تكثّف الشركات المطوّرة لاكتشاف نفطي في ناميبيا عملياتها لبدء الإنتاج في غضون 4 سنوات، وسط سباق يجذب كبرى شركات النفط العالمية لاستغلال إمكانات البلاد الوفيرة.
ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُسرّع شركة أزول إنرجي (Azule Energy) -وهي مشروع مشترك بين شركتَي "بي بي" و"إيني"- عملياتها النفطية في ناميبيا، حيث يقع اكتشاف كابريكورنوس.
وتُنافس أزول إنرجي شركات، مثل توتال إنرجي، لتكون من أوائل الشركات التي تُنتج النفط الخام في ناميبيا الموصوفة بأنها إحدى أحدث المناطق الواعدة في العالم.
وتُقدّر احتياطيات النفط في ناميبيا بما يقرب من 11 مليار برميل؛ ما يؤهلها للانضمام إلى قائمة أكبر 15 منتجًا في العالم بحلول عام 2035.
اكتشاف نفطي في ناميبيا
تفاوضت شركة أزول إنرجي خلال العام الماضي (2024) على حصة في المربع "2914 إيه" في ناميبيا من شركة راينو ريسورسز المُشغّلة (Rhino Resources)، واكتشف الشركاء النفط في البئر كابريكورنوس في أبريل/نيسان 2025.
وصرّح الرئيس التنفيذي لشركة أزول، أدريانو مانجيني، بأن اتخاذ قرار الاستثمار النهائي بشأن المشروع بنهاية العام المُقبل (2026) أمرٌ صعب، ولكنه مُمكن، ما يعني أن الإنتاج يُمكن أن يبدأ بحلول عام 2029، وفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وهذا من شأنه أن يتماشى مع خطط التطوير المُحتملة لشركة توتال إنرجي؛ وقد حوّلت الاكتشافات التي حقّقتها توتال وشل في ناميبيا قبل 3 سنوات، البلاد إلى وجهة استكشاف جذابة.
لكن التوقعات ضعفت جزئيًا بسبب سلسلة من الإخفاقات الأخيرة في عمليات التنقيب، وتخفيض شركة شل لقيمة أصولها بقيمة 400 مليون دولار بسبب تحديات فنية وجيولوجية.
مع ذلك، أعرب الرئيس التنفيذي لشركة أزول، أدريانو مانجيني، عن ثقته باكتشاف أزول وشريكتها، وقال في مقابلة أُجريت معه في ويندهوك، عاصمة ناميبيا، إنهم "بدأوا في دراسة تطوير كابريكورنوس".
وأضاف: "نحن مستعدون للبقاء في ناميبيا لسنوات عديدة؛ لأننا نعرف ما لدينا بالفعل".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح الرئيس التنفيذي لشركة راينو ريسورسز، ترافيس سميثارد، بأن الشركة "تطمح" إلى أن تكون أول شركة تُنتج النفط في ناميبيا.
وأضاف مانجيني أن شركة أزول، التي تأسست في أنغولا عام 2022، لديها خيار تولي إدارة هذا الاكتشاف خلال مرحلة التطوير، وأن المناقشات جارية، قائلًا: "نحن نسير بخطى مثمرة، وبتعاون كامل"، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.
اكتشاف النفط في حوض أورانج
في 24 أبريل/نيسان 2025، أكدت شركة إيني النتائج الأولية للبئر كابريكورنوس إكس-1، في حوض أورانج بناميبيا، التي أعلنتها شركة راينو ريسورسز المشغلة.
وحُفرت البئر كابريكورنوس في 17 فبراير/شباط 2025، باستعمال سفينة الحفر نوبل فينتشرر، ووصلت إلى العمق الكامل في 2 أبريل/نيسان 2025، لتخترق بنجاح هدف العصر الطباشيري السفلي.
وعُثِر في البئر على 38 مترًا من الطبقة النفطية الصافية، مع إظهار الخزان خصائص بتروفيزيائية جيدة وعدم وجود أي تلامس ملحوظ للماء، وفق ما جاء في البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وجُمعت عينات من الهيدروكربونات وعينات من جدرانها الجانبية من خلال عمليات تسجيل مكثفة باستعمال خطوط الأنابيب.
بالإضافة إلى تسجيل خطوط الأنابيب، أكملت البئر بنجاح اختبار إنتاج عبر الخزان الحامل للنفط الخفيف.
وتُشغل شركة راينو ريسورسز رخصة استكشاف النفط رقم 85 (PEL85)، حيث حُفرت البئر، بحصة عاملة تبلغ 42.5%.
أما الشركات المشاركة فهي أزول إنرجي التي تمتلك حصة 42.5%، ونامكور (Namcor) بحصة 10%، وكوريس إنفستمنتس (Korres Investments) بحصة 5%.
توتال إنرجي في ناميبيا
من جانبها، تواصل شركة توتال إنرجي الفرنسية معالجة "المشكلات" مع حكومة ناميبيا الجديدة، في الوقت الذي تسعى فيه الشركة العملاقة إلى تمهيد الطريق لمشروع فينوس النفطي الضخم في المياه العميقة لحوض أورانج.
ففي أبريل/نيسان 2025، زار الرئيس التنفيذي لتوتال إنرجي، باتريك بويانيه، الرئيسة نيتومبو نداندي-ندايتواه في ويندهوك، بعد توليها منصبها بمدة وجيزة، لمناقشة الشروط المالية اللازمة، لدعم ما قد يكون أول مشروع نفط أو غاز يُطلق في البلاد.
وفي حديثه مع المحللين خلال مؤتمر هاتفي أجرته توتال إنرجي لنتائج الربع الثاني في منتصف يوليو/تموز 2025، قال بويانيه: "تلقيت رسالة تطلب منا المشاركة في النقاش"، مضيفًا: "إنها حكومة جديدة، وهم على استعداد تام لتطوير صناعة النفط".
وأكد بويانيه ضرورة معالجة "المشكلات" لتجنّب أي خلافات، إذ يتعيّن تحقيق التوافق مع حكومة ناميبيا قبل إطلاق مشروع فينوس النفطي الضخم، بحسب ما نقلته منصة "أبستريم أونلاين" (Upstream Online).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- تسريع تطوير اكتشاف نفطي في ناميبيا، من وكالة بلومبرغ.
- اكتشاف نفطي في ناميبيا، من الموقع الرسمي لشركة إيني.
- تطورات عمليات توتال إنرجي في ناميبيا، من منصة "أبستريم أونلاين".
