في أعقاب تصريحاته، ومن المتوقع أن يركز المشاركون على ما إذا كان باول سيلمح إلى استعداد الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بعد بيانات التوظيف الضعيفة لشهر يوليو التي عززت رهانات الأسواق على سياسات أكثر تيسيرًا.
ما هي قمة جاكسون هول؟
قمة سنوية للسياسة الاقتصادية ينظمها بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي منذ عام 1982 بمدينة وايومنغ الأمريكية، ويشارك فيها رؤساء البنوك المركزية وصانعو السياسات المالية والأكاديميون والاقتصاديون البارزون من مختلف أنحاء العالم.
وتحظى القمة هذا العام بأهمية خاصة لعدة أسباب؛ أبرزها خطاب باول الذي يأتي وسط انقسامات داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن توقيت خفض الفائدة، فضلًا عن الضغوط العلنية التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي يرجح أن تجعل مسألة استقلالية البنوك المركزية محورًا جانبيًا للنقاشات.
محطات بارزة من تاريخ جاكسون هول
1- في 2010 كشف رئيس الفيدرالي آنذاك بن برنانكي عن الجولة الثانية من برنامج التيسير الكمي.
2- في 2018 ألقى باول خطابه الأول كرئيس للفيدرالي مؤكدًا أن قوة الاقتصاد تبرر زيادات تدريجية في الفائدة.
3- في 2020 عُقدت القمة افتراضيًا بسبب جائحة كوفيد-19 وشهدت إعلان سياسة جديدة بشأن الفائدة.
4- في 2022 استأنفت القمة حضورها الفعلي بعد عامين من الانعقاد عبر الإنترنت.
أهمية خطاب باول للمستثمرين
يُنظر إلى خطاب باول باعتباره بوصلة للمستثمرين حول اتجاه السياسة النقدية الأمريكية، وتشير التقديرات إلى أن هناك احتمالية بنسبة 85% لخفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر المقبل، مقابل 15% لاحتمال الإبقاء على الفائدة دون تغيير عند مستوياتها الحالية (بين 4.25% و4.5%)، كما يتوقع متداولو العقود الآجلة خفضًا إضافيًا قبل نهاية العام.
ومع ذلك، فإن تمسك باول بموقفه المتشدد وإصراره على ضرورة انتظار المزيد من البيانات قبل استئناف دورة التيسير، قد يربك الأسواق ويقود إلى ما يسميه المستثمرون "تجارة الألم".
وتسببت خطابات باول السبعة السابقة في جاكسون هول في ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمعدل 21 نقطة أساس خلال الشهر التالي، وصعود الدولار بنسبة 1.4%، في حين تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 2% في المتوسط، حسبما كشفت بيانات «رويترز».
كما أظهرت بيانات أخرى أن المؤشر ذاته يميل إلى التعافي لاحقًا ليسجل ارتفاعًا متوسطه 2.3% بين أواخر أغسطس ونهاية العام، إلى جانب ارتفاع الدولار بنسبة 0.4% وصعود عوائد السندات بمقدار 27 نقطة أساس، لكن هذه المتوسطات تخفي تقلبات حادة مثل تلك التي وقعت عام 2022، عندما تراجع مؤشر الأسهم الأمريكية 12% في الشهر التالي للخطاب، وارتفع الدولار 5%، وقفزت عوائد السندات 75 نقطة أساس.
ورغم أن التضخم اليوم أقل مما كان عليه قبل عامين، فإنه لا يزال أعلى من المستوى المستهدف للفيدرالي البالغ 2% بنحو نقطة مئوية، في المقابل، يبلغ معدل البطالة 4.2%، وهو مستوى منخفض تاريخيًا، وسيكون موضوع القمة هذا العام "أسواق العمل التي تمر بمرحلة انتقالية: التركيبة السكانية والإنتاجية وسياسة الاقتصاد الكلي".
ويرى محللون أن باول قد يستخدم هذه المنصة ليس فقط لتوضيح رؤيته المستقبلية للسياسة النقدية، بل أيضًا للدفاع عن فترة ولايته التي واجهت ضغوطًا غير مسبوقة من الرئيس ترامب لدفعه إلى خفض الفائدة.
هل يختم باول ولايته بضجة؟
يرى العديد من المراقبين أن هذه قد تكون آخر فرصة أمام باول لترك بصمته التاريخية في جاكسون هول، فبحسب محللين في بنك "يو بي إس"، قد يقدم رئيس الفيدرالي توجيهات ناعمة بشأن خفض مرتقب للفائدة، لكنه في الوقت نفسه قد يتمسك بالحذر مؤكدًا أن القرار النهائي مرتبط بالبيانات الاقتصادية المقبلة.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.