أخبار عاجلة

شيطنة الوقود الأحفوري تهدد أمن الطاقة الغربي (تحليل)

شيطنة الوقود الأحفوري تهدد أمن الطاقة الغربي (تحليل)
شيطنة الوقود الأحفوري تهدد أمن الطاقة الغربي (تحليل)

اقرأ في هذا المقال

  • انقطاع التيار في إسبانيا والبرتغال أبريل الماضي حدث استثنائي محير
  • توقيت الإنقطاع جاء بعد 6 أيام فقط من تفاخر إسبانيا بالطاقة المتجددة
  • هوس الحكومات بالتخلص من الوقود الأحفوري سبب مهمَّش في تحليل الأزمة
  • التوليد المتقطع للطاقة المتجددة يربك حسابات المشغّلين في كاليفورنيا
  • الحملات المناهضة أثّرت بصناعة السياسات في بعض الولايات الأميركية

كثرت محاولات شيطنة الوقود الأحفوري في أوروبا والولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة عبر حملات إعلامية متزايدة تشنّها المنظمات البيئية ونشطاء المناخ على الحكومات والشركات الفاعلة في الصناعة.

في المقابل، ارتفعت الأصوات الناقدة لهذا التوجه بين خبراء الطاقة و الاقتصاد، وسط مخاوف من تعرُّض أمن الطاقة الغربي للخطر خلال العقود المقبلة، إذا توسَّع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة ذات التوليد المتقطع.

في هذا السياق، حذَّر تحليل حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- من مخاطر استجابة صنّاع السياسات في الولايات المتحدة وأوروبا لحملات شيطنة الوقود الأحفوري المتزايدة بين الحركات البيئية والحقوقية الغربية.

كما حذّر التقرير من تكرار السيناريو الإسباني والبرتغالي الأخير على نطاق واسع في دول غربية أخرى، إذا توسَّع الاعتماد على الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء.

ماذا حدث في إسبانيا والبرتغال؟

استيقظ العالم يوم الإثنين (28 أبريل/نيسان 2025) على أخبار انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي في إسبانيا والبرتغال، مع امتداده إلى بعض المناطق في فرنسا.

وتسبَّب هذا الانقطاع المفاجئ بِشَلّ مظاهر الحياة في بعض المدن الرئيسة، مثل مدريد وإشبيلية وبرشلونة وفالنسيا، مع تعطُّل المطارات، وحركة القطارات، وإشارات المرور.

جانب من إغلاق بعض محطات المترو في إسبانيا بسبب انقطاع التيار 28 أبريل 2025
جانب من إغلاق بعض محطات المترو في إسبانيا بسبب انقطاع التيار 28 أبريل 2025 - الصورة من CNN

ورغم شيوع التكهنات بوقوع هجوم سيبراني على شبكات وأنظمة الكهرباء، فإن الشركات المشغّلة للشبكات في إسبانيا والبرتغال لم تحدّد السبب الرئيس لهذه الانقطاعات، ولم تفلح في إعادة التيار بصورة كاملة إلّا بعد أيام.

ولم يكن من قبيل المصادفة أن يحدث هذا بعد 6 أيام فقط من إعلان إسبانيا أن الطاقة المتجددة وفّرت جميع احتياجات البلاد من الكهرباء على مدار يوم كامل.

كما تفاخرت إحدى شركات المرافق الإسبانية، قبل الحدث بأيام، بأن الطاقة الشمسية والرياح نجحتا في توفير 40% من كهرباء البلاد خلال عام 2024.

ولم يكن يخطر ببال أحد من المسؤولين المتباهين أو أصحاب الشركات المتفاخرين أن بلادهم الأوروبية العريقة يمكن أن يعمّها الظلام الدامس الذي لا يكاد يُسمَع عنه في نشرات الأخبار إلّا في البلاد النائية والفقيرة.

شيطنة الوقود الأحفوري خطر

رغم انشغال المحللين بتفسير ما حدث في إسبانيا والبرتغال وبعض المناطق الفرنسية من منظورات تقنية فنية، فإن أبعادًا أخرى متصلة بسياسات الطاقة المتجددة في البلدين ما زالت غائبة عن التفسير، بحسب التحليل النقدي المنشور في موقع ذا هيل الأميركي (The Hill).

ويعزو التحليل هذا الانقطاع بشكل رئيس إلى هوس الحكومات بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري لصالح مصادر الطاقة المتجددة، لا سيما في إسبانيا التي تتنافس على قيادة هذا الاتجاه بين دول الاتحاد الأوروبي.

مشهد انقطاع التيار في إسبانيا 28 أبريل 2025
مشهد انقطاع التيار في إسبانيا 28 أبريل 2025 - الصورة من CNN

وعلى عكس ما يروّجه أنصار الطاقة المتجددة، يُحذّر التحليل من تكرار السيناريو الإسباني والبرتغالي في أوروبا خلال السنوات المقبلة إذا لم تصحح القارة العجوز مسارها وتعيد التقدير لمصادر الوقود الأحفوري الموثوقة في مزيج الكهرباء.

فإذا كانت السوق تحتاج إلى الوقود الأحفوري لتلبية الطلب على الطاقة لشعوب أوروبا، فلا يمكن تحقيق ذلك إلّا بمنح الحرية للشركات في ممارسة إبداعها للاستفادة من موارد القارة، بما في ذلك النفط والغاز للحفاظ على إضاءة شوارعها وتجنُّب الظلام الدامس هذه المرة.

وتشير حادثة البلدين إلى أن القارة العجوز ليست قادرة على تحمُّل تكاليف الاحتفاظ بموارد الطاقة في باطن الأرض كما يلحّ الاتجاه المُغرق في شيطنة الوقود الأحفوري.

وتتميز فيزياء النفط والغاز -كما يوضح أليكس إبستن في كتاب مستقبل الوقود الأحفوري- بالفاعلية من حيث التكلفة، بسبب ارتفاع كثافة الطاقة المولدة منها مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة، ما يؤدي إلى إنتاج عالٍ في نهاية المطاف.

تجارب من كاليفورنيا

عانت كاليفورنيا من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي أوائل عام 2020، وكان ذلك بسبب إخفاقها في بناء ما يكفي من محطات الكهرباء الجديدة.

وفي أغسطس/آب 2020، شهدت كاليفورنيا انقطاعات واسعة للتيار -أيضًا-، ولكن هذه المرة بسبب نقص التوليد من مصادر الوقود الأحفوري في الأوقات التي تنقطع فيها مصادر الطاقة المتجددة أو تغيب، بحسب التحليل، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع أن تزداد احتياجات الكهرباء في أميركا مع توسُّع ثورة الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات؛ ما يستلزم التفكير في مصادر الطاقة الموثوقة بصورة أكثر حذرًا من السابق.

ورغم ذلك، ما زالت الدعوات مستمرة من المنظمات البيئية والحقوقية لفرض لوائح أكثر صرامة لتقييد -أو منع- تطوير موارد الوقود الأحفوري واستعمالها في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأدت هذه الضغوط إلى استجابة بعض صنّاع السياسات في الولايات الأميركية، مثل ولاية نيويورك التي أقرّت حظرًا على أنظمة التبريد والتدفئة التي تعمل بالوقود الأحفوري في المباني الجديدة بداية من 2029.

كما تخطط كاليفورنيا لحظر بيع المركبات التي تعمل بالغاز الطبيعي بداية من عام 2035، ما يشير إلى أن حملات شيطنة الوقود الأحفوري ما زالت تجد من يستمع إليها من المسؤولين وأصحاب القرار، وهو ما يحذر منه الحقوقي الأميركي إيثان بليفنز كاتب التحليل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

تحليل نقدي لحملات شيطنة الوقود الأحفوري في أوروبا وأميركا

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خبير: تصعيد الحرب التجارية قد يؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي
التالى عاجل| توجيهات رئاسية بزيادة الإنفاق على تكافل وكرامة والحماية الاجتماعية والصحة والتعليم