أخبار عاجلة

«أحمديات»: رحلة على الطريق

«أحمديات»: رحلة على الطريق
«أحمديات»: رحلة على الطريق

فى البداية أحب أن أوجه رسالة شكر للشعب المصري وخاصة سائقي السيارات بمختلف أنواعها على الطريق لوقوفهم بجواري ودعمي كل حسب إمكانياته مما أدى إلى حصولي على هذه الجائزة الدولية.

ففي أحد الأيام استيقظت مبكرا واستقليت سيارتي وتوجهت بها إلى أحد الطرق المحورية حيث أنني مكلف بعمل مأمورية في عملي لإحدى المحافظات القريبة انطلقت بالسيارة وبدأت الرحلة إلى أن وصلت إلى أول الطريق المحوري وجدت يافطة كبيرة مضيئة مطمئنة مكتوب عليها توصل بالسلامة سعدت كثيرا بهذه الكلمات الجميلة في الصباح الباكر وفي بداية الطريق.

وما إن استلمت الطريق فوجئت بكمية كبيرة من المياه والرزاز تخرج من كل السيارات التي أمامي وبجانبي وتلتصق على سيارتي فركزت في هذا الأمر واعتقدت أن هناك أمطار فنظرت إلى السماء فكانت صافية ولا توجد سحب ولا أي دلالة على وجود أمطار مما جعلني أركز في هذه المياه والرزاز الملتصق على السيارة إلى أن اتضح لي أن معظم أو كل قائدي السيارات والذين معهم عفوا يقوموا بفتح شبابيك سياراتهم والبصق منها عذرا للقارئ ولكن هذا ما حدث.

طبعا لم يكن بإمكاني العتاب فالكل يفعل ذلك على الطريق حاولت تشغيل المساحات لإزالة هذا الرزاز الكثيف دون فائدة فقد كانت المادة قوية ولاصقة بعدها بدقائق فوجئت بكميات كبيرة من المناديل تتطاير في الهواء وتخرج من شبابيك العربات ومعها كميات ضخمة من أكياس القمامة.

الشيء العجيب أن كل شيء كان يستقر على سيارتي ويلتصق بقوة في المادة الرزازية الموجودة على سيارتي مما اضطرني إلى تهدئة السيارات والتوجه إلى يمين الطريق للوقوف وإزالة هذا الكم الرهيب من الرزاز والمناديل الورقية وأكياس القمامة والتي التصقت على السيارة من كل الأجناب حاولت جاهدا ولم أفلح فهي تحتاج إلى مجهود كبير ولضيق الوقت وتوقيت المأمورية بالكاد أوجدت مساحة لأشاهد منها الطريق.

وقلت لا داعي للعطلة ولا داعي للانزعاج وطالبت نفسي بالهدوء لاستكمال الطريق وطبعا لم أسلم من أصدقاء الطريق وكلماتهم بعد ما يشاهدوا هذا المشهد وشكل العربة الذي تحول إلى سيارة جمع القمامة استمرت في السير بهدوء وأدعو ربنا أن أصل بالسلامة وإنهاء مأمورية العمل.

وثوان قليلة وجدت سيلا من علب الكانز الفارغة وعلب عصائر كرتون تتطاير في الهواء وبرضه من قائدي السيارات المحيطة والتي أمامي وتلتصق سريعا بسيارتي نظرا لوجود هذه المادة اللاصقة القوية والتي ازدادت قوتها بعد التصاق المناديل الورقية وبقايا الأطعمة وتجمعت كميات كبيرة من الكانزات وعلب الكرتون على السيارة.

توقفت مرة أخرى لأشاهد ما حدث بالعربة فقد تكون شكلا غريبا بعد وجود كل هذه المكونات حتى بدت ملامح السيارة تتغير وتختفي تفاصيلها ودون فائدة حاولت إزالة أي شيء ولكنني حافظت على القدر القليل الذي أرى منه الطريق وفي ذهني دائما المأمورية والوقت هما الهدف ولكنني لم أسلم من الضحكات العالية لكل قائدي السيارات من حولي لما يشاهدونه في هذه العربة التي تسير على الطريق.

وتمهلت في سيري على يمين الطريق إلى أن حدث شيء صعب جدا كانت أمامي سيارة نقل كبيرة محملة بأسياخ حديد طويلة تخرج من حدود أبعاد المقطورة وغير واضحة وقفت السيارة فجأة أمامي ولم أفق إلا بعد أن وجدت نفسي مازلت حي وأن أسياخ الحديد دخلت من الزجاج الأمامي حتى خرجت من الزجاج الخلفي وبمعجزة إلهية وبمشيئة الله لم تدخل الأسياخ في رقبتي أو جسدي.

وفوجئت بالسائق ينزل مسرعا مبتسما مقهقها واضح جدا أنه ليس في وعيه يقول لي ببساطة الحمد لله جت سليمة ويقهقه بصوت عالي وقال لي يلا عشان نخرج الأسياخ من عربيتك عشان نشوف شغلنا بدأت أفقد جزء من أعصابي وأمام عيني المأمورية اللي لازم تخلص لأهميتها.

ونزلت من السيارة بحركات بهلوانية لتفادي أسياخ الحديد وقمنا بإزاحتها ورجعنا عربيتي للخلف حتى تخرج جميع الأسياخ وبمجهود كبير تمت العملية ولكن السيارة أصبحت وكأنها تعرضت لقذائف وكميات كبيرة من الطلقات وفرغت أجزاء كثيرة من الزجاج الأمامي والخلفي.

وقهقه السائق وهو ينصرف ويقول لي عربيتك بقت مكيفة وحيدخلك هوا طبيعي أنا كنت فاكرك كوم زبالة ده منظر عربية قلت في نفسي عندك حق فمنظر السيارة تغير تماما وأصبحت شيء غريب رزاز لاصق لو استخدم في المصانع لأصبح من أجود المواد اللاصقة في العالم وكميات من الورق والمخلفات وكانزات فارغة وعلب عصير كارتون وزجاج مثقوب كل ده يسير على أربع عجلات ومادام الموتور داير قررت أن أتحرك إلى أن.. انتظرونا ده اللي حنعرفه في المرة القادمة مفاجآت كثيرة في رحلة على الطريق.

إلى اللقاء..

قرمشة

عن الرضا
لا تقلل من شأنك فهناك من يراك كبيرا ولا تقلل من رزقك فهناك من لا يملك تذكر دائما الأدنى لعلك ترضى يا عبدي ارض بقدري فسأعطيك من قدري.

عن القلوب..
عجبا لإتلاف القلوب تعيش مع من فارقها وتموت مع من تعيش فهي تزهو بمن يحتويها فإياكم وقسوة القلوب.

تحياتي منتظر تعليقاتكم وآرائكم ومشاركتكم فهي معيار النجاح والداعم لاستكمال المسيرة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جماعة سلا: مساهمة في اقتناء سيارة اسعاف وتوزيع حوالي 74.5 مليون درهم على المقاطعات الخمس
التالى التحقيق فى وفاة "إسراء" عروس حلوان داخل مركز تجميل بالعجوزة بسبب خطأ طبى