رغم أنه لا يوجد غذاء يمكن اعتباره مثالياً على الإطلاق، فإن منتجات الصويا تقترب كثيراً من هذا التصنيف بفضل قيمتها الغذائية العالية وتنوع أشكال تناولها، ومن فول الصويا الكامل والإدمامي، إلى التوفو والتيمبيه، تتميز هذه الأطعمة بكونها مصادر نباتية غنية بالبروتين ومجموعة من المغذيات الضرورية لصحة الجسم، ومع ذلك ما زالت تدور حولها تساؤلات وشكوك تتعلق بسلامتها وأثرها على الصحة، مما يستدعي تناول الموضوع بموضوعية لتوضيح الحقائق ووفقا لـ ucla health هذه فوائدها وأضرارها:
القيمة الغذائية: لماذا تُعتبر الصويا خياراً صحياً؟
أحد أبرز مميزات الصويا هو محتواها العالي من البروتين، حيث يمنح نصف كوب من الإدمامي أو التوفو ما يقارب 10 غرامات من البروتين النباتي، وهو خيار مثالي للنباتيين والراغبين في تقليل استهلاك اللحوم. كما تحتوي منتجات الصويا على:
• دهون غير مشبعة مفيدة لصحة القلب، مع مستويات منخفضة من الدهون المشبعة مقارنة باللحوم ومنتجات الألبان.
• ألياف غذائية تصل إلى 8 غرامات في كوب من الإدمامي، ما يجعلها داعماً لصحة الجهاز الهضمي.
• البوتاسيوم بكمية تقارب 820 مليغراماً في كوب واحد، مما يساعد على ضبط ضغط الدم.
• الحديد الذي يعد ضرورياً لإنتاج خلايا الدم الحمراء، ما يجعل الصويا بديلاً جيداً للحوم الحمراء.
• مركبات نباتية فعالة مثل الفيتوستيرول الذي يساهم في خفض مستويات الكوليسترول، ومضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف.
تحذيرات تتعلق بالحساسية
ينبغي الانتباه إلى أن الصويا تُعد من الأطعمة المثيرة للحساسية، خصوصاً لدى الأطفال والرضع. قد تظهر أعراض مثل الطفح الجلدي أو التورم أو الحكة، لكن الخبر الجيد أن هذه الحساسية غالباً ما تختفي مع تقدم العمر.
البروتين النباتي وصحة القلب
تشير دراسات حديثة إلى أن الأشخاص الذين يعتمدون بنسبة 40% تقريباً من احتياجاتهم البروتينية على مصادر نباتية تقل لديهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 19% مقارنة بمن يعتمدون بشكل أساسي على البروتين الحيواني. كما أن استبدال اللحوم الحمراء والمعالجة بالصويا ومصادر نباتية أخرى قد يقلل من مستويات الكوليسترول ويساعد على التحكم بالوزن.
ومع ذلك، لا تُعتبر كل منتجات الصويا صحية على حد سواء؛ إذ تُستخدم الصويا أحياناً في تصنيع بدائل لحوم نباتية فائقة المعالجة، ورغم انخفاض نسبة الدهون المشبعة فيها، إلا أنها تحتوي على كميات كبيرة من الملح والمواد المضافة، ما يقلل من قيمتها الغذائية.
الصويا وسرطان الثدي: تفنيد شائعة شائعة
انتشرت مخاوف من أن استهلاك الصويا قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكن الأبحاث العلمية أثبتت عكس ذلك. هذه الشائعة انطلقت من حقيقة أن الصويا تحتوي على مركبات الإيزوفلافونات المشابهة لهرمون الإستروجين في تركيبها، وهو ما جعل البعض يعتقد أنها قد تؤثر في نمو الخلايا السرطانية. إلا أن الدراسات لم تجد أي دليل يثبت هذا الادعاء، بل أشارت بعض النتائج إلى احتمال دور هذه المركبات في خفض خطر الإصابة بالسرطان.
طرق عملية لإدخال الصويا إلى نظامك الغذائي
تتنوع منتجات الصويا وتتيح خيارات سهلة لإضافتها إلى وجباتك اليومية:
• الإدمامي: وجبة خفيفة مثالية يمكن تناولها مطهية على البخار أو إضافتها إلى السلطات وأطباق الخضار.
• التوفو: يمكن تفتيته وتحضيره بطرق متنوعة، مثل استخدامه في وصفات التاكو أو الصلصات الكريمية، أو تحميص مكعباته للحصول على طعم مقرمش.
• التيمبيه: مصدر بروتين نباتي غني، يمكن تقطيعه وشويه وإضافته للسندويشات كبديل للحوم الباردة.
• حليب الصويا: خيار رائع لتحضير العصائر أو تناوله مع حبوب الإفطار.
سواء اخترت التحول إلى نظام نباتي بالكامل أو مجرد تقليل استهلاكك للحوم ومنتجات الألبان، فإن دمج الصويا في نظامك الغذائي خطوة فعالة نحو صحة أفضل ونظام غذائي متوازن.