تشهد الساحة الإسرائيلية والإقليمية تصاعدًا في التوترات عقب مصادقة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة، في خطوة وُصفت بأنها أخطر تصعيد ميداني منذ اندلاع الحرب، وسط خلافات حادة داخل المؤسسة السياسية والأمنية وتحذيرات دولية من تداعيات إنسانية خطيرة.
قرارات الكابينت وأهداف العملية
وافق الكابينت على خطة تقضي بالسيطرة على مدينة غزة وإخلاء سكانها بالكامل بحلول السابع من أكتوبر المقبل، مع إدخال المساعدات الإنسانية في المرحلة الأولى، ونقل السكان إلى الجنوب في المرحلة الثانية.
كما حددت الخطة خمسة أهداف رئيسية لإنهاء الحرب:
1. نزع سلاح حماس.
2. إعادة جميع الأسرى، أحياءً وأمواتًا.
3. نزع سلاح قطاع غزة بالكامل.
4. فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع.
5. إنشاء إدارة مدنية بديلة ليست حماس ولا السلطة الفلسطينية.
انقسام داخلي حاد
القرار أثار خلافات داخل الحكومة والجيش؛ إذ حذر رئيس الأركان من صعوبة السيطرة طويلة الأمد على غزة، فيما وصف زعيم المعارضة يائير لابيد الخطة بأنها "كارثة" ستجر إسرائيل إلى احتلال طويل بلا أهداف واضحة.
كما شهد اجتماع الكابينت مشادة بين نتنياهو والمستشارة القضائية للحكومة التي حذرته من أن الاحتلال يعني تحمل المسؤولية القانونية عن السكان، فردّ نتنياهو مؤكدًا أنه يسعى لـ "السيطرة" وليس "الاحتلال"، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام محاولة لتجنب تبعات قانونية دولية.
مواقف دولية متباينة
أثارت الخطة ردود فعل دولية غاضبة، حيث حذرت أستراليا وسلوفينيا ومصر من كارثة إنسانية، معتبرين أن التهجير القسري ينتهك القانون الدولي.
من جهته، أبدى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو دعمًا لإسرائيل في القضاء على حماس، مؤكدًا أن السلام في غزة مستحيل بوجود الحركة، فيما طالبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني بالعصيان العام رفضًا للخطة.
مواقف المقاومة والوساطات
حذرت حماس من أن الاحتلال سيكلف إسرائيل أثمانًا باهظة، مؤكدة أن شعب غزة "عصيّ على الانكسار".
وفي موازاة ذلك، يعمل وسطاء من مصر وقطر على طرح إطار جديد لاتفاق يشمل الإفراج عن جميع الأسرى مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع، وتشكيل إدارة عربية فلسطينية تشرف على إعادة الإعمار، مع تجميد سلاح حماس دون استخدامه.
في النهاية تمضي إسرائيل نحو تنفيذ خطتها العسكرية، يبقى الميدان مهددًا بانفجار أكبر، خاصة في ظل انقسام القرار الإسرائيلي، وضغط المجتمع الدولي، وتنامي المبادرات الدبلوماسية التي تحاول تجنب سيناريو الاحتلال الكامل لغزة.