في خطوة مهمة وتاريخية، أعلن المجمع المقدس لكنيسة اليونان، في 15 يوليو 2021، قداسة واحد وخمسين قديسًا جديدًا. جاء هذا الإعلان بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لاستشهاد البطريرك المسكوني غريغوريوس الخامس (+10 أبريل 1821)، حيث جاء القرار بعد دراسة مستفيضة من اللجنة المجمعية للقضايا القانونية والعقائدية، واعتمادًا على مقترحات من عدد من المطارنة.
إحياء ذكرى البطريرك والشهداء السبعة
شمل القرار إدراج سبعة متروبوليتين أُعدموا مع البطريرك غريغوريوس الخامس في 1821 ضمن قائمة القديسين، وهم: أوجينيوس أنخيالوس ويوسف من تسالونيكي وغريغوريوس من ديركوي وديونيسيوس على أفسس ودوروثاوس الأدرياتي وأثناسيوس نيقوميديا ويوانيكيوس على أسقفية تورنوفو
سيُحتفل بذكراهم سنويًا في العاشر من أبريل.
تكريم شهداء مذبحة خيوس 1822
كما أعلن المجمع قداسة 43 شهيدًا من رجال الدين والرهبان والعلمانيين الذين استشهدوا خلال مذبحة جزيرة خيوس عام 1822. تم اقتراح هذا القرار من قبل المطران ماركوس، مطران خيوس، ويُقام تذكارهم كل عام في كنيسة خيوس المتروبوليتانية في أحد المشلولين.
تضمنت القائمة شخصيات روحية بارزة مثل: المتروبوليت بلاتون ورئيس الشمامسة مكاريو والكهنة: خريستوفوروس، جورج، قسطنطين وعدد من رؤساء الأديرة والرهبان من دير نيا موني ودير فريتو والشمامسة جورج ويوحنا
هذه الأسماء تمثل عينة من التضحيات الروحية التي قدمتها الكنيسة في سبيل الإيمان والوطن.
إعلان قداسة الكاهن والمربي أناستاسيوس غورديوس
بناءً على اقتراح المطران جورج من كاربينيسي، قرر المجمع أيضًا إعلان قداسة القديس أناستاسيوس غورديوس (+1729)، وهو كاهن ومربٍ بارز عرف بلقب “معلم الأمة الحكيم”. سيتم الاحتفال بتذكاره في السابع من يونيو من كل عام، يوم رقاده.
معجزات وشهادات حية
أشار المطران جورج إلى أن ملف التقديس استند إلى شهادات كثيرة عن معجزات شفاء حدثت بشفاعة القديس، أبرزها: شفاء مريض في المستشفى بعد تكريم جمجمته المباركة وظهور القديس لزوجين ساعدهما في الإنجاب بعد سنوات من العقم
تكريم واسع النطاق
ذكر المطران أن القديس يُكرّم منذ سنوات في كنيسته، وأن جمجمته عطرة بشكل خارق، كما تنتشر أيقوناته في اليونان وعلى جبل آثوس، ما يعكس شعبيته وتقديسه في قلوب المؤمنين.
خطوة تعكس الوفاء التاريخي والروحي
يؤكد هذا الإعلان الروحي أن الكنيسة اليونانية لا تنسى شهداءها، وتواصل تكريم من قدموا حياتهم من أجل الإيمان والوطن. كما يعزز القرار من حضور القديسين في الوعي الشعبي، ويشجع على الاقتداء بسيرهم الروحية والتزامهم الرسولي، خاصة في أوقات الأزمات التي تمر بها المجتمعات.
