يعكس تطوير محطة هيدروجين أخضر في دولة أوروبية اتجاهًا جديدًا في تبنّي مفاهيم الطاقة النظيفة، إذ يعدّ نتاج تعاون مثمر بين المزارعين وشركة محلية متخصصة.
ففي منطقة أخترهوك ذات الطابع الريفي في هولندا، تستعد 6 عائلات زراعية للانخراط في تطوير محطة الهيدروجين لتخفيف الضغط على شبكة الكهرباء الوطنية.
ورغم أن مشروعات الهيدروجين تشهد نموًا فعليًا يومًا بعد يوم، فإن هذه المحطة تأخذ طابعًا خاصًا بتضافر جهود التطوير بين المزارعين وشركة كوستر إنرجي (Kuster Energy).
وتستفيد المحطة من الكهرباء النظيفة المولدة من مشروعات طاقة متجددة، بعد تأمين الدعم اللازم، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
مشاركة المزارعين في التطوير
تشارك 6 عائلات من المزارعين في تطوير محطة هيدروجين أخضر يخطَّط أن تُنتج 500 ألف كيلوغرام سنويًا، بمنطقة أخترهوك الهولندية.
ويكفي الإنتاج المتوقع تأمين الوقود اللازم لتشغيل 85 حافلة نقل عام سنويًا، لمسافة تصل إلى 6 ملايين كيلومتر دون إطلاق انبعاثات، حسب معلومات نشرها موقع ويند باور إن إل.
وتتعاون العائلات الـ6 مع شركة "كوستر إنرجي" المعنية بحلول الطاقة في عملية بناء المحطة، بهدف تعزيز مرونة الشبكة وخفض حدّة الضغط عليها.
ويخطط المطورون لتأمين إمدادات كهرباء نظيفة تُغذّي أجهزة التحليل الكهربائي في المحطة، عبر:
- محطة "دين تول" للرياح (تضم 9 توربينات، قدرة كل توربين 3.67 ميغاواط).
- محطة "زونيويلغ" للطاقة الشمسية، بقدرة 16 ميغاواط.
وتوفّر محطّتا الرياح والطاقة الشمسية "العنصر الرئيس" في عملية الإنتاج بمحطة هيدروجين أخضر، التي يبدو أنها ستحمل اسم مبادرة "إتش تو أخترهوك".
ويوجّه المتعاونون إمدادات الهيدروجين المنتجة لصالح استعمالات في قطاعَي النقل والبنية التحتية.
خطة التشغيل
يخطط الشركاء لبناء محطة الهيدروجين الأخضر عند قاعدة توربين رياح في مزرعة "دين تول"، التي تُجاوِرها محطة الطاقة الشمسية "زونيويلغ".
وتضم المحطة: "جهاز تحليل كهربائيًا، وضواغط، ومرافق للتخزين على نطاق محدود"، وتتولى شركة "كوستر إنرجي" توزيع إمدادات الهيدروجين الأخضر لعملاء شرق هولندا.
وتسعى الشركة لجذب العملاء وبيع إنتاج المحطة من الوقود النظيف، بالترويج إلى أن الإنتاج المحلي للهيدروجين يلبي الطلب الآخذ بالارتفاع دون إطلاق انبعاثات.
ورغم توفير هذا الدعم، فإن تكلفة بناء وتشغيل وربط المحطة بالشبكة مرتفعة، ما يشكّل تحديًا أمام تحالف المزارعين وشركة "كوستر إنرجي"، خاصةً أن مكاسب إنتاج الهيدروجين في المراحل الأولية للتطوير تكون "محدودة" عادةً.
وتعتزم الأطراف المتعاونة بدء الإنتاج من المحطة بحلول نهاية عام 2027، وفق خطة تأمين الدعم الحكومي من خلال برنامج "أو دبليو إي" للمبادرة.
مبادرة تعاونية بدعم حكومي
تشكّل المحطة تطبيقًا عمليًا لمبادرة "إتش تو أخترهوك"، وتُظهر تعاونًا بين الشركات والأفراد لدعم تحول الطاقة، طبقًا لموقع إنوفيشين أوريجين "آي أو بلس".
ومن المقرر أن تحصل المحطة على دعم برنامج إنتاج الهيدروجين الأخضر (أو دبليو إي OWE)، بقيمة متوقعة قد تصل إلى 10 ملايين يورو (11.6 مليون دولار أميركي)، حسب تأكيد وكالة المشروعات الهولندية (آر في أو RVO).
(اليورو = 1.16 دولارًا أميركيًا).
وكان اختيار الحكومة الهولندية قد وقع -في يوليو/تموز الماضي- على 11 مشروعًا جديدًا، لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر عملية التحليل الكهربائي، وفق تفاصيل نشرها موقع إنرداتا.
وخصصت الحكومة ما يزيد على 700 مليون يورو لتقديم الدعم لنوعية المشروعات المذكورة، من خلال برامجها، شريطة التزام المطورين بإكمال المشروعات حتى منتصف عام 2030.
حل لمعضلة المياه
لم تكن محطة هيدروجين مبادرة "إتش تو أخترهوك" أول المشروعات ذات الصلة التي تُظهر تعاونًا من المزارعين.
وسبق أن ركّز المزارعون جهودهم لحماية المياه العذبة في جزيرة تيكسل الهولندية، عبر استعمال التقنيات المبتكرة في تحسُّن استعمال المياه الجوفية المخزّنة بالجزيرة.
واستهدفت هذه المبادرة تحقيق أقصى استفادة من مياه الأمطار، خاصة خلال مواسم الجفاف، ما يشكّل حلًا نموذجيًا لمعضلة نقص المياه، وتطبيقًا لحماية الزراعة المستدامة من التغيرات المناخية.
وشكّل المزارعون كيانًا للمياه العذبة في الجزيرة، في ديسمبر/كانون الأول نهاية العام الماضي، يسلّط الضوء على تخزين المياه الجوفية، وفق ما نقله موقع هيدروجين سنترال.
ورغم أن مبادرة تخزين المياه العذبة في جزيرة تيكسل الهولندية تعدّ منفصلة عن مشروع محطة هيدروجين أخضر بدعم 6 عائلات مزارعين، فإنه يعكس دور التكامل بين الشركات والسكان والدعم الحكومي.
وقد يتطور الأمر مستقبلًا بتعزيز الاستفادة من الجهود التعاونية والمجتمعية، وإعادة توجيه المياه العذبة المخزّنة لأغراض زراعية لتؤدي دور "المورد الرئيس" لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
