"مقابر اللاتين".. تحفة فنية نادرة تؤرخ للجالية اليونانية بالأسكندرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عرفت الإسكندرية بالمدينة الكوزموبوليتانية، حيث عاش على أرضها الكثير من أبناء الجاليات الأجنبية بثقافاتهم المتنوعة وأستقروا فيها مع أسرهم، ومن أهم الجاليات التى كانت متواجدة بأعداد كبيرة هى الجالية اليونانية، والتي جاءت إلى مصر منذ عهد محمد على باشا للتجارة، وأصبح هناك أجيالا عديدة من اليونانيين مندمجين مع الشعب المصرى، ومن ضمن الأثار الخاصة بالجالية اليونانية هي مقابر اللاتين الموجودة على شارع أبى قير أو طريق الحرية بالإسكندرية، والتي تُعتبر تحفة فنية تضم تماثيل نادرة لأبناء الجالية اليونانية.

محمد علي

قام محمد على بتخصيص الأرض التى سميت حينها بالسبع طوائف، في منطقة الشاطبي لتكون مقابر لأبناء الجالية اليونانية الذين جاءوا الى مصر وعاشوا فيها سنوات طويلة واصبح لهم تواجد ومقابر خاصة بهم، وتقع مساحة المكان فى حوالي ثلاثة آلاف فدان تقريبا، حيث يحرص  اليونانيين على زيارة المكان خلال أجازتهم بالإسكندرية، وقد سميت بالسبع طوائف نظرا لوجود مدافن لطوائف متعددة مثل الطائفة الكاثوليكية واليونان الأرثوذكس  والمارون والأرمن وغيرها.

تضم المقابر العديد من المشاهير المدفونين بها، مثل الشاعر اليوناني قسطنطين كفافيس صاحب رباعيات الإسكندرية، وقبر رجل الأعمال الشهير اسطاسي، وقبر الخواجة أنطاونيادس بالإضافة لوجود قبر بوتي الإيطالي أول مدير للمتحف اليوناني الروماني.

مقابر اللاتين

كما يوجد مقابر عائلة بيهنا فى مقابر اللاتين، وهم أصحاب بيهنا فيلم التي تعتبر أول وأكبر شركة توزيع سينمائي فى الشرق وليس فى مصر فقط، وكان مكتب الشركة فى عمارة مونفراتو فى المنشية اما السكن ففى شارع البطالسة بالفيلا المواجهة للمركز الثقافى الألمانى (فيلا أيفر جرين الآن).

استعان عدد من المخرجين بمشاهد لمقابر اللاتين منها فيلم "الاعتراف الأخير" عام 1978 حيث تم الاستعانه بأحد شواهد القبور فى المقبرة، وقد تم تصوير العديد من مشاهد الفيلم، وهو من بطولة الفنان نور الشريف ونيلى وتم تصنيفه فيلم رعب نظرًا لما تقدمه القصة من أحداث لفتاه متوفيه تعود للحياه بملابس بيضاء لتقابل حبيبها وتعترف له بحبها وتوضح له حقائق لم يكن يعرفها عن زوجته وهو من إخراج وفكرة أنور الشناوى، ومن أشهر المقابر أيضًا بمقابر اللاتين، مقبرة الملاك النائم والتى تظهر فيها فتاه نائمة وبجوارها ملاك يحذر المارة من الحديث حتى لا يزعجوا الطفلة اثناء النوم.

تعتبر المقبرة ضمن البرنامج السياحى الخاص باليونانيين الذين يأتون خصيصا، خاصة ممن لهم جذور فى الأسكندرية، حيث يأتون لزيارة قبور أجدادهم واستعادة ذكريات الطفولة.