قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن الأمة تمر بوقت دقيق وعصيب، حيث تتعرض محاولات لطمس الهوية واغتصاب الأراضي والمقدرات، خاصة ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أوضاع مأساوية.
وأكد أن الأزهر الشريف يدعم جهود الدولة المصرية لوقف العدوان الصهيوني، ويرفض مخططات التهجير الرامية إلى طمس القضية الفلسطينية.
أهمية الوعي وتصحيح الصورة الذهنية عن مصر
وأضاف وكيل الأزهر أن احتفال تكريم الفائزين بمسابقة «ثقافة بلادي» يأتي في وقت تحتاج فيه الأمة إلى تعزيز الوعي وتصحيح الصور الذهنية المشوهة عن مصر، والتصدي لحملات التشويه التي تستهدف تاريخها ودورها ومؤسساتها.
دور الطلاب الوافدين في نقل حقيقة الواقع المصري
وأوضح أن المسابقة أتاحت للطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات فرصة لاستكشاف الحضارة المصرية، ونقل ما لمسوه من أمن واستقرار ومحبة وحضور ثقافي وعلمي وفني، بما يعكس رسالة الأزهر في نشر السلام والتواصل بين الثقافات.
الريادة المصرية في نشر الوسطية والتسامح
وأكد الدكتور الضويني أن مصر تواصل ريادتها في نشر الفكر الوسطي، وتعزيز قيم التعايش والتسامح، والتصدي لخطاب الكراهية، وأن تثقيف الطلاب الوافدين بثقافة مصر يعد خط الدفاع الأقوى في مواجهة حملات التشويه.
الثقافة المصرية خط الدفاع الأقوى
وشدد على أن الثقافة ليست مجرد موروث أو ترف معرفي، بل هي منظومة متكاملة من القيم والعادات والتاريخ والفنون تشكل هوية الإنسان، وأن نشر الثقافة المصرية بين الوافدين يعد ركيزة أساسية لتحقيق التفاهم الحضاري والتعايش.
دمج الوافدين في النسيج الثقافي المصري
وأشار وكيل الأزهر إلى أن المؤسسة لم تقتصر على تعليم العلوم الشرعية والعربية فقط، بل دمجت الطلاب الوافدين في النسيج الثقافي المصري عبر فعاليات وأنشطة وزيارات ميدانية، ليعيشوا التجربة المصرية بكل تفاصيلها.
تعميق الانتماء وتعزيز الحوار والتعايش
وأكد أن نشر الثقافة المصرية يعمّق انتماء الطلاب الوافدين لمصر كبلد مضيف كريم، ويعزز قيم الحوار والتسامح، بما يجعلهم يشعرون أنهم بين أهلهم وذويهم.
تصحيح الصور النمطية ودور الوافدين كسفراء
وأوضح أن الاحتكاك المباشر بالواقع المصري يساعد على تصحيح الصور النمطية التي تروج لها بعض المنصات المغرضة، وأن الوافدين بعد عودتهم إلى أوطانهم يصبحون سفراء لمصر والأزهر، ينقلون صورتها المشرقة للعالم.
«ثقافة بلادي» ودور الأزهر الحضاري
وبيّن أن مسابقة «ثقافة بلادي» تجسد الدور الرائد للأزهر في نشر الثقافة والعادات المصرية الأصيلة؛ ليكون الأزهر منارة حضارية تعكس القيم المصرية العريقة.
الأزهر حامل للهوية ومجسد للثقافة المصرية
وأكد الضويني أن الأزهر لم ينفصل يومًا عن الواقع المصري، بل كان دائمًا معبرًا عن مضامين ثقافته، وغرس القيم والعادات الأصيلة في مناهجه وأنشطته الدعوية والتربوية.
تجربة الطلاب الوافدين: سفراء لمصر بعد التخرج
وأضاف أن الطلاب الوافدين لا يكتفون بالدراسة العلمية، بل يكتسبون من المجتمع المصري أسلوب الحوار والذوق العام وتقاليده، ليعودوا بعد تخرجهم سفراء لمصر في أوطانهم.
التعارف الثقافي ضرورة إنسانية لا رفاهية
وشدد على أن التعارف والتبادل الثقافي بين الشعوب ليس رفاهية فكرية، بل ضرورة لضمان الاستقرار والتعايش السلمي، مؤكدا أن الأزهر يدعو إلى ثقافة منفتحة تحافظ على الهوية وتستفيد من ثقافات الآخرين.
الانفتاح على العالم مع الحفاظ على الهوية
وأشار إلى أن الانفتاح الثقافي لا يعني الذوبان أو التنازل عن الهوية، بل هو مشاركة حضارية تحفظ الخصوصية وتعزز الاحترام المتبادل والتعايش السلمي.
مصر والأزهر.. جسر للحوار والتنوع والسلام
واختتم وكيل الأزهر كلمته بالتأكيد أن مصر بحضارتها العريقة، والأزهر بمكانته العلمية والدعوية، سيظلان جسرًا للحوار بين الشعوب، ومنبرًا للتنوع الثقافي، وحصنًا للفكر الوسطي والسلام.