كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تفاصيل خطة احتلال قطاع غزة التي يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عرضها على "الكابينيت"، المقرر عقده في وقت لاحق اليوم الخميس.
وتابعت الصحيفة أن نتنياهو يصر على تنفيذ الخطة، بالرغم من معارضة رئيس الأركان إيال زامير، وعائلات المحتجزين الإسرائيليين، وتحفظات عدد من المسئولين السياسيين، أبرزهم جدعون ساعر وزير خارجية الاحتلال، وأرييه درعي، فيما تشير تقارير إلى احتمال تقديم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرة إنسانية جديدة قد تغير المعادلة.
ووفقًا لما تسرب من الخطة التي يروج لها نتنياهو، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لتنفيذ عملية برية واسعة النطاق داخل قطاع غزة تمتد على مدار 4 إلى 5 أشهر، وتشمل السيطرة على غزة بكاملها، بالإضافة إلى احتلال المخيمات المركزية وسط القطاع، باستخدام 4 إلى 6 فرق عسكرية (ألوية)، في واحدة من أوسع العمليات البرية التي تشهدها غزة منذ سنوات.
وكجزء من هذا المخطط، ستواصل إسرائيل سياسة دفع السكان المدنيين جنوبًا، وتحديدًا نحو منطقة المواصي التي تُوصف بالممر الإنساني، بهدف تشجيعهم على مغادرة القطاع، في خطوة تصفها جهات حقوقية دولية بأنها ترقى إلى "الترحيل القسري"، وقد بدأت هذه السياسة بالفعل عبر إصدار إنذارات لسكان حي الزيتون في غزة بإخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا.
وتابعت الصحيفة أن رئيس الأركان الإسرائيلي أعرب عن تحفظات واضحة خلال اجتماع أمني جرى مؤخرًا، محذرًا من تداعيات هذه العملية.
وحذر زامير من أن الاحتلال الكامل للقطاع قد يؤدي إلى المساس بحياة المحتجزين الإسرائيليين في غزة، بالإضافة إلى تعرض القوات العسكرية إلى إنهاك شديد.
وتابعت الصحيفة أنه رغم معارضته، أكد زامير استعداده لتنفيذ أي قرار يصدر عن المستوى السياسي، وطرح جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الاجتماع خيارين، الأول هو الاجتياح الكامل، والثاني هو خطة الحصار والتطويق، التي تحظى بدعم زامير وتعتبر أقل مخاطرة، إلا أن نتنياهو يفضل الخيار الأول ويضغط لاعتماده.
وأعرب نتنياهو خلال مداولات داخلية عن قناعته بأن "الأساليب السابقة فشلت في تحرير المحتجزين"، وأن "احتلال القطاع بالكامل سيعزز بشكل كبير فرص استعادتهم"، لهذا السبب، يسعى لطرح الخطة بشكل رسمي أمام الكابينيت الأمني للحصول على الموافقة.
وتوقعت الصحيفة أن يستمر اجتماع الكابينيت لقرابة 5 ساعات مع ترجيحات بأن تمتد الجلسة إلى ما بعد منتصف الليل.
ورغم أن التقديرات داخل حكومة الاحتلال تشير إلى احتمال تمرير أي مقترح يقدمه نتنياهو، إلا أن أصوات المعارضة قد تظهر من جانب وزير الخارجية جدعون ساعر، وكذلك أرييه درعي رئيس حزب شاس، الذي لا يملك حق التصويت لكونه لا يشغل منصبًا وزاريًا فعليًا.