عانى طفل ورجل من آثار لدغات العقارب السامة اليوم الجمعة، في حادثين منفصلين بمركزي الخارجة والفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، وذلك على خلفية الموجة الحارة الشديدة التي تجتاح المحافظة ومعظم أنحاء الجمهورية منذ بداية الأسبوع الجاري.
وصل إخطار رسمي إلى اللواء وليد منصور، مدير أمن الوادي الجديد، من إدارة شرطة النجدة يفيد بوصول مصابين بلدغات عقارب سامة إلى مستشفى الخارجة التخصصي ومستشفى الفرافرة المركزي، في تطور يعكس تأثير التغيرات المناخية على سلوك هذه المخلوقات الصحراوية.
تفاصيل الحادثين ومستجدات الحالة الصحية
كشفت التحقيقات الأولية أن الضحية الأولى هو الطفل محمد أبو العز الدغيدي، البالغ من العمر 12 عامًا والمقيم بقرية "أبو هريرة" التابعة لمركز الفرافرة، حيث تعرض للدغة عقرب سام داخل منزله بالقرية. كما أصيب حماد سيد حماد، البالغ من العمر 42 عامًا والمقيم بمدينة الخارجة، بلدغة عقرب سام في حي "عين الشيخ" بمدينة الخارجة.
جرى تقديم العناية الطبية العاجلة للمصابين وحقنهما بالمصل المضاد لسم العقرب، واستقرت الحالة الصحية للطفل المصاب، بينما رفض المصاب الثاني بمدينة الخارجة البقاء بالمستشفى رغم تعليمات ونصائح الطبيب المعالج بمستشفى الخارجة التخصصي.
ظاهرة متكررة تقلق سكان المحافظة
تُعد درجة الحرارة المرتفعة طاردة لكل ما تحت الأرض من عقارب وثعابين، خاصًة المتواجدين بالمناطق الريفية والصحراوية، وهو ما يفسر تكرار مثل هذه الحوادث خلال الأشهر الحارة من العام.
وتشهد محافظة الوادي الجديد، الواقعة في قلب الصحراء الغربية ، تحديات مستمرة مع هذه المخلوقات السامة نتيجة طبيعتها الصحراوية والمناخ القاسي الذي يسود المنطقة.
تحدٍ مستمر في الصحراء الغربية
تعاني محافظة الوادي الجديد تاريخيًا من مشكلة انتشار العقارب والزواحف السامة، حيث تمثل العقارب خطورة بالغة على حياة الأهالي ومواطني الوادي الجديد، وخاصة سكان القرى المتطرفة، حيث تسببت العقارب في وفاة العديد من الأطفال بعد تعرضها للدغاتها.
وتشتهر المحافظة بوجود أنواع مختلفة من العقارب الصحراوية التي تتكيف مع البيئة القاسية، وقد دفعت هذه المشكلة المزمنة بعض الشباب المصريين إلى تطوير مشاريع مبتكرة لاستخراج سم العقارب وإنتاج الأمصال المضادة محليًا.
إجراءات الطوارئ والاستعداد الطبي
تواصل مديرية الشئون الصحية بالمحافظة رفع درجة الاستعداد في جميع المستشفيات والوحدات الصحية لمواجهة الحالات الطارئة المرتبطة بلدغات العقارب والثعابين، خاصة مع استمرار الموجة الحارة، وتحتفظ المستشفيات بمخزون كافٍ من الأمصال المضادة لسموم العقارب لضمان التدخل السريع في حالات الطوارئ.
نصائح الخبراء للوقاية من اللدغات
ينصح الخبراء الطبيون سكان المناطق الصحراوية بضرورة اتخاذ احتياطات إضافية خلال فترات الحر الشديد، حيث تميل العقارب للخروج من جحورها بحثًا عن أماكن أكثر برودة.
ويشمل ذلك فحص الأحذية والملابس قبل ارتدائها، وتجنب المشي حافي القدمين في المناطق المظلمة، واستخدام أضواء كشف عند التنقل ليلاً.
كما يؤكد المختصون على أهمية التوجه الفوري إلى أقرب مستشفى في حالة التعرض للدغة عقرب، مع تجنب استخدام الطرق الشعبية في العلاج التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة.
تأثير التغيرات المناخية على النظام البيئي الصحراوي
تشير الملاحظات الميدانية إلى تزايد حوادث لدغات العقارب خلال السنوات الأخيرة، مما يطرح تساؤلات حول تأثير التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة على سلوك هذه المخلوقات الصحراوية وأنماط توزيعها الجغرافي.
وتستمر الجهات المختصة في مراقبة الوضع عن كثب، مع التأكيد على ضرورة توعية المواطنين بطرق الوقاية والتعامل الآمن مع البيئة الصحراوية، خاصة خلال أشهر الصيف الحارة التي تشهد نشاطًا متزايدًا لهذه الكائنات.