في مثل هذا اليوم، تنيحت القديسة بائيسة التائبه ، التي وُلِدَت في منوف لعائلة غنية ومؤمنة بالله. بعد وفاة والديها، كرَّست منزلها لخدمة الغرباء والمحتاجين، وكانت تستقبل كل من يلجأ إليها لتساعده وتسد احتياجاته. لكن عدو الخير، الذي لا يترك أحداً في حاله، نجح في التأثير عليها من خلال بعض الأشرار الذين أفسدوا قلبها تدريجيًا. وبمرور الوقت، انتهى بها الأمر إلى حياة الخطية، وتحول منزلها من مكان للخير إلى مكان للفساد.
نبذه عن القديسة بائيسة التائبه
عندما علم شيوخ برية شيهيت بما حدث لها، شعروا بحزن شديد وأرسلوا القديس أنبا يوحنا القصير لمساعدتها على العودة إلى الله وإنقاذ نفسها. قبل أنبا يوحنا دعوتهم وطلب منهم دعمًا بصلواتهم ثم توجه إلى مكان إقامتها. عندما وصل، طلب من خادمتها أن تخبرها بوجوده. وبمجرد أن علمت القديسة بائيسة التائبه بقدومه، تجهزت لمقابلته واستدعته إليها.
القديسة بائيسة التائبه
دخل القديس وهو يرتل: “إذا سرت في وادي الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي.” وعندما جلس أمامها، سألها بنبرة مؤثرة: “لماذا استهنت بالسيد المسيح وأتيت هذا الأمر الرديء؟” اهتزت القديسة بائيسة التائبه من كلامه الصادق والمؤلم، حيث بدأ يبكي مما زاد من تأثير حديثه عليها. عندما سألته عن أسباب بكائه، أجاب: “لأني أرى الشياطين تلعب بوجهك، وهذا ما يجعل قلبي يحزن عليك.” بصدمة واضحة، سألت القديسة يوحنا: “هل يمكنني التوبة؟” فأجابها قائلاً: “نعم، ولكن ليس هنا.” وافقت على ترك المكان وألتمست منه أن يأخذها إلى أي مكان يراه مناسباً.
القديسة بائيسة التائبه فى أديرة الراهبات بالقرب بجبل شيهيت
أخذها القديس إلى أحد أديرة الراهبات بالقرب من جبل شيهيت، وهناك قال لها: “نامي هنا.” بينما ابتعد هو عنها وصلى صلاة منتصف الليل. أثناء الصلاة، رأى رؤيا رائعة؛ عمود من نور ينزل من السماء ويتصل بالأرض، وكانت هناك ملائكة تحمل روح القديسة بائيسة. عندما اقترب منها وجدها قد فارقت الحياة. فتضرع إلى الله طالباً أن يوضح له مصيرها. فجاءه صوت سماوي يقول: “لقد قُبلت توبتها منذ اللحظة التي ندمت فيها.”
بعد أن دفنها، عاد إلى الشيوخ وأخبرهم بما حدث، فمجدوا الله الذي يقبل توبة عباده ويغفر خطاياهم مهما كانت عظيمة. لتكن بركة صلاة القديسة بائيسة معنا جميعًا، آمين. ولله المجد دائمًا وأبدياً، آمين.
