واصلت إسرائيل خطواتها الحثيثة لتقويض الوحدة الجغرافية والسكانية لفلسطين من خلال موافقتها على إنشاء آلاف الوحدات الاستيطانية ضمن مشروع E1 الذي يسعى إلى فصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية المحتلة، وهو ما يقوض جوهر فكرة حل الدولتين ويضعف فرص إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويرتبط المشروع مباشرة بمستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس، ويهدف إلى ربطها بالمدينة المقدسة، ما يخلق تواصلًا جغرافيًا بين التكتلات الاستيطانية الإسرائيلية، ويعزل التجمعات الفلسطينية خارج حدود القدس، محرمًا إياها من حقها التاريخي في المدينة.
ويُعد معظم المجتمع الدولي المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية؛ إذ تستمر إسرائيل في احتلال الأراضي منذ عام 1967.
بينما أعلنت الحكومة الإسرائيلية بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن خطط لتوسيع المستوطنات، في خطوة تُعتبر تهديدًا مباشرًا لإمكانية قيام دولة فلسطينية.
وبدأ مخطط E1 منذ عام 1999 على مساحة 12 ألف دونم، ويشمل مناطق متعددة حول القدس ضمن مشروع القدس الكبرى، أبرزها: “معاليه أدوميم شرقًا، جفعات زئيف شمالًا، وجوش عتصيون جنوبًا، ويهدف المشروع إلى إنشاء حي استيطاني جديد باسم مفسيرت أدوميم يضم أكثر من ثلاثة آلاف وحدة، إضافة إلى مدينة ملاهي وبحيرة صناعية وفنادق لجذب السياح وربط القدس الشرقية بمنطقة غور الأردن وصولًا للحدود الشرقية.
مخطط إسرائيلي
وتتضمن الخطط أيضًا ربط مستوطنة كيدار بمعاليه أدوميم، وإنشاء طريق باسم "نسيج الحياة" يربط التكتلات الاستيطانية، ويحول طريق القدس–العيزرية لخدمة المستوطنات ومنع الفلسطينيين من استخدامه، ما يعمق العزلة الجغرافية للقدس الشرقية.
كما يشمل المشروع تهجير التجمعات البدوية في النقب والأغوار منذ عامي 1948 و1967، بهدف تفريغ المناطق الشرقية من الوجود الفلسطيني، مع محاولات لتوفير بدائل سكنية في العيزرية وأريحا، إلا أن صمود الفلسطينيين حال دون تنفيذ هذه الخطط.
ويُعد المخطط مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني الذي يمنع نقل سكان الدولة المحتلة إلى الأراضي المحتلة، ويحرّم إجراء تغييرات دائمة فيها، حيث يؤدي تشييد المستوطنات إلى انتهاك حقوق الفلسطينيين وتهجير التجمعات السكانية البدوية من مناطقها التاريخية.
بهذا، يبرز مشروع E1 كأحد أكبر التحديات التي تواجه حل الدولتين، ويكشف كيف تعمل السياسات الاستيطانية الإسرائيلية على إعادة رسم الجغرافيا والهوية الفلسطينية في قلب القدس الشرقية.