تحذيرات طبية من "تيار خفي" يروج للسجائر الإلكترونية بين الأطفال والمراهقين

حذر أطباء وخبراء صحة من تنامي ظاهرة خطيرة تهدد صحة الأجيال الأصغر سنًا، تتمثل في انتشار محتوى رقمي على مواقع التواصل الاجتماعي يصوّر السجائر الإلكترونية وكأنها موضة عصرية أو بديل آمن عن التدخين التقليدي، رغم ما أثبتته الدراسات الحديثة من عواقب وخيمة قد تطال حتى الأطفال دون الثانية عشرة.

تحذيرات طبية من "تيار خفي" يروّج للسجائر الإلكترونية بين الأطفال والمراهقين

وكشفت دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند الأسترالية، وشملت اكثر من 20 ألف شاب أمريكي، أن وجود أصدقاء يدخنون إلكترونيًا يزيد احتمال تقليدهم بنحو 15 ضعفًا. ورغم تراجع نسبة مستخدمي السجائر الإلكترونية من 31.6% عام 2015 إلى 22.3% عام 2021، فإن الخبراء يرون أن النسبة ما زالت مرتفعة بشكل مقلق.

وأوضح الباحث جيانج فو أن هذا التراجع النسبي ربما يعود الى تزايد الرفض الاجتماعي بعد توثيق موجات الأمراض والوفيات المرتبطة بالتدخين الإلكتروني خلال السنوات الأخيرة. لكن في المقابل، يظل المحتوى المصوّر على تيك توك وغيره عاملًا قويًا في جذب المراهقين، إذ يُظهر السجائر الإلكترونية ضمن نمط حياة صحي أو متطور، وهي رسالة وصفها الخبراء بأنها "مضللة وخطرة".

وفي سياق متصل، حذّرت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي من تزايد تدخين المراهقين لمنتجات تحتوي على مركبات THC وCBD المستخرجة من القنب، إضافة إلى القنب الصناعي المُصنّع في المختبرات، وهي مواد يمكن أن تلحق أضرارًا بالغة، خاصة بالفئة العمرية بين 11 و15 عامًا.

وأشار الدكتور جاك تشونغ، من المركز الوطني لأبحاث تعاطي المخدرات بين الشباب، إلى أن كثيرًا من المراهقين لا يدركون طبيعة المادة التي يستنشقونها، مما يزيد خطر التعرض لمواد سامة كالأكرولين، القادرة على إحداث تلف في الرئة وأمراض في القلب.

وأكد تشونغ أن هذه الفئة العمرية أكثر هشاشة، إذ لا تزال أجسامهم وأدمغتهم في طور النمو، مما يجعلهم أكثر عرضة للإدمان والعواقب الصحية البعيدة المدى.

وبينما أظهر التقرير ان معارضة الأهل قد تقلل احتمالية استخدام السجائر الإلكترونية بنسبة تصل إلى 70%، شدد الباحثون على ضرورة فرض رقابة صارمة على المحتوى الموجه للمراهقين، بالتزامن مع حملات توعية وتثقيف تحمي الأطفال من "التيار الخفي المدمر" الذي يتسلل عبر الشاشات.