خبير: الذكاء الاصطناعي يسرّع اكتشاف الأدوية لكنه لا يغني عن التجارب السريرية

الذكاء الاصطناعي

أكد جوزيف وهبي، الخبير في بناء النظام البيئي للذكاء الاصطناعي والرئيس التنفيذي لشركة DAIMLAS، أن الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الأدوية يشكل تحولًا كبيرًا في صناعة الدواء، لكنه لا يمكن أن يحل محل التجارب السريرية على البشر.

وقال وهبي، خلال مداخلة مع قناة الشرق بلومبرغ، إن النجاحات التي حققتها أدوية مثل ويغوفي وأوزيمبيك جاءت بعد سنوات طويلة من الأبحاث والتجارب المخبرية والسريرية المعقدة، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع وحده إنتاج دواء ناجح، بل يساهم في تسريع المراحل الأولية فقط من عملية اكتشاف الدواء، مثل تحليل البيانات الضخمة والتعرف على التركيبات الكيميائية المحتملة.

???? نجاح عقاري #ويغوفي و #أوزيمبيك جاء من سنوات من التجارب المختبرية والسريرية، والشركات تعتمد الآن على تطبيقات #الذكاء_الاصطناعي في تحليل البيانات وتسريع المراحل الأولية من اكتشاف الدواء

- هذا التحول سيخفض تكلفة الأدوية على المستهلك، وفقاً لجوزيف وهبي، الخبير في بناء النظام… pic.twitter.com/KD1luxbwmE

— Asharq Business اقتصاد الشرق (@AsharqBusiness) August 19, 2025

وأشار إلى أن هذه المساهمة التكنولوجية تُمكِّن الشركات من تقليص الوقت والتكلفة في المراحل الأولى، ما ينعكس في نهاية المطاف على تخفيض تكلفة الدواء بالنسبة للمستهلك. ومع ذلك، شدد على أن المرحلة السريرية تظل "عنق الزجاجة" في هذه العملية، إذ إن 9 من بين كل 10 أدوية تفشل عندما تدخل مرحلة التجريب على الإنسان.

وأوضح وهبي أن التفاعلات البيولوجية التي تحدث داخل جسم الإنسان معقدة جدًا، ولا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاتها بالكامل حتى الآن. وقال: "الشفافية مطلوبة، لأن ما يحدث داخل جسم الإنسان لا يمكن التنبؤ به دائمًا باستخدام البيانات فقط، لذلك يجب أن تُستكمل العملية بالتجارب السريرية".

وعن الجانب الاستثماري، لفت وهبي إلى أن تطوير دواء جديد يتطلب ملايين الدولارات وعقودًا من العمل، وهو ما يجعل من استخدام الذكاء الاصطناعي أداة فعالة لتحسين الكفاءة وتقليل الفاقد. كما أشار إلى أن بعض الشركات أصبحت تمتلك بنوك بيانات ضخمة نتيجة تجاربها السابقة، وهي الآن تستثمر هذه البيانات في تصميم أدوية جديدة تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير الأدوية لا يعني الاستغناء عن البحث الطبي التقليدي، بل يمثل شراكة بين التقنية والعلم، تهدف إلى تسريع وتيرة الابتكار دون المساس بسلامة المرضى أو دقة النتائج.